«إخواتي»... دراما تخرج عن المألوف - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. يأتي مسلسل «إخواتي» هذا الموسم ليكسر القوالب المعتادة في الدراما التلفزيونية، مُقدماً تجربة تجمع بين التراجيديا والكوميديا السوداء في إطار اجتماعي مشوِّق. تحت إدارة المخرج محمد شاكر خضير، تتشكَّل رؤية إخراجية متماسكة تعتمد على السرد المتوازن والصورة المدروسة، بعيداً عن النمطية التي اعتادها المشاهد في الأعمال الدرامية ذات الطابع العائلي.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
تدور الأحداث حول أربع شقيقات، لكل منهن مسارها الخاص، لكن تربطهن علاقات متشابكة مليئة بالتناقضات.
رغم الخلفية الشعبية التي تدور فيها القصة، فإن العمل لا يقع في فخ الصورة النمطية، بل يعتمد على تقديم شخصيات أكثر واقعية، تحمل بداخلها تعقيدات نفسية تبرزها أداءات متقنة من نيللي كريم، وروبي، وكندة علوش، وجيهان الشماشرجي. كل واحدة منهن تحمل دوافعها الخاصة، لكن يجمعهن القدر في مواجهة سلسلة من الأحداث غير المتوقعة التي تغيِّر مسار حياتهن بالكامل.
ما يميز «إخواتي»، هو تعامله المختلف مع فكرة الموت، حيث لا يقدَّم كمجرَّد حدث مأساوي، بل يتم توظيفه كأداة لتحريك القصة، وإبراز التغيُّرات النفسية للشخصيات.
يبدأ المسلسل بموت الزوج الأول في ظروف غامضة، بعد أن رأت زوجته ذلك في حلمها، ثم تتكرر المفارقة مع وفاة الزوج الثاني ليلة زفافه، بسبب جرعة زائدة من منشطات الفحولة.
رغم قتامة هذه الأحداث، فإنها لا تُعرض بأسلوب تقليدي، بل تمتزج بالكوميديا السوداء، ما يُضفي على العمل بُعداً أكثر واقعية، حيث تتداخل مشاعر الحزن والسخرية، كما يحدث في الحياة الحقيقية.
الإخراج يحمل بصمة واضحة، حيث ينجح محمد شاكر خضير في خلق أجواء بصرية متقنة، تعتمد على الإضاءة الدافئة التي تعكس العلاقات الحميمية بين الشخصيات، فيما تعزز التكوينات البصرية من إحساس التوتر والصراع الداخلي. رغم الجدل حول الموسيقى التصويرية، التي تحمل اقتباساً من The White Lotus، فإنها أُدرجت في المشاهد بشكل يخدم الأجواء الدرامية من دون أن تبدو دخيلة. كما يبرز الأداء المتزن لحاتم صلاح، الذي يضيف إلى الأحداث لمسة من الكوميديا الهادئة، في استلهام واضح لأسلوب تقديم الشخصيات الساخرة في أعمال مثل السقا مات، حيث تتحوَّل المواقف اليومية إلى مشاهد تحمل طبقات مختلفة من المعاني.
ما يجعل «إخواتي» مختلفاً عن غيره من المسلسلات، هو اعتماده على بناء درامي متزن، لا يعتمد على المبالغات أو المفاجآت المصطنعة، بل يترك الشخصيات تتطور بشكل طبيعي، ما يمنحه مصداقية تفتقدها الكثير من الأعمال الحديثة. كما أن توزيع البطولة بشكل جماعي منح كل شخصية المساحة الكافية للتفاعل مع الأحداث، دون أن يطغى أحد على الآخر، ما جعل التجربة الدرامية أكثر انسجاماً وواقعية.
في وقت تميل الدراما إلى إعادة تدوير نفس الأفكار، يسعى «إخواتي» إلى إيجاد هوية خاصة به لا تعتمد على الصخب أو الصراعات المفتعلة، بل على تقديم شخصيات تعيش في عالم مألوف لكنه غير متوقع. هذه الخصوصية هي التي تمنح العمل تفرده، وتجعله تجربة مختلفة وسط موسم مزدحم بالأعمال المتشابهة.
كُنا قد تحدثنا في خبر «إخواتي»... دراما تخرج عن المألوف - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق