ذكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتحاد الأوروبي قد يكون الوجهة التالية التي يفرض عليها الرسوم الجمركية، بعد فرضه تعريفات بنسبة 25 في المئة على واردات كل من المكسيك وكندا، ورسوما إضافية بنسبة 10 في المئة على الواردات من الصين.

وصرح ترامب لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أثناء وصوله إلى ماريلاند من فلوريدا قائلاً: فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي قد يحدث قريبًا جدًا.

وأضاف: إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية، ولا يأخذون أي شيء منا تقريبًا، ونحن نأخذ منهم كل شيء، ملايين السيارات، وكميات هائلة من المواد الغذائية والمنتجات الزراعية.

وعندما سُئل عما إذا كان هناك جدول زمني لإعلان الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، أجاب ترامب: لا أستطيع أن أقول إن هناك جدولاً زمنيًا، لكنه سيكون قريبًا جدًا.

لكن أدان الاتحاد الأوروبي قرار ترامب بالمضي قدمًا في فرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والصين، محذراً من أنه سيرد بحزم إذا أصبح هدفًا أيضاً.

وأشار ترامب إلى علاقته الجيدة برئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، وأنه يمكنه حل القضايا التجارية مع المملكة المتحدة.

خسائر أسواق الأسهم

واكتست أسواق الأسهم العالمية في أوروبا وآسيا باللون الأحمر في تعاملات، اليوم، وسط موجة بيع حادة اجتاحت الأسهم، فيما استعد المستثمرون لتقلبات في الأسواق المالية بعد أن أعلن الرئيس الأميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع رسوما جمركية ثقيلة على الواردات من كندا والمكسيك والصين.

وقال محللون إن الرسوم الجمركية الشاملة، بما في ذلك رسوم بنسبة 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك، و10 في المئة على منتجات الطاقة من كندا ورسوم إضافية بنسبة 10 في المئة على الصين، من شأنها أن تهز ثقة المستثمرين الذين بدا أنهم يتمسكون بالأمل في أن ترامب يستخدم تهديد الرسوم الباهظة كورقة مساومة أو أنه سيتخذ نهجاً أبطأ وتدريجياً.

خسائر حادة في أوروبا

وافتتحت الأسواق الأوروبية على انخفاض حاد اليوم بعد أن فرض ترامب تعريفات تجارية على العديد من البلدان وهدد بفعل الشيء نفسه مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.3 في المئة بعد فترة وجيزة من الافتتاح، وانخفضت جميع القطاعات بقوة.

وتراجع مؤشر ستوكس 600 للسيارات بأكثر من 4 في المئة، في حين انخفضت مؤشرات التكنولوجيا والصناعة والتعدين بأكثر من 2 في المئة. انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 1.7 في المئة خلال الصفقات المبكرة.

وكانت الأسواق في المنطقة تتفاعل سلبًا مع قرار ترامب في عطلة نهاية الأسبوع بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من المكسيك وكندا وضريبة بنسبة 10 في المئة على السلع من الصين. ومن المقرر أن تدخل التعريفات حيز التنفيذ اليوم، إذ تبلغ قيمة المعاملات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الثلاث حوالي 1.6 تريليون دولار.

الأسواق الآسيوية تحت الضغط

وتصدرت أسهم صناعة السيارات التراجعات في آسيا منها تويوتا وهوندا وكيا وهيونداي، حيث لديها مصانع في كندا والمكسيك، وستتأثر صادراتها بالرسوم الجمركية.

وتراجعت الأسهم اليابانية في ختام أولى جلسات الأسبوع، مع تعرض الشركات العاملة في قطاعات تصديرية، خصوصا صناع السيارات والرقائق، لخسائر مع بدء ترامب تنفيذ تهديداته التجارية.

وأنهى مؤشر «نيكي» جلسة اليوم منخفضاً بنسبة 2.66 في المئة، أو ما يعادل 1052 نقطة إلى 38520 نقطة، وتراجع نظيره «توبكس» الأوسع نطاقاً 2.45 في المئة إلى 2720 نقطة.

وفي قطاع صناعة السيارات، هبطت أسهم كل من «هوندا» بنسبة 7.20 في المئة إلى 1372 يناً، و«تويوتا» بنسبة 5 في المئة إلى 2824.50 ينا، و«نيسان» بنسبة 5.63 في المئة إلى 403.70 ينات.

وتعتمد أعمال شركات السيارات اليابانية على أسواق أميركا الشمالية في بيع منتجاتها، ولدى بعض منها خطوط للإنتاج والتجميع في المكسيك.

وأدى قرار الإدارة الأميركية الجديدة إلى تكبّد قطاع أشباه الموصلات الياباني أيضاً خسائر خلال جلسة اليوم، إذ تراجع سهم صانعة معدات إنتاج الرقائق «طوكيو إلكترون» 1.74 في المئة إلى 25750 يناً، وانخفض سهم «أدفانتست» 4.15 في المئة إلى 8300 ين.

وعلاوة على ذلك، تخشى الشركات اليابانية بصفة عامة استهداف واشنطن وارداتها من طوكيو بتعريفات جمركية إضافية، وخاصة السيارات.

وعانت الأسهم الأسترالية من أسوأ يوم لها في 5 أشهر اليوم، وانخفض مؤشرها بنسبة 1.8 في المئة، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ 4 سبتمبر، ليغلق عند 8379.4 نقطة.

وكذلك انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية ومؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ.

فيما تراجعت الأسهم الأميركية اليوم، وأغلق مؤشر داو جونز على تراجع 0.75 في المئة، عند مستوى 44544.66 نقطة، فيما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.5 في المئة عند مستوى 6040.53 نقطة.

الذهب يتراجع

وتراجعت أسعار الذهب بعد أن وصلت في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وذلك وسط ارتفاع الدولار إثر تصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية.

وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 2796.09 دولارا للأوقية (الأونصة) بعد أن وصل يوم الجمعة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2817.23 دولارا للأوقية.

ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2830.80 دولارا للأوقية.

هبوط حاد للعملات المشفرة

أيضاً، هبطت العملات المشفرة بصورة جماعية في تعاملات اليوم لتتداول بتكوين عند مستوى 94 ألف دولار، بعدما فرض ترامب تعريفات جمركية على كندا والمكسيك والصين.

وتراجعت العملة الافتراضية الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية «بتكوين» بنسبة 3.84 في المئة عند 94033.25 دولارا، في الساعة 09:01 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وفقًا لبيانات «كوين باس».

وهبط كل من الإيثريوم 15.55 في المئة إلى 2497.69 دولارا، لتتداول عند أدنى مستوياتها منذ نوفمبر، والريبل 13.2 في المئة عند 2.2618 دولار، ودوج كوين 12 في المئة إلى 23.58 سنتا.

أما عملة ترامب الافتراضية فتراجعت 14.85 في المئة لتصل إلى 17.61 دولارا، لتتداول بانخفاض حوالي 75 في المئة عن ذروتها.

وبدأت موجة هبوط العملات المشفرة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي بعدما وقع ترامب أمرًا بفرض رسوم جمركية 25 في المئة على الواردات من كل من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى 10 في المئة على الصين.

لكن يترقب المسثمرون مستوى 90 ألف دولار كدعم رئيسي لبتكوين، وحذر البعض من تراجع أكبر في السوق نحو 80 ألف دولار حال تراجعت العملة المشفرة بشكل ملموس عن مستوى الدعم.

وتمثل التقلبات الأخيرة في السوق انعكاسًا حادًا للمكاسب الأخيرة التي شهدتها عقب تصريحات ترامب المؤيدة للعملات المشفرة، سواء خلال الحملة الانتخابية أو حتى بعد انتخابه.

النفط يقفز

من جانبها، قفزت أسعار النفط اليوم، بعد أن فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين، الأمر الذي يثير مخاوف من حرب تجارية واضطراب إمدادات الخام من اثنين من كبار الموردين للولايات المتحدة.

لكن توقعات انخفاض الطلب على الوقود حدت من المكاسب، وصعد خام غرب تكساس الأميركي الوسيط 2 في المئة أو 1.44 دولار إلى 73.97 دولارا للبرميل، بعد أن بلغ أعلى مستوى في أسبوع عن 75.18 دولارا في وقت سابق من الجلسة، وزادت العقود الآجلة لخام برنت 0.8 في المئة، أو ما يعادل 62 سنتا، إلى 77.34 دولارا للبرميل.

ووفقا لوزارة الطاقة الأميركية، كندا والمكسيك هما أهم مصدرين لواردات الخام الأميركية، ويشكلان معا نحو ربع النفط الذي تحوله المصافي الأميركية إلى منتجات وقود مثل البنزين ووقود التدفئة.

وأفادت مصادر في القطاع بأن الرسوم الجمركية سترفع التكاليف على درجات الخام الأميركي الأثقل التي تحتاج إليها المصافي الأميركية لتحقيق الإنتاج الأمثل، الأمر الذي يخفض أرباحها، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تخفيضات في الإنتاج.