"الفطريات الجذرية" تتيح إنقاذ النباتات المهددة بالانقراض - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

"الفطريات الجذرية" تتيح إنقاذ النباتات المهددة بالانقراض - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. شراكة يعود تاريخها إلى أكثر من 500 مليون عام مضت نشأت بين نوع من الفطريات و90% من النباتات التي تعيش على كوكب الأرض. وبمقتضى هذه العلاقة القائمة على المنفعة المتبادلة، كانت الفطريات المعروفة باسم “Mycorrhizal Fungi” أي “المتعايشات الفطرية الجذرية” تنمو وتعيش داخل جذور النباتات، وفي مقابل الحصول على الغذاء، كانت تلك الكائنات المجهرية الدقيقة تساعد النبات في الحصول على الماء والمغذيات ومقاومة الآفات، مع تحسين قدرته على تحمل الجفاف وندرة المياه، إلى درجة أن بعض علماء النبات يصفون تلك الفطريات بأنها “فريق عمل يعمل تحت الأرض” للحفاظ على صحة النباتات، على غرار “الميكروبيوم”، وهو مجموعة البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش بشكل طبيعي داخل جسم الإنسان.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

واليوم يسعى باحثون في مجال علم النبات وحماية البيئة إلى الاستفادة من المتعايشات الفطرية الجذرية كوسيلة طبيعية لإنقاذ النباتات المهددة بالانقراض. ويؤكد جيم بيفر، متخصص في علوم البيئة بجامعة كانساس الأمريكية، أنه إذا ما تم تلقيح النباتات بهذه الفطريات بالطريقة الصحيحة، فقد يساعد ذلك في إعادة إحياء الأنواع النباتية والأنظمة البيئية المهددة بالانقراض دون الاعتماد بشكل كبير على الأسمدة أو مبيدات الآفات.

وفي تصريحات للموقع الإلكتروني “Knowable Magazine” المتخصص في الأبحاث العلمية، قالت الباحثة أدريانا كوراليس، متخصصة في علوم الفطريات بجامعة “روساري” في بوغوتا عاصمة كولومبيا، إن النظر للنباتات فوق الأرض فقط دون اعتبار للديناميكيات المركبة التي تجري في التربة يعني “إغفال نصف الصورة”.

وفي الأنظمة البيئية السليمة، تجد النباتات وشركاؤها من الفطريات بعضهما البعض بشكل طبيعي، ولكن عندما تتدهور البيئة وتكاد تنقرض المتعايشات الفطرية في التربة، لا بد أن يقوم الباحثون بدور “الخاطبة” بين النبات وتلك الفطريات.

وبدأت جهود بيفر في مجال إنقاذ النباتات المهددة بالانقراض بواسطة المعايشات الجذرية عام 1998 عندما نجح فريق بحثي تحت رئاسته في إنقاذ مساحة من المروج عن طريق نثر تلك الفطريات في التربة التي تحتوي على بذور نوع من الحشائش الطويلة. وقد ساعدت هذه التجربة في مضاعفة كمية الحشائش والغطاء الشجري في تلك الرقعة من الأرض. وخلال السنوات التالية، تم توسيع نطاق التجربة بحيث شملت مساحات واسعة من الأراضي بولايات الغرب الأوسط الأمريكي.

ونجح الفريق البحثي تحت قيادة بيفر في استزراع مجموعة تصل إلى ستين فصيلة من المتعايشات الفطرية الجذرية وإعداد تركيبات مختلفة منها تصلح لتلقيح أنواع مختلفة من النباتات، مع إتاحتها لمختلف الأطراف المعنية بإنقاذ النباتات واستصلاح مساحات النباتات الطبيعية المهددة مثل أصحاب الأراضي أو المزارعين أو الشركات الخاصة التي تريد البدء في مشروعات تلقيح النباتات الخاصة بها. وقال بيفر في تصريحات لموقع “Knowable Magazine” إنه تم استخدام الفطريات في إنقاذ أشجار البلوط الأسود في غابات كولومبيا، علما بأن هذه الأشجار، التي عاشت لملايين السنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، لم تعد تتواجد اليوم سوى في مساحات ضئيلة متناثرة من الغابات بسبب أنشطة قطع الأشجار للحصول على الأخشاب وتوسيع المساحات المخصصة للزراعة على حساب الغابات.

كما تم توظيف أنواع أخرى من الفطريات الجذرية لإنقاذ أشجار الجاردينيا في هاواي حيث تضررت المساحات الخضراء الطبيعية من مخاطر حرائق الغابات وتغير المناخ واتساع النشاط العمراني.

وقالت نيكول هينسون، خبيرة الفطريات في جامعة هاواي، إن بعض فصائل أشجار الجاردينيا التي تشتهر بأزهارها العطرة، مثل “Gardinia Brighamii”، تراجعت أعدادها بشدة إلى درجة أنه لم يتواجد منها في البرية سوى عشر أشجار فقط أو نحو ذلك، برغم الجهود المضنية السابقة التي كان يبذلها خبراء حماية البيئة.

وأضافت هينسون أن أصحاب مزارع بذلوا كل ما في وسعهم لإنقاذ هذه النباتات دون جدوى، ولكن تبين في نهاية المطاف أن “جرعة من المتعايشات الجذرية الفطرية كانت هي الحلقة المفقودة التي لم يقوموا بتجربتها من قبل”.

ويؤكد العلماء ضرورة التعامل بحذر مع المتعايشات الجذرية الصحيحة عند إدخالها في أي نظام بيئي جديد، فرغم أن هذه الكائنات المجهرية قد تكون هي الحل السحري لمقاومة انقراض بعض النباتات، من الممكن أن يكون لها أيضا تأثير بالغ الضرر عندما تقوم بتنشيط فصائل نباتية دخيلة في بيئة ما.

فقد ساعدت هذه الفطريات في تفشي أنواع دخيلة من الصنوبر في بعض مناطق أمريكا الجنوبية ومنطقة أستراليا الأسيوية عن طريق زيادة قدرتها على امتصاص المياه من التربة، مما أدى إلى زيادة مخاطر حرائق الغابات وعرقلة التنوع البيولوجي الطبيعي في تلك المناطق.

وفي جزر غالاباغوس الشهيرة في المحيط الهادئ، أدى التحالف بين المحاصيل الزراعية والمتعايشات الجذرية التي هاجرت إلى تلك الجزر داخل جذور النباتات الدخيلة إلى تغيير طبيعة التربة في تلك الجزر وجعلها بيئة أفضل لنمو النباتات الوافدة من الخارج بدلا من النباتات الأصلية التي تعيش في تلك البيئة.

وتؤكد مثل هذه الاكتشافات ضرورة إجراء تقييم جيد للتربة والأنظمة البيئية قبل اللجوء إلى المعالجة بالمتعايشات الجذرية الفطرية. وقالت الباحثة جيسيكا دوشيسيلا، من جامعة القوات المسلحة في الإكوادور: “لا تلقيح بدون علم بخواص البيئة الفطرية في المكان المراد تلقيحه”.

كُنا قد تحدثنا في خبر "الفطريات الجذرية" تتيح إنقاذ النباتات المهددة بالانقراض - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق