قراءة في المجلد 25 من نوادر البابطين (6) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. ويقف مُعدّ كتاب النوادر مع كتاب عن «مقدمة ابن خلدون» للباحث محمود الملاح، وهو «دقائق وحقائق في مقدمة ابن خلدون» المطبوع في بغداد عام 1955. وتعرّض كتاب مقدمة ابن خلدون لنقد حاد وهجوم قوي في العراق، فالعراق كان دوماً من ميادين الصراع والاختلاف بين العرب والإيرانيين، وبين التوجه «العروبي النقي» وما سُمّي بـ «التعصب الشعوبي المضاد». ولما كان «ابن خلدون» قد وجّه نقداً لاذعاً للعرب في فتوحاتهم، وكان يقصد غير «المتمدنين» وأهل البادية، حيث قال بالنص «إن العرب إذا تغلّبوا على أوطان أسرع إليها الخراب». وقال «إنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقاً وجِبِلَّةَ... وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له». وقال أشياء كثيرة أخرى مثيرة للجدل والاعتراض في مواضيع أخرى!
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ومن أبرز من ناقش ابن خلدون وآراءه ومصطلحاته، وبخاصة ما يقصده بكلمة «العرب»، وقد تعرّضت لنقاشات واعتراضات في العراق والعالم العربي، الباحث القومي الشهير ساطع الحصري (1880- 1968) في كتابه المعروف «دراسات عن مقدمة ابن خلدون»، الصادر في طبعة موسعة عام 1961 بالقاهرة وبغداد. ويقول عن «كلمة العرب في مقدمة ابن خلدون» ما يلي: «إن كلمة العرب في مقدمة ابن خلدون، من الكلمات التي ولّدت أغرب الالتباسات، وأنتجت أسوأ النتائج. ذلك لأن ابن خلدون استعمل الكلمة المذكورة بمعنى «البدو» و«الأعراب»، خلافاً للمعنى الذي نفهمه منها الآن، كما يتبين من الدلائل والقرائن الكثيرة المثبتة في جميع أقسام المقدمة».
وأضاف الحصري: «إن عدم انتباه القراء والباحثين إلى هذا الاستعمال الخاص، أدى إلى أخطاء عظيمة في فهم مقاصد ابن خلدون، لأن ذلك أظهره بمظهر المتحامل على العرب، وحمل بعض الشعوبيين على الاستشهاد به، كما دفع بعض القوميين إلى الهجوم عليه»، (دراسات عن مقدمة ابن خلدون، ص 151).
وعن موقف الباحثين العراقيين الذين هاجموا ابن خلدون، قال الحصري: «إن هذه النتائج السيئة، كانت قد ظهرت في أجلى مظاهرها بالعراق، قبل مدة، حينما قام مدير المعارف بحملة عمياء على ابن خلدون - في خطبة ألقاها على المعلمين - زاعماً أنه من الكافرين بالعروبة، وقائلاً بوجوب حرق كتبه ونبش قبره، باسم القومية!» (نفس الصفحة).
وعن موقف الحصري من تلك الحملة دفاعاً عن باحث له مكانة العالم والمؤرخ عبدالرحمن بن خلدون قال: «ولقد كنت كتبت عندئذ مقالة في الرد على تلك الحملة، داعياً إلى (النظرة القومية المنورة)، ونشرت المقالة المذكورة في مجلة الأمالي التي تصدر في بيروت من جهة، وفي جريدة البلاد التي تصدر في بغداد من جهة أخرى. وقد بنيت الملاحظات التي سردتها فيها على المعنى الخاص الذي يعنيه ابن خلدون من كلمة العرب، مستشهداً على ذلك بنصوص عديدة وقرائن كثيرة». (نفس المرجع).
ولا شك في أن تناول جميع جوانب موقف ابن خلدون ومقدمته الشهيرة بحاجة إلى دراسة ومقالات كثيرة لا مجال لها هنا، فلعل الوقت يتّسع والفرصة تسنح!
يقول الباحث سعد سعدي عن المفكر ساطع الحصري: تخرّج الحصري عام 1900 في المدرسة الملكية في القسطنطينية بتركيا. وعن حياته الأسرية يقول إن الحصري، «وُلد في صنعاء (اليمن) من أبوين حلبيين (سورية) من أصل حجازي، ومات في بغداد». وكتب الحصري في مذكراته عن نشأته: «أنجب والدي خمسة عشر ولداً، ثمانية بنين وسبع بنات، العشرة الأولى من أمي والخمسة الأخيرة من شركسيّات، ولقد كنت السادس في السلسلة الأولى... وكان في بيتنا ثلاث عبدات كنّ يتنقّلن معنا على الدوام... وكان ينضم إليهن بعض الخدم والخادمات في كل مدينة نَحِلّ فيها». كان والده قاضياً شرعياً من خريجي الأزهر من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام علي بن أبي طالب».
كُنا قد تحدثنا في خبر قراءة في المجلد 25 من نوادر البابطين (6) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق