عاجل

بارمي أولسون تكتب: الذكاء الاصطناعي .. هل تشكل النماذج المفتوحة تهديداً لـ”أوبن إيه آي”؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

بارمي أولسون تكتب: الذكاء الاصطناعي .. هل تشكل النماذج المفتوحة تهديداً لـ”أوبن إيه آي”؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. “من المحتمل أن نشهد في الأسابيع والأشهر المقبلة إطلاق مارك زوكربيرج وزملائه من عمالقة التكنولوجيا الآخرين لنماذج أكثر كفاءة”

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

قبل عامين، عندما أطلقت “أوبن إيه آي” نموذج “تشات جي بي تي“، أكد الرئيس التنفيذي للشركة، سام ألتمان، أن نجاح شركته يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية، وهي: الرقائق، والبيانات، والمال.

فكلما ضُخت مزيد من هذه العناصر في شركته، تماماً كما يُلقى الفحم في فرن قطار بخاري، زادت قوة الذكاء الاصطناعي الذي تنتجه.

لكن شركة صينية صغيرة تُدعى “ديب سيك” جاءت لتدحض هذه الفكرة، بعدما أطلقت نموذجاً للذكاء الاصطناعي بالكفاءة نفسها.. لكن بتكلفة أقل بكثير.

ومع ذلك، فإن هذه القصة التي تبدو كمعركة “داوود وجالوت” لا تقتصر على شركة واحدة، أو حتى على الصين وحدها.

تهديد متزايد لنماذج “أوبن إيه آي”

على مستوى العالم، يجري تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر مماثلة، ومستعدة للاستحواذ على حصة سوقية من أعمال ألتمان عبر تقديم أنظمة أرخص بكثير أو حتى مجانية تماماً.

وهذا يشكل تهديداً مقلقاً لشركات منها “أوبن إيه آي” و”أنثروبيك”، اللتين تستند استراتيجيتهما الربحية إلى بيع الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الأساسي بأسعار مرتفعة (“جوجل” التابعة لـ”ألفابت” و”مايكروسوفت” تمتلكان على الأقل أعمال حوسبة سحابية وبرمجيات يمكن الاعتماد عليها في الربحية).

ورغم أن النماذج المتاحة للعامة، مثل “ديب سيك”، قد لا تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة على السوق في النهاية، إلا أنها قد تستحوذ على حصة كبيرة وغير مريحة، وتحقق ما لم ينجح فيه ألتمان من حيث الشفافية والتعاون.

يرى الأستاذ الفخري في جامعة نيويورك، جاري ماركوس، الذي طالما انتقد افتقار “أوبن إيه آي” للشفافية وحذر من انهيار سوق الذكاء الاصطناعي، أن “البحث الذي نشرته (ديب سيك) حول نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي المعروف باسم آر 1 كان أكثر شفافية من أي شيء رأيته من (أوبن إيه آي) منذ إطلاق نموذج جي بي تي-3”.

ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين

هذا النهج المنفتح يشكل جزءاً من التحول الذي تشهده الصين.

فقد تأسست “ديب سيك” على يد رجل الأعمال ليانج وينفينج، وهو مستثمر في صناديق التحوط، حيث جمع فريقاً يضم موظفيه السابقين وعشرات الحاصلين على الدكتوراه من الجامعات الصينية، سعياً لتطوير ذكاء اصطناعي بمستوى يضاهي الذكاء البشري.

ولتحقيق ذلك، استخدم 10 آلاف رقاقة حصل عليها من شركة “إنفيديا” في عام 2021 (قبل فرض الولايات المتحدة قيوداً على صادرات الرقائق)، ويُقال إنه استخدم 1/50 فقط من قوة الحوسبة التي يعتمد عليها عمالقة التكنولوجيا مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي”.

الأسبوع الحالي، مع إعلان الشركات الكبرى عن أرباحها وسعيها لتبرير نفقاتها الرأسمالية الهائلة على الذكاء الاصطناعي أمام المستثمرين، فإنها ستعمل جاهدة على بث بعض الأمل في نفوسهم.

فبعدما أبدت مخاوفها تجاه العوائد المتناقصة لما يُعرف بـ”قوانين التوسع”، التي استند إليها ألتمان في استراتيجيته القائمة على مبدأ “الأكثر أفضل”، وأصبح لديها الآن مخطط لتجاوز هذه المتطلبات بفضل “ديب سيك”.

الشفافية مقابل التكتم

نشرت “ديب سيك” معظم تفاصيل نموذجها “آر 1” على الإنترنت، وهو أمر لن تقدم عليه “أوبن إيه آي” أو “جوجل” في الوقت الحالي.

ويكمن إنجاز “ديب سيك” في تطوير نهج جديد لما يُعرف بـ”نمذجة المكافآت”، وفقاً لأحد ملخصات النتائج.

وفي هذا السياق، يعمل مهندسو “ميتا بلاتفورمز” بالفعل على دراسة هذه التفاصيل، ومن المحتمل أن نشهد في الأسابيع والأشهر المقبلة إطلاق مارك زوكربيرج وزملائه من عمالقة التكنولوجيا الآخرين لنماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة.

لن يكون الأمر سهلاً، إذ إن “ديب سيك” لا تُعد “مفتوحة المصدر” من الناحية التقنية، وفقاً لـ”مبادرة المصدر المفتوح”، وهي هيئة عالمية مسؤولة عن اعتماد تراخيص البرمجيات.

فقد أخبرني متحدث باسم المبادرة”، أن “الشركة لا توفر شفرة المصدر المستخدمة في معالجة البيانات وفرزها وتدريب النموذج، كما لم تكشف عن تفاصيل البيانات المستخدمة في التدريب. لذا، فإن أي جهة ترغب في إعادة بناء هذا النموذج ستضطر للبدء من الصفر، اعتماداً فقط على الورقة البحثية التي نشرتها الشركة”.

مع ذلك، فإن “ديب سيك” تعتمد على ما يُعرف بـ”النظام مفتوح المصدر للمطورين والباحثين”، الذي يسمح للآخرين بالاطلاع على المعلمات الأساسية للنموذج ونسخها وتحسينها، على عكس “أوبن إيه آي” التي تتبع نموذج “الصندوق الأسود”، حيث تبقي تفاصيل نماذجها مغلقة تماماً.

ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر في الصين

اعتمدت “ديب سيك” على أعمال سابقة في تطوير نموذجها، فقد صرحت الشركة بأن ذكاءها الاصطناعي تم بناؤه بالاستناد إلى نموذج “لاما” المقدم من “ميتا” بشكل مفتوح المصدر للمطورين والباحثين.

في الوقت نفسه، تحقق “مايكروسوفت” فيما إذا كانت “ديب سيك” قد استخدمت تقنيات “أوبن إيه آي” في تطوير نموذجها، دون الحصول على إذن رسمي، وهو أمر قد يثير الذعر في سان فرانسيسكو. (لكن من الصعب إظهار التعاطف مع شركة “أوبن إيه آي” التي استغلت الأعمال الفنية المحمية بحقوق الطبع والنشر لآلاف الفنانين والكتاب لتحقيق مكاسبها التجارية).

لم تعد نماذج الذكاء الاصطناعي المجانية عالية الكفاءة مقتصرة على “ديب سيك”، إذ تشهد الصين ظهور مزيد من النماذج المفتوحة المصدر. من بين هذه النماذج، “واي يو إي”، القادر على إنتاج مقاطع موسيقى بوب كاملة تتضمن كلمات شجية، بالإضافة إلى نموذج “كيوين”، التابع لـ”علي بابا غروب هولدينج”، والذي يُستخدم في تطوير وكلاء ذكاء اصطناعي.

اتجهت الصين نحو تطوير نماذج مفتوحة المصدر في الأعوام الأخيرة، مدفوعة بالقيود الأمريكية على التصدير، والدعم الحكومي، وتأثير نموذج “لاما” مفتوح المصدر للمطورين والباحثين، والذي قامت العديد من شركات التكنولوجيا الصينية بتحسينه لتطوير تطبيقاتها الخاصة، وفقاً لمجلة “كمبيوتر ويكلي”.

خطر متزايد يواجه عمالقة وادي السيليكون

بالنسبة لعمالقة وادي السيليكون الراسخين، لا يقتصر التهديد الحقيقي على الصين فحسب، بل يمتد للدور الذي قد تلعبه شركات التكنولوجيا الصينية في تعزيز زخم الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في أجزاء أخرى من العالم، مثل فرنسا، التي تُعد موطناً لشركات واعدة في هذا المجال مثل “ميسترال إيه آي” و”هاجينج فيس”، وكذلك في الولايات المتحدة، حيث ساهمت المجموعة البحثية “إليوثير إيه آي” في تطوير نماذج مثل “جي بي تي-جيه” و”جي بي تي-نيوكس”.

بالطبع، لا يخلو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر من الجوانب السلبية، وأبرزها إمكانية إساءة استخدامه من قبل الجهات الفاعلة السيئة.

وعلى الرغم من أن النموذج الجديد لـ”ديب سيك” قد نجح في حل مشكلة التكلفة، إلا أنه لم يتمكن من التغلب على مشكلة الهلوسة.

تنتشر العديد من الأمثلة على وسائل التواصل الاجتماعي لمستخدمين تمكنوا من اختراق القيود المفروضة على نموذج “آر 1″، مما سمح لهم بتجاوز المرشحات التي تتماشى مع سياسات الحزب الشيوعي الصيني.

ورغم أن تكلفة تطوير النموذج كانت منخفضة، إلا أن تشغيله لا يزال مكلفاً نسبياً، وفقاً لما أشار إليه ماركوس.

مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الاحتكار والانفتاح

ومع ذلك، تواصل “ديب سيك” تعزيز مصداقية الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بين مطوري البرمجيات، حيث يستعرض المبرمجون على منصات مثل “إكس” تجاربهم في تطوير تطبيقات باستخدام منصتها المجانية.

فقد قال أحدهم إنه استخدمها لاستنساخ محرك البحث القائم على الذكاء الاصطناعي “بيربلكستي” دون الحاجة إلى كتابة أي كود، بينما أوضح مطور آخر أنه استخدم نموذج “آر 1” لإنشاء تطبيق يتيح طرح أسئلة حول أي ملف “بي دي إف”.

أصبحت أعمال “أوبن إيه آي” لتطوير النماذج الأساسية سلعية. وتكمن الإمكانات الاقتصادية الحقيقية في الشركات التي تبتكر منتجاتها بالاعتماد على هذه البنية التحتية، أو بالاستفادة من منصات مجانية مثل “ديب سيك”.

هنا تكمن المفارقة. فعندما انطلقت “أوبن إيه آي” في عام 2015، تعهدت بـ”التعاون المفتوح” ومشاركة براءات اختراعها مع العالم.

إلا أنها، في سعيها المحموم لتطوير ذكاء اصطناعي يضاهي الذكاء البشري، بدأت شيئاً فشيئاً تتحول إلى شيء كانت تسعى لمحاربته، ألا وهو عملاق تكنولوجي غامض متعطش للمال، لتجد نفسها اليوم في مواجهة تحدٍ حقيقي من الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر.

أقنع ألتمان العالم بأن إنشاء ذكاء اصطناعي قوي يتطلب موارد هائلة، لكنه يدرك الآن أن موقعه الحصين ليس بالقوة التي تصورها.

فقد لا يكون المستقبل من نصيب الأكثر إنفاقاً، بل لمن يجرؤ على مشاركة ابتكاراته مع العالم.

بقلم: بارمي أولسون، كاتبة مقالات لدى “بلومبرج”

المصدر: وكالة أنباء “بلومبرج”

كُنا قد تحدثنا في خبر بارمي أولسون تكتب: الذكاء الاصطناعي .. هل تشكل النماذج المفتوحة تهديداً لـ”أوبن إيه آي”؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق