الاستماع أم القراءة والهجاء؟ دراسة: تعلّموا اللغات الأجنبية كالأطفال - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

الاستماع أم القراءة والهجاء؟ دراسة: تعلّموا اللغات الأجنبية كالأطفال - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. كشفت دراسة أجراها باحثون بجمهورية التشيك، أن الاستماع إلى لغة جديدة والتفاعل مع أصواتها وألحانها دون التوقف من أجل التركيز على الحروف والقراءة ومحاولة الكتابة هي أفضل طريقة لتعلُّم لغة أجنبية، وهي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال، عن طريق الاستماع إلى لغتهم الأم فترات طويلة قبل أن يتحدثوا بها.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وفي دراسةٍ أجراها معهد اللغة التشيكية ونظرية الاتصال، في جامعة تشارلز، بجمهورية التشيك، ونشرت نتائجها في تقرير على موقع "ذا كونفرسيشن" العلمي، يؤكّد الباحثون أن البالغين يجب أن يتعلموا اللغة كما يفعل الأطفال بالتركيز على السمع، والتفاعل مع اللغة المنطوقة أولاً قبل البدء بالقراءة والكتابة.

تعلُّم البالغين تجربة محبطة ومتناقضة

يقول التقرير، قد يكون تعلُّم لغة جديدة للبالغين تجربة مُحبطة؛ بل متناقضة، فنظرياً يُفترض أن أدمغة الناضجين تُسهّل عملية التعلُّم، لكن في الحقيقة فإن الأطفال الصغار الأميين هم مَن يكتسبون اللغات بسهولة ظاهرة، وليس البالغين.

كيف يتعلّم الأطفال اللغة؟

يبدأ الأطفال رحلة تعلمهم للغة في الرحم، بمجرد أن تسمح آذانهم وأدمغتهم بذلك، يتناغمون مع إيقاع ونبر الكلام المسموع عبر البطن، وفي غضون أشهر من الولادة، يبدأ الأطفال بتحليل الكلام المتواصل إلى مقاطع صغيرة، ويتعلمون كيفية نطق الكلمات، وبحلول الوقت الذي يزحفون فيه، يدركون أن عديداً من مقاطع الكلام تُسمّي الأشياء من حولهم، يستغرق الأمر أكثر من عام من الاستماع والملاحظة قبل أن ينطق الأطفال كلماتهم الأولى، وتأتي القراءة والكتابة بعد ذلك بكثير.

كيف يتعلّم البالغون اللغة؟

أما بالنسبة للبالغين الذين يتعلمون لغة أجنبية، فعادةً ما تكون العملية معكوسة، فيبدأ البالغون بتعلُّم الكلمات، وغالباً من النصوص المطبوعة، ويحاولون نطقها قبل استيعاب الصوت العام للغة.

الاندماج مع لغة جديدة.. تعلُّم لغة أجنبية

تُظهر الدراسة التشيكية الجديدة أن البالغين يستطيعون بسرعة استيعاب الأنماط اللحنية والإيقاعية للغة جديدة تماماً، حيث لا تزال طريقة اكتساب اللغة الأم سليمة في دماغ البالغين، بالسماع والتفاعل، ثم القراءة والكتابة لاحقاً.

تجارب الدراسة

وفي تجارب الدراسة، استمع 174 بالغاً تشيكياً إلى 5 دقائق من لغة الماوري، وهي لغة لم يسمعوها من قبل، ثم تمّ اختبارهم على مقاطع صوتية جديدة إما من الماوري أو الملايو -وهي لغة أخرى غير مألوفة لكنها مشابهة- وطُلب منهم تحديد ما إذا كانوا يسمعون اللغة نفسها كما كانوا يسمعونها من قبل أم لا.

استماع فقط

تمّ اختيار عبارات الاختبار صوتياً لمحاكاة الكلام المسموع في رحم الأم، حافظ هذا على اللحن والإيقاع، لكنه تمّت إزالة الترددات التي تزيد على 900 هرتز والتي تحتوي على تفاصيل الحروف الساكنة والمتحرّكة.

وخلال التجربة، استمعت مجموعة واحدة فقط من المشاركين إلى اللغة دون أيّ ترجمة أو هجاءٍ، وبالفعل ميَّز المستمعون اللغات بدقة في أغلب الأحيان، مما يُظهر أن التعرُّض القصير جداً كان كافياً لهم لفهم الأنماط اللحنية والإيقاعية للغة ضمنياً، تماماً كما يفعل الأطفال.

التهجئة أعاقت إدراك اللغة الجديدة

لكن وفي التجربة نفسها، استمعت ثلاث مجموعات أخرى في أثناء قراءة الترجمة، كانت الترجمة إما بالتهجئة الماورية الأصلية؛ حيث تتوافق أصوات الكلام باستمرار مع أحرف محدّدة.

أظهرت النتائج أن قراءة التهجئة الأبجدية أعاقت في الواقع إدراك البالغين اللحن والإيقاع العام للغة الجديدة؛ ما قلّل من أدائهم في الاختبار. كمبتدئين تماماً، تمكّن المشاركون من تعلُّم المزيد من لغة الماوري دون الحاجة إلى أيّ نوعٍ من الوسائل النصية.

الأميّة الأوليّة تُساعد على التعلُّم

تُظهر دراستنا أن التهجئة يمكن أن تُعيق قدرتنا الطبيعية على الاستماع إلى لحن الكلام وإيقاعه. لذلك، ينبغي على الخبراء الذين يبحثون عن طرقٍ لتنشيط قدرات البالغين على تعلُّم اللغة مراعاة التأثير السلبي المحتمل للتعرُّض المبكّر للتهجئة الأبجدية في لغة أجنبية.

أشارت الدراسات المبكّرة إلى أن "الفترة الحسّاسة" المُفترضة لاكتساب أنماط أصوات اللغة تنتهي في سن السادسة تقريباً. وليس من قُبيل المصادفة أن هذا هو العمر الذي يتعلّم فيه عديدٌ من الأطفال القراءة. هناك أيضاً أبحاثٌ أُجريت على الأطفال تُظهر أن البدء بالسمات العامة للكلام، مثل لحنه وإيقاعه، يُمهّد الطريق إلى مستوياتٍ أخرى من اللغة الأم.

البدء بالأشكال المكتوبة يُضعف تعلُّم اللغة

وكشفت الدراسة، أن اتباع نهجٍ معاكسٍ لتعلُم اللغة -أي البدء بالأشكال المكتوبة قبل الاستماع- قد يُضعف بالفعل حساسية البالغين تجاه لحن وإيقاع اللغة الأجنبية، فهو يؤثر في قدرتهم على إدراك الكلام ونطقه بطلاقة، وبالتالي على كفاءات لغوية أخرى مثل القواعد واستخدام المفردات.

تَعلَّم كالأطفال

قد يساعدنا الاستماع دون قراءة الحروف على التوقف عن التركيز على حروف العلة والحروف الساكنة والكلمات المنفصلة، واستيعاب التدفق العام للغة، كما يفعل الأطفال.

تشير أبحاثنا إلى أن المتعلمين البالغين قد يستفيدون من اتباع نهجٍ أكثر تركيزاً على السمع؛ أي التفاعل مع اللغة المنطوقة أولاً قبل البدء بالقراءة والكتابة.

استمعوا للغة الأجنبية قبل تعلُّم القراءة والكتابة

وحسب الدراسة، غالباً ما تُركّز الطرق التقليدية بشكلٍ كبيرٍ على القراءة والكتابة في المراحل المبكّرة، لكن التحوُّل نحو تجارب الاستماع الغامرة قد يُسرّع من إتقان اللغة المنطوقة.

لذلك، ينبغي لمتعلّمي اللغات والمعلمين على حد سواء، النظر في تعديل أساليبهم، هذا يعني الاستماع إلى المحادثات والبودكاست والكلام الأصلي منذ المراحل الأولى لتعلُّم اللغة، وعدم البحث مباشرةً عن الكلمة المكتوبة.

كُنا قد تحدثنا في خبر الاستماع أم القراءة والهجاء؟ دراسة: تعلّموا اللغات الأجنبية كالأطفال - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق