غاية التعليمية يكتُب.. مع قدوم شهر رمضان المبارك لابد من استذكار بعض الحقائق السياسية الواقعية وربطها بالأحكام الشرعية في القضية العربية.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

الحقيقة الأولى: يحتل الصهاينة أرض فلسطين وبيت المقدس كما يحتلون الضفة الغربية والجولان وغزة وأجزاء من أرض لبنان وسورية ويقيمون فيها المستوطنات بشكل مستمر، ويعلنون أمام العالم أنهم لن يعيدوا هذه الأراضي إلى الدول العربية.

الحقيقة الثانية: أن إيران تعمل لمصلحتها فقط، وكان تسليحها للمقاومة لأهداف معينة، منها المساومة وإبعاد الخطر عن إيران نفسها، ولذلك عندما تم تهديدها بضرب مفاعلها ومنشآتها النفطية انكمشت ورفعت يدها عن المقاومة ومدت يدها إلى أميركا.

الحقيقة الثالثة: أن طريق الحوار والمفاوضات غير منتج، وقد فشل لأنه دون قوة فعلية تعيد الحق والأرض أو توقف القتل والأسر والتعذيب، خصوصاً أن الدول العربية في حالة من التفرق والضعف لا تمكنهم من تحقيق أي مكسب بالمفاوضات.

الحقيقة الرابعة: أظهر الفلسطينيون في حرب غزة قوة أبهرت العالم في الصمود والتمسك بالأرض وتقديم التضحيات الكبيرة رغم الفارق الكبير بين قوتهم وقوة عدوهم.

الحقيقة الخامسة: فشل خطة شراء غزة وتهجير أهلها بعد رفض شعبي وتضامن حكومي عربي بسيط.

ولو رجعنا إلى التعاليم الشرعية لوجدنا أن الله سبحانه أمر المسلمين بإعداد العدة "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ"، وأمر برد العدوان "إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ"، ونهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن ترك الجهاد: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب القبر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".

الخلاصة: يجب أن تكون للحكام والشعوب العربية رؤية مبنية على هذه الحقائق الواضحة، فمن المعلوم أن تكرار نفس الطريق السابق لن يؤدي إلى نتيجة، فلا بد أن يكون الطريق مختلفاً هذه المرة، ألا وهو سلوك كل وسائل الجهاد لعودة جميع الأراضي العربية المحتلة عبر الاجتماع على المبادرة السعودية العربية دون أي تفرق أو تنازل، والبحث عن حليف قوي وغير منحاز للصهاينة، بالإضافة إلى إعداد العدة بكامل أشكالها وأنواعها العسكرية والمالية والدبلوماسية وبتضامن كل مكامن القوة العربية، وبمشاركة الشعوب العربية في القرار.

ومن وسائل إعداد العدة وعدم التفرق أيضا أن يتم احتواء المقاومة ودعمها عسكرياً وسياسياً وتوجيهها التوجيه السليم وبتوقيت عربي مدروس، وعندما سئل ابن باز عن سبب تسلط العدو في فلسطين على المسلمين قال: "واجب المسلمين أن ينصروا الحق ويساعدوا المسلمين، ولكنهم متفرقون ولو صدقوا الله وتمسكوا بشريعته لنصرهم الله، وهذا التفرق هو سبب تسلط العدو عليهم وهم آثمون بهذا التفرق"، فنسأل الله أن يهدي الدول العربية إلى هذا الطريق المنتج ويزيل عنها التفرق والآثام.