التراث الثقافي المغمور في مياه الكويت - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. سيتجمع علماء الآثار، وعمال التراث، والعلماء البحريون، والغواصون، وطلاب الجامعات في الكويت في منتصف فبراير لمناقشة علم الآثار البحري، وطرق التنقيب تحت الماء، وتطبيق تقنيات ثلاثية الأبعاد في البحث الأثري تحت الماء. تحت عنوان 3D-Q8، يعد المشروع منصة للتعليم والتدريب والتبادل التي تتضمن سلسلة محاضرات، وورشة عمل قصيرة، وندوة تفاعلية للواقع الافتراضي يقدمها علماء آثار بحرية من مالطا. المبادرة الممتدة على بضعة أيام هي ثمرة تعاون مؤسسي بين جامعة مالطا، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، وقسم علوم البحار في جامعة الكويت. يقود الفريق المالطي البروفيسور تيمي غامبين، أستاذ مشارك في علم الآثار البحري في قسم الكلاسيكيات وعلم الآثار في جامعة مالطا. وينضم إليه كذلك جون وود، أحد مستشاري جامعة مالطا، وهو خبير في التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد تحت الماء وغواص تقني يستخدم جهاز تنفس الهواء المعاد تدويره. يدير المشروع طلال المهنا، طالب دراسات عليا في علم الآثار البحرية بجامعة مالطا.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
تعرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافي المغمور بالمياه بأنه جميع آثار الوجود البشري التي لها طابع ثقافي أو تاريخي أو أثري والتي كانت تحت الماء جزئيًا أو كليًا، بشكل دوري أو مستمر، لمدة لا تقل عن 100 عام. يمكن أن يشمل هذا التعريف العديد من القطع الأثرية المحتملة - من أدوات العصر الحجري ما قبل التاريخ إلى الموانئ القديمة والسلع التي نقلتها السفن على مدى آلاف السنين. كما يشير غامبين وآخرون في مقال نشر عام 2021 لمجلة الاستشعار عن بعد: «يمكن اعتبار قاع البحر أكبر متحف في العالم، والمواقع تحت الماء التي تم استكشافها ودراستها حتى الآن توفر معلومات لا تقدر بثمن عن التفاعل البشري مع البحر.»
يقول مدير مشروع 3D-Q8، السيد طلال المهنا، وهو طالب دراسات عليا في علم الآثار البحرية في مالطا: «منذ أن صادقت دولة الكويت على اتفاقية اليونسكو لعام 2001 بشأن حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، أصبح هناك إطار عمل قوي لعلم الآثار البحري متاح لعلماء الآثار البحرية المحتملين في الكويت.» وبالفعل، فإن من ثمار اتفاقية اليونسكو عام 2001 هي إرشاداتها الشاملة للبحث والاستعادة والحفظ والحماية، إضافة إلى إدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه، والتي تؤسس بدورها لمعايير عالمية في علم الآثار البحرية. ويضيف المهنا بقوله: «يمكن للكويت بصفتها دولة طرف في اتفاقية 2001، أن تجني فوائد إيجابية. في الوقت نفسه، مثل جميع الدول الأطراف، فإن التصديق يعني الوفاء بالعديد من الالتزامات أيضًا.»
علم الآثار تحت الماء في الكويت
حتى الآن، كان علم الآثار البحرية في الكويت مقتصرًا على تحديد وفحص الميزات الأثرية على الشواطئ، بالأخص في جزيرة فيلكا. ومن 2013 إلى 2019، قامت البعثة الأثرية الكويتية البولندية (KPAM) بإجراء مسوحات ساحلية حول جزيرة فيلكا، حيث حددت العديد من الميزات الأثرية مثل السدود الحجرية (مصائد الأسماك). وبرأي الفريق الأثري KPAM، الذي شمل عالمة الآثار البحرية ماغدالينا نواكوفسكا من جامعة وارسو، فإن بعض الميزات التي تمت دراستها بُنيت خلال الفترة الإسلامية المبكرة، واستمر أهالي الجزيرة باستخدام هذه الميزات الأثرية في الصيد حتى أوائل القرن العشرين. وقد أكمل البحث هذا علماء الآثار الأرضية الكويتيون الدكتور حامد المطيري والدكتور ماجد المطيري، فقاموا في دراستهم برسم خرائط المواقع الساحلية ونشر الوثائق ذات الصلة لتصل فوائد هذه البحوث للناطقين بالعربية.
ويسلط السيد طلال المهنا الضوء على التحديات التي تواجه علماء الآثار البحرية: «على الرغم من التقدم المتأني على مر السنوات الماضية، إلا أن علم الآثار المغمورة لم يُدرس بعد في البحر». ولا يخفى على المهنا - الذي سبق له العمل ضمن مشاريع كهذه في مالطا - أن تنظيم مشروعٍ للتنقيب عن الآثار البحرية يتطلب تجهيزاتٍ لما بعد عملية التنقيب للمحافظة على الآثار. «من البداية إلى النهاية، يتطلب علم الآثار تحت الماء خبرة، والكويت تفتقر لغواصين مدربين على تقنيات التنقيب تحت الماء أو علماء آثار يمكنهم الغوص». وبسبب ذلك، يرى أن نطاق التراث الثقافي المغمور بالمياه في المياه الإقليمية الكويتية غير مفهوم بشكل جيد، خاصة إذا ما قورن بعلم الآثار الأرضية في المنطقة.
تهديدات التراث الثقافي المغمور بالمياه
في وقت تهدد فيه العوامل البيئية، مثل تحمض المحيطات، والتلوث البحري، وارتفاع مستويات سطح البحر، سلامة واستدامة المناظر البحرية في الكويت والموارد المائية، يهدف مشروع 3D-Q8 إلى حقن زخم جديد في المناقشات حول علم الآثار تحت الماء في الكويت. كما يسعى المشروع إلى بناء جسور بين الجهات المحلية المعنية والمؤسسات الدولية التي تتشارك أهداف الاستدامة والاهتمامات العلمية ذات الصلة.
ووفقًا لما ذكره طلال المهنا، فإن سلسلة قيمة التراث الثقافي المغمور بالمياه في الكويت تشمل العديد من الجهات الفاعلة من قطاعات التعليم، والتراث، والسياحة، والعلوم، والصناعة. إلا أن العديد من هذه الجهات لا تدرك دورها المهم في الحفاظ على علم الآثار المغمورة بالمياه في الكويت. وللمساهمة في معالجة هذا الأمر، سيتم تنظيم ورشة عمل قادمة، وحلقة نقاش تفاعلية عبر الواقع الافتراضي، بالإضافة إلى محاضرات تسلط الضوء على مختلف الموضوعات ذات الصلة.
وقد أعرب كل من الدكتور فهد السنافي، القائم بأعمال رئيس قسم علوم البحار، والدكتور محمد الجسار، الأمين العام للمجلس الوطني، عن دعمهما لهذا المشروع.
برنامج 15 فبراير
سينطلق مشروع 3D-Q8 في 15 فبراير بورشة عمل نظرية حول التصوير المساحي ثلاثي الأبعاد تحت الماء، والتي سيقودها الخبير جون وود. وستستمر الورشة لمدة أربع ساعات، وهي موجهة للغواصين المحليين، والمصورين تحت الماء، وفنيي الاستشعار عن بُعد، والعاملين في مجال التراث، وطلاب الجامعات المهتمين بتوثيق علم الآثار البحرية. المشاركة ستكون عن طريق الدعوة.
ولاحقًا، سيقدم البروفيسور غامبين محاضرة لتعريف الجمهور بالتاريخ الغني لعلم الآثار المغمورة بالمياه في مالطا. فمن حطام السفن القديمة إلى غواصات الحرب العالمية الثانية، تمتد المواقع الأثرية البحرية في مالطا على مدى آلاف السنين.
برنامج 17 فبراير في الفنطاس
في 17 فبراير، سيستضيف مركز علوم البحار في الفنطاس محاضرات تنظمها قسم علوم البحار بجامعة الكويت. ستتناول محاضرات الصباح موضوع إدارة التراث الثقافي والعوامل البيئية البحرية التي تؤثر على علم الآثار المغمورة بالمياه. وفي فترة ما بعد الظهر، سيتم تنظيم ندوة تفاعلية باستخدام نظارات الواقع الافتراضي (VR)، حيث سيتمكن المشاركون من تجربة بعض المواقع الأثرية العميقة في مياه مالطا عبر تقنية الواقع الافتراضي.
تمويل 3D-Q8
يحظى مشروع 3D-Q8 بتمويل من منحة شبكة البحوث (RNS) من مؤسسة Xjenza مالطا، والتي مُنحت لعلماء الآثار البحرية بجامعة مالطا. يهدف المشروع إلى تعزيز علم الآثار البحرية في الكويت من خلال تعزيز المعرفة، وبناء القدرات، وتوسيع الشبكات المهنية.
وأخيرًا، لن تكتمل زيارة علماء الآثار البحرية المالطيين إلى الكويت دون جولة في جزيرة فيلكا، التي تعد موقعًا أثريًا مهمًا في البلاد. ويؤكد المهنا قائلاً: «إذا لم يكن الطقس عائقًا، فسيحصل فريق الآثار المالطي على جولة في الجزيرة بتنظيم من المجلس الوطني، خاصة وأن هناك اعتقادًا بوجود تراث ثقافي مغمور بالمياه في محيط فيلكا.»
كُنا قد تحدثنا في خبر التراث الثقافي المغمور في مياه الكويت - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق