مراجعة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. حصلنا في الأيام الماضية على فرصة لتجربة لعبة STALKER 2 لعدد ساعات كبير، وهي اللعبة التي انتظرناها لسنوات لتكون خليفة الجزء الأول الذي قدم واحد من أمتع ألعاب الـ Immersive Sim، ذات طابع الخيال العلمي والرعب معًا، منافسًا لسلسلة Metro الرائعة، فهل استحق هذا الإصدار انتظاره لسنوات طويلة؟ إليكم مراجعة stalker 2.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
قبل أن نغوص في تفاصيل مراجعتنا للعبة المنتظرة، علينا أن نسلط الضوء أولًا على استوديو GSC Game World، الاستوديو الأوكراني المسؤول عن تطوير اللعبة، والذي دأب على تطويرها وإخراجها لنا في أفضل صورة ممكنة تحت نيران الحرب مع روسيا في غرب أوروبا، وهو الأمر الذي احترمه كثيرًا. الاستوديو بدأ رحلته مع تطوير اللعبة في 2010، بعد وصول مبيعات اللعبة الأولى إلى 4 مليون نسخة مباعة، وكان من المقرر إطلاقها في 2012 إلا أنها واجهت بعض مشاكل التطوير، وتم إغلاق الاستوديو في 2011 وإلغاء اللعبة رسميًا في 2012، ليعاد فتح الاستوديو في 2014، والإعلان عن عودة اللعبة في 2018.
ما أريد تسليط الضوء عليه من خلال الفقرة الماضية هي حقيقة أن اللعبة عانت من مشاكل كبيرة وكثيرة، وتخبط في الرؤى الإبداعية، وهو ما ينتج عنه عادةً فوضى في هوية اللعبة وما تقدمه من محتوى، ولا يسرني أن أقول أن هذه كانت بالفعل النتيجة مع ستالكر 2، فهي ليست لعبة سيئة، ولكنها منتج نهائي تظهر عليه علامات الإرهاق من طول الرحلة التي سلكها حتى يصل إلى أيدينا، إنها واحدة من أكثر الألعاب المحيرة في 2024، وربما في السنوات الأخيرة، كما سنتعرف أكثر معًا في تفاصيل تقييم ستالكر 2
الآن لنبدأ مراجعة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl الكاملة.
قصة اللعبة بدون حرق
تدور قصة اللعبة في عالم موازي، حيث تخرج ازمة مفاعل تشيرنوبل الأوكراني عن السيطرة، حيث يحدث أضرارًا جسيمة في الحياة البيئية والبرية من المنطقة المحيطة به، وتسمى The Zone، ولأنها منطقة خطيرة ولكن غنية بالموارد، يبدأ مجموعة من البشر في التسلل إليها واغتنام ما فيها من خيرات، يسمون نفسهم Stalkers، وتلعب انت دور أحدهم، ويسمى Skif، يقوم بمهمة ما داخل المنطقة الخطيرة ولا تجري الأمور كما خُطط لها من قبل سكيف، ويتعرض للخيانة من أحد الأفراد، لينطلق في رحلة للبحث عنه ومطاردته ومعرفة خفايا المؤامرة التي حيكت ضده. هذا الخط من الأحداث هو التركيز الرئيسي، ولكنه ليس وحيد إذ تحوي اللعبة عدة خطوط للأحداث ومن ضمنها خطوط أحداث متعلقة بالعالم وطبيعته وماحدث فيه إبان الكارثة المعروفة لتسرب الإشعاعات النووية لمفاعل تشيرنوبل.
قصة اللعبة بسيطة، وربما أبسط من اللازم ولكنها مقدمة بأسلوب لعب RPG مبني على الخيارات في الحوارات والأفعال، فيمكنك أن تسعى لأن تصبح صديقًا للجميع، والشخص الذي يلجأون إليه في مشاكلهم (يسندون له المزيد من المهمات) وتنمية سمعة طيبة وسط سكان المنطقة من الفصائل المختلفة، وهناك أيضًا خيارات تكسبك المزيد من العتاد المتقدم، واختيارات أخرى تعود عليك بخسارات كبيرة أو متوسطة. هذا الجانب كان جيدًا ولكنه يعتبر هو الميزة الأكبر، وربما الوحيدة لنظام القصة لأن السرد طريقته لم تكن ترتقي لما توقعناه من العروض الدعائية للعبة، فالمقاطع السينمائية منعدمة، والحوارات تقدم بأسلوب ركيك ورسوم متواضعة (المزيد حول ذلك في فقرة الرسوم) والسرد يعتمد بشكل أساسي على قراءة الوثائق، فالمهمات والحوارات لا تقدم سياقًا واسعًا لما يحدث، ومعظم ما يدور في القصة لا يحدث أمامك على الشاشة، وإنما يجري في مكان آخر وتعرف أنت عنه من خلال الحوارات أو الوثائق فقط، وهو أمر أحبطني كثيرًا إذ كنت أتوقع تجربة ملحمية أكون أنا في قلب أحداثها، ولا تسبقني الأحداث دائمًا بخطوة وأنا أركض خلفها.
شخصية Skif كانت شخصية مؤداه صوتيًا، ولم تكن شخصية صامتة كمعظم ألعاب الـRPG، وهو تغيير مرحب به بالنسبة لي، وكان أداؤه الصوتي إحدى أقوى جوانب القصة خصوصًا في أوقات الانفعالات والأكشن والمواقف الصعبة. شخصية سكيف بوجه عام هي شخصية لك حرية تكوينها بحرية شبه كاملة، يمكنه أن يكون شخص طيب ومراعي لمن حوله، أو شخص لا يهمه إلا مصلحته. الشخصيات الجانبية على الناحية الأخرى لم تكن مرضية بالنسبة لي، ولم يبقى منها أحد لفترة طويلة على الشاشة أو في مركز الأحداث لأشعر انه شخصية مهمة، ولذلك لم أشعر أن العالم الخاص باللعبة عالم متفاعل أو يمكنني الشعور بأني أعيش فيه بنفسي وليس مجرد عالم افتراضي.
قصة اللعبة تحتوي على تفرعات عدة بالخيارات، خصوصًا في نصفها الثاني، وهو أمر إيجابي بالطبع، ولكنها في مجملها لا تقدم الكثير من الأحداث، ولن تشعر في نهايتها أنك قد خضت رحلة طويلة ومليئة بالتفاصيل وخرجت منها بلحظات كثيرة لا تُنسى. شخصيًا تمنيت ما هو أكثر من ذلك من S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl
إنها واحدة من أكثر الألعاب المحيرة في 2024، وربما في السنوات الأخيرة
أسلوب اللعب: مزيج بين ضعف الإنتاجية والتسرع في التطوير يعطينا تجربة فوضاوية يتخللها بعض المتعة
أسلوب اللعب في STALKER 2 لا يشبه أي لعبة أخرى، فالعروض الدعائية قد تجعلك تظن أنك أمام تجربة شبيهة بسلسلة Metro، والنظرة الخاطفة، والمتسرعة على أسلوب اللعب قد تجعلك تظن أنك أمام لعبة فار كاراي لكن بطابع رعب أو بقاء، وفي كلا الاحتمالين جزء من الحقيقة، ولكن دعني أقولها لك بشكل واضح من البداية STALKER 2 تجربة مستقلة بذاتها، لا تحاول تقليد أي لعبة أخرى، بل تحاول التوسيع فيما قدمه الجزء الأول من أنظمة وتفاصيل أسلوب اللعب والتي كانت ثورية في وقتها.
أسلوب اللعب في S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl يقدم عالمًا مفتوحًا مقسمًا إلى مناطق لكل منها أنواع مخاطر خاصة به، وحياة برية مستقلة ومختلفة، يسكنه مجموعة من الفصائل التي تلعب دورًا كبيرًا في قصتك وقصة ذلك العالم، ويكون التنقل سيرًا على الأقدام فقط، وتقدم اللعبة في بقية أنظمة عالمها نظام لعب Hardcore، أي أنه لا يوجد سفر سريع، وهناك عناصر بقاء مثل الحاجة للنوم والأكل والعلاج، وقابلية الأسلحة للعطب مع مرور الوقت وكثرة الاستخدام، وحرية الاختيار في كل شيء -تقريبًا- في اللعبة.
أسلوب اللعب بنظامه الحالي لم يكن ممتعًا بالنسبة لي في الكثير من الأحيان لأن اللعبة لا تقدم نظام تصويب جيد، ونظام تسلل سيء ومعيوب بشكل كبير يجعل من الاعتماد عليه أمرًا شبه مستحيلًا. هناك بعض العيوب الجوهرية التي حتى وإن اعتدت على اللعبة ستجدها عائقًا في طريقك للاستمتاع به. هذه العيوب تكمن في الخيارات التصميمية الآتي:
- النظر في القوائم لا يوقف اللعبة، بالرغم من أن عالم اللعبة خطير للغاية ومليء بالحياة البرية والوحوش وقطاع الطرق
- المعارك اليدوية غير مجدية، في الكثير من الأحيان يكون زر اللكم بطيء الاستجابة، أو غير مستجيب من الأساس
- تعاني بيئة اللعبة من الظلام الدامس، حتى وإن رفعت التباين في الالوان أو درجة اللمعان
- الذكاء الاصطناعي سيء للأعداء
- لا تستطيع القفز فوق معظم المجسمات
- البوصلة تختفي بشكل مفاجئ وبدون مبرر، ولا يوجد طريقة لاستدعائها بشكل فوري في المواقف الصعبة أو أثناء المطاردات
- لا تسطيع إعادة تلقيم الأسلحة أو العلاج أثناء الركض
- الأعداء يرونك في بعض الأحيان في الظلام، بالرغم من أن الجزء الأول قدم آلية استغلال الظلام في التسلل بشكل ناجح
- لا يمكنك الإنبطاح بشكل كامل على الأرض (Prone)
- غياب الفيزيائية من اللعبة بشكل مزعج
هذه المشاكل أثرت كثيرًا على استمتاعي باللعب، وأعتقد أن معظمها قابل للحل مع مررو الوقت بتحديثات دورية، ولكنها وفي وضعها الحالي جعلتني غير مستمتع بتجربة اللعبة لأنها لم تكن متقنة مع كونها صعبة، فالصعوبة تكون هينة أو قابلة للتحمل مع تقديم أنظمة مصقولة ولها حدود معلومة، ولكن هنا في S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl وجدت أن اللعبة غير متوقعة، فأي شيء قابل لجعلي أموت فجأة وأفقد جزءً من تقدمي.
_____
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن STALKER 2 Heart of Chornobyl
_____
كل شيء يحاربك..
في S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl كل شيء يحاربك بضراوة، المناخ ديناميكي بشكل يجعل بعض العواصف تظهر في بيئات اللعبة والعالم المفتوح، والتي تحتاج للإحتماء منها، وبعض العواصف الأخرى تكون سامة وتسبب الموت وتحتاج منك للإحتماء. لديك شريط صحة وشريط الطاقة المستخدم في الركض والقفز، أما شريط الصحة فيمكنك إعادة ملؤه بالأكل أو بالعلاج، وشريط الطاقة يمكنك تناول مشروبات الطاقة لأجل إعادة ملؤه. ستجد نفسك في حالة مستمرة من البحث عن موارد لهذا السبب، ولكن احذر! فإن حمل الوزن الزائد من الأشياء سيجعلك غير قادر على الركض بسرعة عالية، ويجعل الركض – ببطئ- يستنزف شريط طاقتك بسرعة كبيرة.
الأسلحة تفسد مع كثرة استخدامها، ويمكنك ترقيتها من خلال تركيب الإكسسوارات كالمناظير ومثبطات (كاتم) الأصوات والخزنات الإضافية وأشياء ترفع من كفاءة الأسلحة بشكل كبير وملحوظ. كل هذه العناصر تعمل على جعل تجربة اللعب أقرب لمحاكاة الواقع، ولكنها في بداية اللعبة تكون مزعجة خصوصًا وأن العالم ضخم والتنقل فيه يستغرق وقتًا طويلًا، في معظم عمر اللعبة لا تجري أحداث كبيرة في القصة، وكل ما يطلبه منك هو الذهاب من نقطة إلى نقطة أخرى، وعندما تصل إلى تلك النقطة تتقدم القصة بنسبة بسيطة، ثم يعاود الطلب منك بان تتجه لنقطة أخرى بعيدة. هذا الاستغلال للعالم المفتوح لم يكن جيدًا، وبدى لي وأن الغرض منه هو فقط جعلك تتعامل مع العالم أكثر وتحتك بعناصر البقاء التي صممها المطورون لكي يجعلون التجربة أكثر صعوبة وتحدي.
هناك مخلوقات متحورة مثل الفئران العملاقة، أو مجموعات الوحوش التي تمتلك قدرة على الاختفاء وغيرها من العناصر الفريدة التي ستواجهها في اللعبة، ولم تكن مواجهتهم أمرًا ممتعًا بسبب عطب نظام التصويب والمعارك اليدوية الذي أشرت إليه سابقًا. هناك أيضًا العناصر البيئية الخارقة للطبيعة، والتي خلقها حادث مفاعل تشيرنوبل، والتي تسميها اللعبة anomalies وتختلف في أنواعها، بعضها يكون على هيئة كرات كهربائية لا تستطيع المرور من خلالها، وبعضها يكون عبارة عن فقاعات ضغط مميتة، وأشكال مختلفة يكون التعامل معها إما عن طريق تفاديها بالكامل والإلتفاف حولها، أو عن طريق إلقاء المسامير عليها لاستزاف تأثيرها السلبي لفترة محدودة والركض بل أن يعود ذلك التأثير، فمثلًا إلقاء المسامير على فقاعات الضغط الجوي يتسبب في تفجرها، وتعود مرة أخرى في نفس مكانها بعد ثوانٍ.
كل هذه العناصر من الخطورة من المؤثرات المحيطة في العالم صُممت لجعل التجربة تبدو أكثر من الواقع، وتعطي أجواء معاناة حقيقية، وممتعة تجعلك دائمًا في رحلة قتال ضد البيئة ومن فيها، و”بقاء على قيد الحياة” وأنا أحب مثل هذه العناصر وكنت استمتع بها حتى اصطدم بعطب الأنظمة مثل نظام القتال اليدوي والتصويب وأتذكر أنه يحول بيني وبين الشعور بالمتعة بشكل كبير، فأنا أجمع الموارد طوال الوقت ولدي أكثر من سلاح ملقم وجاهز للقتال، وأضعهم في القائمة المختصر لأسهل الوصول إليهم عند الحاجة، ولكن بعد الدخول في معركة ضخمة، وتجمع الأعداء ضدي، لا أستطيع إعادة التلقيم أثناء هروبي، وتكون بالمقابل حركة الأعداء سريعة وتقوم على محاوطتك من أكثر من اتجاه. في ظرف مثل هذا في ألعاب أخرى، تسمح لك اللعبة بمتابعة الهرب مع إعادة التلقيم للأسلحة، وتصفح خزينك (Inventory) بشكل حر دون مشاكل، أو حتى استخدام أدوات العلاج أثناء الركض! كل هذه الأمور غير ممكنة، مما يجعل المواجهات المباشرة كابوسًا، والتسلل كابوسًا أكبر!
بشكل عام، الذكاء الاصطناعي ضعيف جدًا، ولم أصادف أي شيء مما تم الترويج له في دعايا اللعبة والتي صورت الشخصيات الجانبية وكأنها تتصرف بشكل مولد بالذكاء الاصطناعي وغير قابل للتوقع. لم تكن تجربتي مع الذكاء الاصطناعي تختلف عن اسوأ أجزاء لعبة Far Cry أو Assassin’s Creed مثلًا، وهو ما يسميه اللاعبون بـBrain Dead، أي الشخصيات التي لا تمتلك أي نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يتصرف بمنطقية!
أين المتعة إذاً؟
لا تعني الفقرات السابقة أن اللعبة خالية من المتعة، ولكنها ببعض العيوب التي قد تبدو صغيرة، أو ناتجة عن ضعف إنتاجية اللعبة وحقيقة أنه تم تطويرها تحت نيران الحرب أفسدت حتى جوانب اللعبة التي كانت ممتعة، وهي التعامل مع شخصيات العالم ونظام سمعته، أنظمة الـRPG كالتجارة والاختيارات وترقية الأسلحة والعتاد. اللعبة تمتلك خيارات متعددة في الحوارات، وهي خيارات مؤثرة ومختلفة حق الاختلاف، حيث تتيح أن تكون الشخصية التي تريدها، إما شخص لطيف يساعد الناس، أو شخص سيء يؤذي الجميع ولا يهمه أحد، ولكل منهم عواقبه، في أحد المواقف مثلًا طلب مني أحدهم أن أنقذه من Anomalies قد حاصرته، وفعلت ذلك ليكافئني في النهاية بسلاح خارق ساعدني على التقدم في اللعبة بسهولة وتجاوز عيوب نظام التصويب في اللعبة، وفي مرة أخرى طلب مني أحدهم توزيع زجاجات مشروب الطاقة على مناطق متفرقة ليجدها رفقاهم، ولكني ذهبت لهذه الأماكن واستوليت على مواردهم، ولم أترك لهم مشروب الطاقة فأصبح لدي مخزون ضخم جدًا من مشروبات الطاقة، ولكني في المقابل وضعت في عداوة مع مجموعة مهمة من العصابات الموجودة في منطقة The Zone.
هناك امثلة عديدة على تلك الخيارات والتشعبات، واللعبة لا تخبرك بأنك بفعلك هذا قد قمت بإيذاء الآخرين، أو أنك باختيارك في ذلك الحوار قمت بإثارة غضب أحدهم، وأن ذلك هو السبب في إطلاقه النار عليك. هناك احتمالات كثيرة في كل موقف، كلها تخضع للمنطق وكلها نتائج طبيعية تحدث إذا فكرت في هذا العالم على أنه عالم واقعي وتعاملت معه على هذا الأساس.
الاستكشاف عنصر مهم في عالم S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl ويكافؤك بشكل جيد سواء بالموارد التي تحتاجها جدًا طوال أحداث اللعبة، أو من خلال الأسلحة والعتاد الذين ستجدهم أيضًا ذوي أهمية كبيرة سواء في التجارة، حيث يمكنك بيعهم مقابل المال، أو في الاستخدام. تطوير الأسلحة أيضًا كان عنصرًا رائعًا، إذ شاهدت تحسن سلاحي المفضل مع مرور الوقت ومع تطويره بشكل متمر وتدريجي، وهو أمر جعل من عيوب نظام التصويب أمرًا أقل تأثيرًا بحلول نهاية التجربة.
الرسوم والصوتيات
تجربة اللعبة كانت على جهاز Xbox Series S، وقد قدمت اللعبة دقة عرض 1080p (بحسب الصور الملتقطة من المنصة) مع استهداف 30 إطار بالثانية، إلا أن مستوى اللعبة الرسومي ضعيف،وأدائها عليه بعض التحفظات منا، ويبدو أن دقة العرض هي دقة مرفوعة من دقة أقل، لأن رفع الدقة عادةً ما يؤدي إلى مشاكل في شكل البيئات ودقة عرضها تظهر هنا هذه المشاكل بشكل واضح وجلي. أداء اللعبة أيضًا لم يكن ثابتًا، فالـ30 إطار -وهو سقف ما تستهدفه اللعبة على المنصة- لم تكن ثابتة وفي الكثير من اللحظات هبطت الإطارات إلى ما هو أدنى من 30 (بدى لي وكأنها في أوائل الـ20) وحتى مع ثباتها فإن اللعبة تقنيًا بصفتها لعبة تصويب لم تكن تجربة مثالية بهذه الإعدادات.
يمكننا القفز إلى الاستنتاجات، والقول بأن جهاز Xbox Series S جهاز ضعيف، وأن اللعبة (STALKER 2) لعبة خارقة، وعلينا أن نكون ممتنين للمطور لأنه شغلها بهذه الإعدادات على الجهاز، ولا ينبغي علينا أن نتطلع لما هو أكثر، ولاختبار هذه الفرضية قمت بتحميل لعبة Metro Exodus على الجهاز نفسه، واتضح انها نظرية خاطئة جملةً وتفصيلًا، إذ أن أداء اللعبة ومظهرها كانا أفضل بكثير من لعبة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl بالرغم من أن الأخيرة مُصممة استنادًا على محرك رسوم UE5، وهو المحرك الأفضل على الساحة.
اللعبة تعاني من مشاكل Texture Pop Up ومشاكل في ظهور (رندرة) الأجسام المحيطة تسببت في ظهور بعض الأعداء من بشر وحيوانات برية/وحوش بشكل مفاجئ في البيئة! واجهت أيضًا مشاكل أخرى مثل أن تعلق الشخصية في مجسمات البيئة، وأن تتوقف بشكل مفاجئ عن الحركة والاستجابة لأوامر التحريك. هذه المشاكل لم تكن كثيرة للأمانة ولم تفسد تجربة اللعب، لكن وجودها في تجربة محبطة بصريًا وبها مشاكل في أسلوب اللعب والذكاء الاصطناعي كان القشة التي قسمت ظهر البعير، وخصوصًا وأن اللعبة تم تسويقها على أنها لعبة قوية رسوميًا.
كان هذا حديثنا عن الأداء، أما الحديث عن مستوى الرسوم والتقنيات المقدم في اللعبة فيطول، أعتقد أن هذه التجربة ستكون في أفضل أحوالها على الحاسب الشخصي ببطاقات Nvidia RTX 40، لأنها تدعم تقنية DLSS التي ترفع من معدل الإطارات، أما على Xbox Series فاللعبة ليست في أفضل أحوالها، وحتى مع الحصول على 60 إطار على Xbox Series X، فإن التضحيات الرسومية التي ستقدمها اللعبة لاشك وأنها ستكون كبيرة، وهي كبيرة بالفعل للحصول على 30 إطار على Xbox Series S. اللعبة لا تمتلك مقاطع سينمائية، وبالرغم من ذلك فإن تعابير الوجوه ونماذج الشخصيات متواضعة، بعضها جيد ولكن هذا النوع الجيد قليل، وبعض الشخصيات الجانبية تغطي وجهها لما بدى لي أنه تفادي ذكي نسبيًا لظهور تحريك الشفاه السيء.
البيئات في اللعبة جميلة في الصباح، وفي المساء تكون مظلمة بشكل مبالغ فيه، ومع تشيل الإضاءة تبدأ في عيوب الخامات والأسطح البصرية في الظهور بشكل واضح ومزعج. شعرت أني ألعب لعبة من الجيل الماضي خصوصًا في البيئات الداخلية، وأعتقد أن المشكلة ليست مشكلة جودة، وإنما مشكلة إضاءة لأن حتى شكل المياة في اللعبة على Xbox Series S كان كارثيًا ولم تمتلك أي فيزيائية تذكر. على ذكر الفيزيائية أيضًا أزعجني أن الرصاص لا يخترق الصناديق الخشبية وهو أمر بديهي موجود في ألعاب التصويب شاتة.
تمتلك اللعبة مناخ ديناميكي ونظام عواصف مميز، يضيف هوية بصرية مختلفة لكل نوع من أنواع الأجواء، وهو واحد من جوانب اللعبة التقنية المميزة، حتى على Xbox Series S، وقد كان العالم جميلًا ومخيفًا في آن واحد مع هذه الاستعراضات البصرية للأجواء.العالم الواسع الذي تجري فيه أحداث S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl هو عالم جميل مليء بالخضرة والنباتات والحياة البرية، وكما ذكرت سابقًا، في إضاءة الشمس يكون في أجمل أحواله.
الصوتيات في اللعبة جيدة، ولكنها ليست متقنة، وكان بالإمكان أفضل مما كان خصوصًا فيما يخص أصوات الأسلحة وإطلاق النار ومؤثراتها.أصوات الشخصيات والأداءات على الجانب الآخر أنقذت جانب الصوتيات مع الموسيقى، كلاهما كان رائعًا ويستحق الإشادة على ما تم تقديمه خصوصًا شخصية Skif، والتي أظهرت تفاعل مميز مع الأحداث التي تجري، وذكرتني بعض الشيء بشخصية V من لعبة Cyberpunk 2077.
الترجمة العربية
تقدم اللعبة ترجمة عربية ممتازة بدون اخطاء جسيمة، وهو أمر مميز في لعبة من هذا النوع وبهذا الحجم لأنها بالفعل لعبة ضخمة تحتاج إلى لغة إنجليزية قوية، وتقديم الترجمة العربية للنصوص والقوائم سيفتح الباب لمن لا يملكون لغة إنجليزية جيدة لتجربة اللعبة والاستمتاع بها.
كلمة أخيرة في مراجعة stalker 2
يمكن القول في ملخص مراجعة stalker 2، أن تجربة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl كانت محبطة في مجملها، القصة لم تكن بالحجم والمستوى المتوقع، وأنظمة اللعب عانت من بعض المشاكل التي تسببت في تحولها من مجرد أنظمة صعبة لكن ممتعة، إلى أنظمة مزعجة، من ضمنها نظام المعارك والتسلل اللذان أثرا على تجربتنا بشكل كبير، ضف إلى ذلك أداء تقني متذبذ وجلتشات مضحكة، تكون النتيجة تجربة تحتاج للمزيد من الوقت في التطوير، وربما تعود لتكون تجربة ممتعة بعد شهور من الآن بفضل التحديثات، أما في وضعها الحالي فهي تجربة متواضعة بها بعض المتعة مصحوبة مع عيوب قاتلة.
هل تتفقون معًا في مراجعة stalker 2 وتقييمها أم لديكم رأي مختلف؟
كُنا قد تحدثنا في خبر مراجعة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق