بُقعة ضوء... صحّية - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

بُقعة ضوء... صحّية - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. بعيداً من السياسة وقريباً من الناس، من كلّ بيت وعائلة وإنسان، من كلّ رجل وامرأة وابن وابنة مهما كانت أعمارهم. أتحدّث اليوم عن موضوع يُشكّل في رأيي أولوية الأولويات كونه يتعلّق مُباشرة بصحّة الكويتيّين والموجودين على أرض الكويت.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

أتصفّح تقارير صحّية كثيرة مُتعدّدة ومُتنوّعة ومُتفاوتة في الأرقام والنسب إنما تجتمع كلّها على موضوع واحد، وهو أن نسبة الإصابة بأمراض مثل السرطان والانسداد الرئوي وانسداد شرايين القلب والخلل في الأوعية الدموية والجهاز التنفّسي والخلل في وظائف الدّماغ والسّكري والتصلّب العصبي والديسلكسيا وغيرها تطوّرت من مرحلة ما بعد الغزو إلى مرحلتنا الراهنة بشكل أقلّ ما يُقال عنه أنّه مُخيف ويدقّ ناقوس الخطر.

8 مارس 2025

5 مارس 2025

إذا كانت بعض حالات السرطان في سبعينيّات وثمانينيّات القرن الماضي تُقاس بالعشرات والمئات في أبعد تقدير سنوياً فإنها تتجاوز الآلاف سنوياً من مرحلة ما بعد الغزو وحتى يومنا هذا. يكفي أن نذكر أن مجموع حالات المُتردّدين على العيادات الخارجية بموضوع السرطان بين عامي 2017 و2020 بلغ 256894 مُراجعة أي أكثر من ربع مليون مُراجعة في 3 سنوات 20 في المئة منها لشبان وشابات دون الأربعين عاماً.

كما يكفي أن نقول إن نسبة الوفيات في الكويت في السنوات الماضية بسبب الأمراض غير السارية التي ذكرناها في المُقدّمة ارتفع إلى 79 في المئة من مُجمَل الوفيات بأمراض أخرى. وإنّ إصابات الجهاز التنفّسي والالتهابات الرئوية بسبب تلوّث الهواء الداخلي والخارجي ارتفعت بنسبة 94 في المئة من 2007 وحتى الآن.

يقول أهل الاختصاص إن أسباب ارتفاع الإصابات بهذه الأمراض يعود إلى تلوّث الهواء، وتلوّث التربة، وتوسّع المناطق السكنية إلى أطراف مواقع المرادم، ووجود مُخلّفات للنفايات وأخرى مُشبّعة باليورانيوم بعد حرب تحرير الكويت دفنت في بعض الأماكن، ووجود بُحيرات نفطية آسنة، ومدّ خطوط التيار العالي فوق المساكن، إضافة إلى عوامل طبيعيّة أخرى مثل الوراثة وتناول أغذية غير صحّية. كذلك يرى الخبراء والمُختصّون أن مُخلّفات النفايات واليورانيوم (نفت جهات رسمية مراراً وجود يورانيوم) وبحيرات النفط الآسنة تُولّد كميات هائلة من الغازات السامة ويُمكن أن تلوّث المياه الجوفية والهواء والتربة... وكلّ ذلك ينعكس مُباشرة على صحّة النّاس.

لن ندخل أكثر في موضوع الأرقام فبالتّأكيد هناك تحديثات في السنوات الماضية وأهل القطاع الصحّي أدرى بما فيه... إنّما الواقع الواضح يُفيد بأنّ هذه الأرقام سوداء.

نترك لغة الأرقام السوداء إلى مساحة أخرى من الواقعيّة والتفكير في اقتراحات.

في الكلام الواقعي، نعترف أن الحكومة الكويتيّة غير مُقصّرة في التعامل مع هذه الأمراض بأفضل المعايير العالمية، بل تتفوّق على غيرها من دول العالم المُتقدّم في توفيرها للأدوية الباهظة الثمن مجاناً وأحياناً بأقلّ التكاليف، إضافة إلى تقديم الخدمات والرعاية الصحّية بشكل مُمَيّز، وهناك «فزعات» عظيمة من خَيّرين وكُرماء وشخصيّات وجمعيات العمل الإنساني... يتسابقون لبناء مراكز صحّية مُخصّصة لهذه الحالات المُستعصية وتأمين العلاج لمن لا يستطيع من غير الكويتيّين.

في الاقتراحات، تساؤل: لماذا لا يتمّ إنشاء وتأسيس مركز يختصّ فقط بدراسة أسباب انتشار هذه الأمراض المعروفة والمُستجدّة ويجري الأبحاث العلمية المُتعلّقة بها ويصدر توصيات تتعلّق بكيفية الوقاية منها وسُبل مُعالجتها على الصعيدين الرسمي والمُجتمعي؟

هذا المركز صار أكثر من ضروري وسط هذا الواقع المُخيف والخطر في دولة عاليها مُعدّلات تلوّث ترتفع إلى نسب عالمية وباطنها مُخلّفات مدفونة في الأرض ترفع نسب الإصابات والوفيات. وهذا المركز إضافة إلى كونه سيُؤمّن مِظلّة وقاية جيّدة بعد دراسة الأسباب والتعمّق في الحلول فإنه سيكون في الوقت نفسه مركزاً إقليميّاً وعالميّاً جاذباً لدول ومُؤسّسات خارج الكويت كي تتعامل معه في موضوع الدراسات والأبحاث والتوصيات.

هذا المركز المُتخصّص أولوية في زمن صعب، يُمكن لوزارة الصحّة ومُؤسّسة الكويت للتقدّم العلمي ومعهد الأبحاث المُساهمة فيه، ويُمكن الاستعانة بأيّ خبرة محليّة أو خارجيّة لرسم خريطة عمله ودوره، على أن يُعطى صلاحيات كبيرة للعمل والتحرّك بحرية وتُوفّر له كل الإمكانات المطلوبة.

وما شجّعنا على هذا الاقتراح هو النهج الذي يقوده صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الذي يُسابق الزمن في تحديث وتطوير الإدارة في الكويت، وما نطقه السامي في أكثر من مُناسبة وآخرها خلال جولاته الرمضانية إلا الدّليل على ذلك. سواء لجهة تركيز سموه على وجوب ربط العمل بأحدث التّقنيات، وعلى توجيه الاهتمام نحو كلّ ما يخدم المسيرة العلمية لانعكاس ذلك على الكويتيّين بمزيد من الازدهار والتقدم... والجميع يعرف أن صحّة وسلامة الناس ومُستقبلهم هاجس رئيسي لدى والد الكويتيّين.

ليكن المركز بداية على الطريق الصحيح. بقعة ضوء وسط غيوم الأمراض المُتكاثرة ومَنارة جديدة تُحاكي عصر الكويت الذّهبي في الرّيادة... كما كنّا دائماً.

كُنا قد تحدثنا في خبر بُقعة ضوء... صحّية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق