شاحن موحد لجميع الأجهزة الإلكترونية

بدأت 27 دولة أوروبية، يوم أمس السبت، تطبيق قرار تاريخي يقضي باستخدام شاحن موحد لجميع الأجهزة الإلكترونية، إذ يمثل هذا القرار تحولًا جذريًا في كيفية شحن الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، الكاميرات الرقمية، سماعات الرأس، ومكبرات الصوت، ويهدف هذا التحرك إلى تقليل النفايات الإلكترونية وتقليص التكاليف على المستهلكين، إضافة إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة والموارد.

ابتداءً من هذا الأسبوع، أصبح شاحن 'USB-C' المعيار المعتمد رسميًا في جميع دول الاتحاد الأوروبي، ليحل محل الشواحن القديمة ذات الأنواع المختلفة، وأكدت المفوضية الأوروبية عبر حسابها الرسمي على منصة 'إكس' أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام الاتحاد بتقليل النفايات الإلكترونية، مع تقديم تجربة أفضل للمستهلكين، بما في ذلك شحن أسرع وأقل تعقيدًا، وأشار المسؤولون إلى أن الشاحن الموحد سيكون له تأثير ملموس في الحد من فوضى الشواحن المتعددة التي يحتاجها المستخدمون لكل جهاز.

تداعيات القرار الموحد

في عام 2022، وبعد مفاوضات طويلة، تم فرض هذا القانون على شركات التكنولوجيا الكبرى، وفي مقدمتها شركة 'آبل'، التي كانت ترفض الفكرة بشدة، معتقدة أن الشاحن الموحد سيؤثر سلبًا على قدرتها على الابتكار. لكن مع حلول عام 2023، تغير الموقف تدريجيًا وأبدت العديد من الشركات استعدادها لتبني شاحن USB-C، حيث منحت المفوضية الأوروبية الشركات مهلة حتى نهاية 2022 للامتثال، مع استثناءات معينة مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تمتد مهلة التكيف معها حتى عام 2026.

المزايا الاقتصادية والبيئية

من المتوقع أن يسهم القرار في تقليص النفايات الإلكترونية في الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم التخلص من حوالي 1000 طن من الشواحن غير المستخدمة سنويًا، كما سيحقق للمستهلكين الأوروبيين توفيرًا يقدر بنحو 200 مليون يورو سنويًا، حيث لن يضطروا إلى شراء شواحن جديدة مع كل جهاز، ما يساهم في تقليل التكاليف على المستهلكين.

تقنيات شحن متطورة مع USB-C

من بين أبرز مميزات شواحن USB-C هو قدرتها على شحن الأجهزة بسرعة تصل إلى 100 واط، ما يجعلها مناسبة للأجهزة ذات الطاقة العالية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة. إضافة إلى سرعة نقل البيانات التي تصل إلى 40 غيغابت في الثانية، مما يعزز من فعالية استخدامها في تطبيقات مثل توصيل الأجهزة بشاشات عرض خارجية أو نقل البيانات بين الأجهزة.

رغم الاعتراضات الأولية من شركات مثل 'آبل'، التي طالما اعتبرت فرض شاحن موحد تهديدًا لابتكارها، فإن قرار الاتحاد الأوروبي يبدو أنه يمثل مرحلة جديدة في صناعة الأجهزة الإلكترونية، ومن غير المستبعد أن تحذو شركات أخرى حذو 'آبل' وتبدأ في اعتماد هذا المعيار كحل عملي يضمن استدامة أكبر في العمليات الإنتاجية ويمنح المستهلكين تجربة أكثر بساطة.