«ملكة اللؤلؤ»... هل يمكن أن تخدعنا الرمزية إلى هذا الحد؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

«ملكة اللؤلؤ»... هل يمكن أن تخدعنا الرمزية إلى هذا الحد؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. كيف يمكن لكل هذه الدلالات الرمزية التي تذخر بها الصورة التي كانت عليها «ملكة اللؤلؤ» من الخير والجمال والدفء والنقاء أن تترك كل هذا الإرث من الاستعمار والاستعباد؟

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

ربما تجيء الإجابة من التاريخ، وربما يدلي بها خمسة رجال استدعتهم إليزابيث الأولى أو «ملكة اللؤلؤ» للشهادة في أحداث المسرحية التاريخية، التي قدمتها شركة الطاقة الإبداعية، وتحمل الاسم نفسه: اللورد ويليام سيسيل مستشار الملكة، الذي لم يفقد أبداً حظوته لديها، حتى بعد أن عينت إليزابيث اللورد المتطرف روبرت دادلي، إيرل ليستر - مستشارا وعضوا في المجلس الخاص، كقوة موازنة لسيسل، الأكثر محافظة، والعكس صحيح.

ومن خارج البلاط، ومن خارج إنكلترا كلها، استدعت إليزابيث، وربما للاعتراف، السلطان محمد الثالث العثماني - حاكم الدولة العثمانية في عهد الملكة إليزابيث الأولى، وعبدالواحد بن مسعود الأنوري - السكرتير الأول للعاهل المغربي مولاي أحمد المنصور، وسفير بلاده في بلاط الملكة إليزابيث الأولى.

إرث تركته إليزابيث الأولى ناقض دلالات الخير والدفء والجمال في صورتها

أما الرجل الخامس، الذي قد يحمل إجابة وافية على السؤال المطروح، فكان توماس دالام - صانع مشهور للآلات الموسيقية وسفير الملكة إلى الدولة العثمانية، والذي دخل إلى قصر توبكابي في القسطنطينية، وبدأ يعزف على آلة أورغن موسيقية صنعها أمام أقوى حاكم بالعالم في تلك الفترة السلطان العثماني محمد الثالث، فسحرته، وسحرت الشرق كله. ولأن أداء دالام الموسيقي كان رائعا، أحبه السلطان لدرجة أنه كافأه بحقيبة مليئة بالذهب، وأحبه الشرق كله، فكافأه بالأثمن.

ربما، نجد الإجابة، أيضاً، في الحديث النفسي، الذي كتبته مؤلفة المسرحية ومخرجتها الكاتبة ومؤسسة شركة الطاقة الإبداعية هدى شوا، وجاء على لسان الملكة إليزابيث وهي تخاطب والدها الملك هنري الثامن وبلدها، لتبرهن أنها قادرة على إعادة إنكلترا إلى عهدها المشرق، بعد أن أقصتها دول أوروبا بسبب انشقاقها عن الكنيسة الكاثوليكية.

تقول الملكة إليزابيث، التي لعبت دورها المخرجة والممثلة ديانا صفير في مونولوج مؤثر، إنها كانت أمام تحديات سياسية ودبلوماسية، وتحديات شخصية من داخلها وممن حولها من الرجال الذين كانوا وزراءها ومستشاريها.

وتختتم قصتها بأن همها كان مصلحة العرش، وتركيزها كان على حماية إنجلترا المنبوذة، وأن الرجال من بعد مماتها هم من استعمروا، واستعبدوا.

تقول هدى شوا: تخاطب المسرحية أكثر من مجرد المعالم التاريخية التي شهدتها إنجلترا تحت عهد «ملكة اللؤلؤ»، مستعرضة رحلتها في بناء التحالفات والتوسع التجاري عبر رؤية مسرحية، تجمع بين الجانب الميلودرامي الذي يمثل شخصية الملكة وصراعاتها الشخصية والداخلية مع الأحداث التاريخية، وذلك في عمل جمع بين الشكل التقليدي الذي يبين النواحي التاريخية ومختلف الوسائط المعاصرة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والأغاني المعاصرة، والانتقال من اللغة العربية الفصحى إلى اللهجة العامية.

وعن شخصية الملكة إليزابيث الأولى، قالت شوا إنها شخصية ميلودرامية بامتياز، بدأت قصتها مع نفيها وأمها من قبل والدها الملك هنري إلى أن أصبحت ملكة بعد موته، وموت أختها، الوريثة الأولى.

شوا: المسرحية نظرة ميلودرامية على عهد الملكة إليزابيث الأولى وتخاطب أكثر من مجرد المعالم التاريخية

وأضافت: «نراها في حبها للفن وتكريس حياتها لأجل بلدها، فهي لم تتزوج أبداً واستخدمت الفن لتقديم الهدايا في سعيها إلى بناء تحالفات جديدة مع الممالك الكبرى من المغرب والفرس والعثمانيين، وركزت على توطيد العلاقات عبر التبادل التجاري والدبلوماسية الذكية وتأسيس شركات محلية تقوم على هذا التبادل التجاري، ونراها أيضاً في لحظات ضعفها كما في لحظات قوتها».

وتابعت شوا: إنها كتبت المسرحية لترتكز على شخصية الملكة إليزابيث، وهو ما أبدعت في تقديمه المخرجة والممثلة، ديانا صفير، حيث قامت بمزج عناصر فنية عديدة تأخذ المشاهد في عوالم مختلفة، بدءاً من الشخصيات المصورة والمتحركة التي نراها تتفاعل مع الشخصية الرئيسية المتمثلة في الممثلة الحقيقية، ومروراً باستخدام موسيقى معاصرة تهدف إلى أن تعكس ما تشعر به هذه الشخصية.

تدخلنا المسرحية في العالم الإليزابيثي السائر على نهج العصر، بكل ما يرمز إليه من حيوية وتعدد أوجه، وتخرجنا في العصر الحالي بكل ما يحمله من إرث يناقض تلك الرمزية، وتتركنا بمؤرقات العديد من التساؤلات، أهمها: هل كانت «ملكة اللؤلؤ» على حق فيما سعت له في عهدها؟ وهل يمكن أن تخدعنا الرمزية إلى هذا الحد؟

المسرحية، التي تم عرضها في دار الآثار الإسلامية باليرموك، تناولت حقبة الملكة إليزابيث الأولى التي تحدت كل التوقعات، وحكمت بعزيمة صلبة، وخلدت عبر الأجيال عمر مملكتها. من إقامة علاقات غير مسبوقة في الشرق، وفتح شبكة عالمية للسفر والتجارة والترفيه.

وبلغت إنجازاتها على الصعيد الدبلوماسي مستويات غير مسبوقة، وأصبحت حديث المدينة لندن ولفتت أنظار الجميع، وبينما وسّعت نفوذها وسلطانها، حطمت إليزابيث حدوداً جديدة، وقلبت المفاهيم المألوفة، تاركة إرثاً لا مثيل له.

كُنا قد تحدثنا في خبر «ملكة اللؤلؤ»... هل يمكن أن تخدعنا الرمزية إلى هذا الحد؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق