رونالدو في عيد ميلاده الـ40... أمجاد كروية وإمبراطورية تجارية - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. من حين لآخر، كان كريستيانو رونالدو يبعث برسالة إلى طبيب المنتخب البرتغالي خوسيه كارلوس نورونها، يقول فيها: «مرحباً دكتور، هل من الممكن أن توصيني بمقال علمي أقرأه؟».
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
لقد اعترف النجم المولود في ماديرا بالفعل بأنه «يستمتع بالدراسة»، و«مهووس بالاستمرار في الملاعب لأطول فترة ممكنة»، لذا لم يكن هذا مفاجئاً لنورونها، الذي يعرف المهاجم البرتغالي جيداً منذ فترة لعبه الأولى مع مانشستر يونايتد.
وصف الطبيب، الذي يحظى بتقدير كبير في بلده، لدرجة أن مورينيو أطلق عليه اسم «الشخص الاستثنائي للغاية»، رونالدو ذات مرة بأنه «فضولي جداً»، حسب المقال الذي نشره ماركوس ألفيس على موقع «بي بي سي».
وقال نورونها: «كان يسألني عما إذا كان هناك أي مقالات علمية جديدة يمكنه قراءتها حول التغذية، أو غيرها من الموضوعات ذات الصلة. إنه شخص يفعل كل ما هو مطلوب للحفاظ على أعلى مستويات اللياقة البدنية والذهنية. إنه مثال يحتذى به حقاً».
احتفل رونالدو بعيد ميلاده يوم الأربعاء الماضي، ويبدو أنه مصر على إثبات أن الحياة تبدأ بعد سن الأربعين، فلا يزال يلعب بثقة كبيرة.
وقال رونالدو في تصريحات للتلفزيون الإسباني منتصف الأسبوع: «أعتقد أنني اللاعب الأكثر اكتمالاً على الإطلاق. من وجهة نظري، أعتقد أنني كذلك، فأنا أفعل كل شيء بشكل جيد في كرة القدم. الأمر كله يتعلق باختلاف الأذواق، فإذا كنت تحب ميسي أو بيليه أو مارادونا، فأنا أتفهم ذلك وأحترمه تماماً، لكنني اللاعب الأكثر اكتمالاً بين الجميع، فأنا لم أرَ أحداً أفضل مني، وأقول ذلك وأنا مؤمن به تماماً».
ومع ذلك، لم يكن رونالدو دائماً مهووساً بفكرة تحدي الزمن والاستمرار في الملاعب لأطول فترة ممكنة، حيث يتذكر زميله السابق كوستينيا محادثة دارت بينهما عندما ظهر رونالدو لأول مرة مع منتخب البرتغال في مباراة ودية ضد كازاخستان في عام 2003، قائلاً: «أخبرني بأنه سيلعب حتى سن الثلاثين، ثم سيفعل شيئاً مختلفاً بعد ذلك».
لم يفِ رونالدو بوعده فحسب؛ بل إن عدد الأهداف التي سجلها بعد تجاوزه الثلاثين من عمره 460 هدفاً، وتجاوز عدد الأهداف التي سجلها في العشرينات من عمره 440 هدفاً. إنه ليس شيئاً طبيعياً على الإطلاق، لكن لم يكن هناك أي شيء طبيعي فيما يحققه صاروخ ماديرا.
والآن، يأمل لاعب النصر السعودي في أن يصل إلى آفاق أعلى مع دخوله الأربعينات من عمره، وألا يُظهر أي علامة على التقدم في العمر أو الاقتراب من الاعتزال.
وعلى الرغم من الانتقادات المزدادة من المشجعين، فهناك كثير من الأشياء التي تعطيه دوافع كبيرة للاستمرار، مثل اللعب في كأس العالم 2026 والعودة إلى الوطن بكأس البطولة، بعد أن قال مؤخراً إنه يود «الفوز بشيء آخر مع المنتخب الوطني».
كما يسعى أيضاً إلى الوصول إلى الهدف رقم 1000 في مسيرته الكروية - لديه حالياً 923 هدفاً - والوصول إلى 250 مباراة دولية مع منتخب البرتغال - لديه الآن 217 مباراة. وعلاوة على ذلك، يسعى النجم المخضرم إلى اللعب إلى جوار ابنه كريستيانو رونالدو جونيور، البالغ من العمر 14 عاماً، الذي يلعب مع الفئات السنية بنادي النصر.
وعندما يتعلق الأمر برونالدو، فقد تعلم مواطنوه أنه، كما يقول عادةً، «لا توجد مستحيلات».
وقال مديره الفني السابق في نادي النصر، لويس كاسترو: «رونالدو يفعل الأشياء بطريقة مختلفة، لأنه يعرف كل أسباب النجاح، وهذا ما يعجبني به حقاً. وأنا مقتنع بأنه سيستمر في الملاعب لمدة عام أو عامين أو حتى ثلاثة أعوام أخرى».
كان من المستحيل أن نتوقع أن يحقق رونالدو كل ما وصل إليه، لكنه يمتلك عقلية استثنائية منذ بداية مسيرته الكروية، حيث قال جواو أروسو، الذي كان يعمل مدرباً للياقة البدنية في سبورتنغ لشبونة آنذاك: «أتذكر أننا كنا نستعد للنزول إلى الملعب لمواجهة مانشستر يونايتد (في مباراة ودية عام 2003)، حيث كان الفريقان مصطفين جنباً إلى جنب - مانشستر يونايتد بنجومه البارزين مثل ريان غيغز، وبول سكولز، ورود فان نيستلروي، وكنت أتوقع أن ينظر كريستيانو، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً في ذلك الوقت، إلى هؤلاء اللاعبين المشهورين، لكنني أتذكر أنني نظرت إلى كريستيانو ورأيته يركز بشكل كامل على المباراة، ولم يكن مشتتاً على الإطلاق، ولم يكن حتى يلقي نظرة عليهم، وهو الأمر الذي يقول الكثير عن شخصيته.
انتقل رونالدو من سبورتنغ لشبونة إلى مانشستر يونايتد، ثم إلى ريال مدريد وأخيراً إلى يوفنتوس، وفاز بـ5 جوائز للكرة الذهبية، وأصبح أعظم لاعب في تاريخ البرتغال على الإطلاق.
وقال مدرب الأداء السابق بمانشستر يونايتد، ميك كليغ، لـ«بي بي سي»: «لقد نظرت إلى كثير من الأشخاص العظماء منذ أن عملت مع رونالدو، وأعتقد أن كريستيانو رونالدو في مرتبة ليوناردو دافنشي وألبرت آينشتاين وإسحاق نيوتن ونيكولا تيسلر وستيفن هوكينغ، من حيث العبقرية».
وأضاف: «في أول جلسة تدريبية له بصالة الألعاب الرياضية عندما جاء إلى مانشستر يونايتد، قال إنه سيكون أفضل لاعب في العالم، وكان الأمر مذهلاً حقاً. إنه لاعب فريد من نوعه. كانت خطته تتمثل في الحصول على كل المعلومات الممكنة من أولئك الذين سيدربونه ويتحداهم. كان تركيزه بالكامل ينصب على تحقيق شيء عظيم. هل من الممكن أن نرى لاعبين آخرين مثله؟ كنت أتمنى أن يأتي شخص آخر مثله، لكن الجميع بعيدون تماماً عنه».
شارك رونالدو في أكثر من 30 في المائة من المباريات التي خاضها منتخب البرتغال على الإطلاق، لكن الأهم من ذلك أنه نجح في تغيير الانطباع الذي كان سائداً عن منتخب البرتغال، بأنه فريق يعاني دائماً من عقدة النقص.
ويقول أروسو، الذي عمل أيضاً مع رونالدو مساعد مدرب لمنتخب البرتغال، وهو حالياً مساعد مدرب منتخب كوريا الجنوبية: «كريستيانو لاعب فريد من نوعه. لقد خلق لنفسه أسلوباً جديداً، بكل الطرق الممكنة، من خلال طموحه الكبير لتحطيم الأرقام القياسية واستمراره في الملاعب حتى هذه السن».
وكما كان مارادونا وبيليه وميسي لاعبين متفردين واستثنائيين، فإن كريستيانو أيضاً فريد من نوعه، لأسبابه الخاصة.
ويضيف: «ما أريد تسليط الضوء عليه أنه بالنسبة للبرتغال، فإن وجود لاعب مثل كريستيانو أمر بالغ الأهمية. نحن دولة صغيرة نادراً ما يكون لها تأثير عالمي بعيداً عن كرة القدم. لقد جعل بلدنا الصغير معروفاً على الساحة العالمية بسبب شيء عظيم - بسبب كريستيانو وجميع الأشياء الإيجابية التي يمثلها».
ولا يبدو أن هناك شكاً في أن رونالدو سيلعب مع منتخب البرتغال في كأس العالم 2026، لكن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بإمكانه اللعب في مونديال 2030، الذي تشارك البرتغال في استضافته، أم لا.
قال الجناح السابق، ناني، مبتسماً: «ليس لدي شك في قدرته على القيام بذلك. سيتبع نظاماً غذائياً آخر وسيكون هناك، وسيظهر بشكل لطيف ونحيف».
وتشير تقارير إلى أن نادي النصر السعودي قدم بالفعل عرضاً مربحاً لتجديد عقد رونالدو، وهو العرض الذي سيجعل النجم البرتغالي مالكاً مشاركاً في النادي السعودي، لكن رونالدو لم يعلن قراره حتى الآن.
وبعد فوزه ببطولة واحدة فقط منذ انتقاله للعب في الشرق الأوسط في ديسمبر (كانون الأول) 2022 - كأس العرب للأندية الأبطال في عام 2023 - سيضع الأسطورة البرتغالي ذلك في الحسبان عندما يتعلق الأمر بأي قرار، لأنه يريد أن يحصل على مزيد من البطولات والألقاب في السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية.
ولا يزال يتعين علينا أن نرى أين سيلعب رونالدو بعد يونيو (حزيران) المقبل، لكن من الواضح للجميع أنه يستعد بالفعل لكتابة فصل جديد في مسيرته الكروية الحافلة.
وقال رونالدو خلال حفل توزيع جوائز «غلوب سوكر»: «ما زلت صغيراً جداً، ولدي كثير من الخطط والأحلام في المستقبل، لكن تذكروا كلماتي جيداً - سأكون مالكاً لنادٍ كبير، بالتأكيد».
ويبني رونالدو إمبراطورية تجارية من خلال عدد من المشروعات في مجموعة واسعة من الصناعات بما في ذلك القنوات التلفزيونية والفنادق وعيادات زراعة الشعر ورياضة البادل والملابس الداخلية.
ووفقًا لصحيفة «إكسبرسو» الأسبوعية البرتغالية الرائدة، فقد ضاعف رونالدو عدد المنظمات التي يملك فيها حصة الأغلبية من خلال شركته «سي آر 7 إس إيه»، على مدار العامين الماضيين. وبشكل إجمالي، أصبح لديه حصص في 21 شركة مختلفة. وقال رونالدو: «كما تعلمون جميعاً، لدي استثمارات في قطاعات مختلفة، وما أريده أكثر من أي شيء آخر هو الاستمرار في المضي قدماً».
رونالدو، الذي كانت قناته على موقع «يوتيوب» هي الأسرع على الإطلاق في الوصول إلى مليون مشترك - لديه حالياً 73 مليون مشترك - يستعين بشقيقه الأكبر هوغو أفيرو وزميله السابق في فريق سبورتنغ لشبونة، ميغيل بايكساو، ضمن قائمة من المساعدين لإدارة أعماله.
وأعلن أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية البرتغالية المقبلة مؤخراً، أنه يود أن يكون رونالدو في مجلس الدولة إذا تم انتخابه، لكن يمكن استبعاد ذلك، على الأقل في الوقت الحالي.
كُنا قد تحدثنا في خبر رونالدو في عيد ميلاده الـ40... أمجاد كروية وإمبراطورية تجارية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق