عاجل

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2) - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2) - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. ارتحل الشاعر عبدالوهاب محمد إلى عالم الأغاني في وقت مبكر، ويُعد من أشهر كُتاب الأغنية المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، وتغنت بقصائده أجيال من المطربين والمطربات، منهم: كوكب الشرق أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، ونجاة الصغيرة، ووردة الجزائرية، وفايزة أحمد، ومحرم فؤاد، ولطيفة، وامتد مشواره الإبداعي نحو 45 عاماً، ورحل ساحر الشعر الغنائي في 15 يناير 1996 عن 66 عاماً، ولا تزال أعماله تثري وجدان المستمع العربي حتى اليوم. حجز عبدالوهاب محمد لنفسه مقعداً في الصف الأول بين شعراء جيله، وبرزت موهبته في كتابة الأغنية العاطفية والوطنية والشعبية، وبرع في كتابة العديد من أغاني واستعراضات الأفلام، بدأها بفيلم «النغم الحزين» (1960)، بطولة المطرب ماهر العطار، وسامية جمال، وإخراج حسن الصيفي، و«التلميذة» (1961)، بطولة المطربة شادية وحسن يوسف، وإخراج حسن الإمام.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

كتب عبدالوهاب محمد أغاني فيلمين للمطرب محرم فؤاد، الأول «من غير ميعاد» (1962)، بطولة سعاد حسني، وإخراج أحمد ضياء الدين. وفي العام ذاته كتب أغاني فيلم «سلاسل من حرير»، بطولة زيزي البدراوي، وعماد حمدي، وإخراج هنري بركات. وفي عام 1964، تغنت بأشعاره المطربة شادية في فيلم «ألف ليلة وليلة»، بطولة: فريد شوقي، وليلى فوزي، ومحمود المليجي، وإخراج حسن الإمام. وغنَّى فؤاد المهندس وشويكار من أشعاره في فيلم «انت اللي قتلت بابايا» (1970)، إخراج نيازي مصطفى. وفي «زهور برية» 1972، للمخرج يوسف فرنسيس وبطولة حسين فهمي ونادية لطفي، قدَّم أغنية «الحلم» بصوت المطربة سناء الباروني (من أعضاء فرقة الثلاثي المرح وفاء وصفاء وسناء)، وأغنية «الغريب» أداء المطربة سهير حشمت.

عاشق الشعر يتتلمذ على يد عميد الأدب العربي طه حسين

«جفت الدموع»

وتوالت رحلة عبدالوهاب محمد في عالم السينما، وغنَّت له المطربة ليلى نظمي في فيلم «آنسات وسيدات» (1974)، بطولة نور الشريف، وسهير رمزي، وإخراج كمال صلاح الدين. وفي العام نفسه ألَّف استعراضات «بمبة كشّر» للمخرج حسن الإمام، وسيناريو جليل البنداري، وبطولة: نادية الجندي، وسمير صبري، وسعيد صالح، وصفاء أبوالسعود، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر والموسيقار إبراهيم رجب.

وفي العام ذاته، التقى المطربة نجاة الصغيرة، وكتب لها بعض أغنيات فيلم «جفت الدموع»، قصة يوسف السباعي، وإخراج حلمي رفلة، وشارك في البطولة: محمود ياسين، ومحمود المليجي، ويوسف شعبان، وعبدالمنعم إبراهيم، ووضع الألحان: محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وحلمي بكر، وهاني مهنا، وشارك في كتابة الأغاني: نزار قباني، وعبدالرحمن الأبنودي، ومرسي جميل عزيز.


عبدالوهاب محمد بين نجاة وسعاد حسني عبدالوهاب محمد بين نجاة وسعاد حسني

وفي السنة التالية، كتب أغنيات فيلمين، الأول «بديعة مصابني» للمخرج حسن الإمام، من بطولة: نادية لطفي، ونبيلة عبيد، وكمال الشناوي، وفؤاد المهندس، وثانيهما «آلو أنا القطة» للمخرج الإيراني منوحهر نوذري، وبطولة: نور الشريف، وبوسي، وعادل إمام.

وكتب محمد الأغنية الشهيرة «مصر هي أمي»، ولحَّنها كمال الطويل، وقام بأدائها نجم الكوميديا فؤاد المهندس ضمن السياق الدرامي لفيلم «فيفا زلاطا» (1976)، إخراج حسن حافظ، وشارك في البطولة: شويكار، وسمير غانم، وتوفيق الدقن، وحسن مصطفى، ولاحقاً غنتها المطربة عفاف راضي.

«النغم الحزين» يشهد أول أغانيه للسينما بصوت ماهر العطار

«الشك يا حبيبي»

وتجدَّد لقاء الشاعر عبدالوهاب محمد مع المطربة شادية، وغنت من تأليفه ضمن السياق الدرامي لفيلم «الشك يا حبيبي» (1979) للمخرج هنري بركات، وسيناريو سمير عبدالعظيم، وشارك في البطولة: يحيى شاهين، ومحمود ياسين، وسناء جميل، وناهد شريف، وعمر الحريري، ووضع الألحان الموسيقار عمار الشريعي.

ساحر الشعر الغنائي كتب أيضاً كلمات الاستعراضات للفيلم الكوميدي «رجل فقد عقله» (1980) سيناريو علي الزرقاني، وإخراج محمد عبدالعزيز، وبطولة: فريد شوقي، وعادل إمام، وسهير رمزي، وكريمة مختار، ووضع الألحان الموسيقار حلمي بكر. وفي العام التالي غنَّى له الفنان سمير صبري أغنية «سُكّر» في فيلم «اليتيم والحب»، إخراج محمود فريد، وشارك في البطولة: نجوى فؤاد، ونجاح الموجي، وسحر رامي، ووضع الألحان الموسيقار بليغ حمدي.

واصطدم عبدالوهاب محمد بالرقابة، عندما كتب أغاني واستعراضات فيلم «خمسة باب» (1983)، سيناريو شريف المنباوي، وإخراج نادر جلال، وبطولة: نادية الجندي، وعادل إمام، وفؤاد المهندس، ووضع الألحان الموسيقار حسن أبوالسعود، ومُنع الفيلم بعد أسبوع واحد من عرضه بدور السينما، بأوامر من وزير الثقافة المصري وقتها عبدالحميد رضوان، بدعوى أنه مُخل بالآداب، رغم أنه حصل على موافقة الرقابة، وهو ما دفع منتج الفيلم إلى رفع قضية في المحاكم كسبها بعد ثماني سنوات.

مؤلف أغاني «خمسة باب» يصطدم بالرقابة مع نادية الجندي

طريق الإبداع

وُلِد عبدالوهاب محمد في 7 نوفمبر 1930 بحي الأزهر في القاهرة، وتفتح وعيه على أصوات المنشدين، وتعلَّم في الأزهر، وكان من تلاميذ «عميد الأدب العربي» د. طه حسين، وكان يحرص على حضور ندواته بقاعة الإمام محمد عبده، وعشق الشعر والأدب العربي، وحفظ الكثير من قصائد الشعراء الأوائل، مثل: أبي فراس الحمداني، وأبي الطيب المتنبي، وعنترة بن شداد، وامرئ القيس، والنابغة الذبياني، ومن المعاصرين: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، ومصطفى صادق الرافعي.



وفي تلك الفترة، قرأ الصبي أشعار خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم، وتعرَّف على أشعار فرسان العامية في بداية القرن الماضي، منهم: الشيخ يونس القاضي، وبيرم التونسي، وبديع خيري، وأحمد رامي، واستمع إلى منيرة المهدية، وأم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، وزاد شغفه بالفنون، وبدأ باكتشاف موهبته الحقيقية في الكتابة، من دون أن يعرف وجهته الإبداعية القادمة.

وحكى عبدالوهاب محمد عن تلك الفترة، فقال: «كنت أصطحب والدي الشيخ الضرير من رجال الأزهر الشريف ابن العائلة المتصوفة لزيارة المشايخ وحلقات الذكر، فعشقت الغناء والموسيقى، وإرضاءً لوالدي عملت وأنا طالب بمدرسة مصطفى كامل الثانوية في شركة شل للبوتاجاز، وكان والدي يرى في كتابة الأغاني رجساً من عمل الشيطان، فكتبت أول أغنية عن الحج ومطلعها (يا قاصد رسول الله)، وغناها عبدالمنعم عوض الله، ولحَّنها فهمي فرج عام 1950».

«حكم علينا الهوى» تسدل الستار على مشوار كوكب الشرق

كوكب الشرق

عندما تعرَّف المبدع الشاب على كوكب الشرق أم كلثوم للمرة الأولى سقط مغشياً عليه من الفرحة والسعادة، ووقتها كان يعمل في شركة بترول موظفاً بسيطاً. وعن طريق الموسيقار محمد فوزي عرف الموسيقار بليغ حمدي، وأعطاه أغنية «حب إيه»، ولحَّن جزءاً كبيراً منها سمعه فوزي ورشح بليغ ليعمل مع أم كلثوم. وفي اليوم التالي ذهب بليغ في موعد كوكب الشرق، فسألته: «مَنْ صاحب الكلام؟»، فأجاب: «شاب صغير اسمه عبدالوهاب محمد»، فقالت له: «فوراً يا بليغ اتصل به وهاته هنا»، وفعلاً طلب عبدالوهاب محمد في التلفون، وقال له: «يا عبدالوهاب أنا أخوك بليغ حمدي، خُذ تاكسي وتعال إلى فيلا أم كلثوم في الزمالك؟»، لكنه لم يصدِّق، فأردف بليغ: «ولو مش مصدقني الست حتكلمك»، ورد عبدالوهاب: «أم كلثوم حتة واحدة؟»، وسمع بليغ يقول: «يا ست الواد مش مصدق؟»، فقالت له: «هات التلفون»، وقالت: «آلو، أيوه يا عبدالوهاب أنا أم كلثوم».

وتأكد الشاعر الشاب من الصوت، وسقط مغشياً عليه من الفرحة، فذهب له بليغ حمدي، وأحضره إلى منزل أم كلثوم، وفور رؤيتها بكى ثم قبَّل يدها، وكانت لحظة اكتشاف فارقة في حياة الشاعر عبدالوهاب محمد على يد كوكب الشرق وبليغ حمدي.

«التلميذة» تجربة استثنائية مع شادية في أفلامها السينمائية

وحكى عبدالوهاب أنه كان كان يُراسل أم كلثوم وهو طفل، ويرسل لها قصائده، وفي إحدى المرات ردَّت عليه، وأخبرها بهذا حينما قابلها، وقال لها: «إشمعنى هذه المرة؟»، فقالت له مبتسمة: «أكيد الشعر عجبني». وكانت كوكب الشرق تحب الشعر بشكل غير عادي، ولديها حس فني وملاحظات دقيقة على كل قصيدة تغنت بها، وفي بعض الأحيان كانت تطلب من المؤلف تعديل بعض الكلمات، وتقترح إضافة أو حذف بعض الكلمات التي لا تتناسب مع السياق الدرامي للأغنية.

وشدت كوكب الشرق من كلمات عبدالوهاب محمد «حب إيه» (1960) تلحين بليغ حمدي، و«هسيبك للزمن» (1962) تلحين رياض السنباطي، و«ظلمنا الحب» (1963) تلحين بليغ حمدي، و«للصبر حدود» (1964) تلحين محمد الموجي، و«فكروني» (1966) تلحين محمد عبدالوهاب، والأغنية الوطنية «قوم بإيمان» (1967) تلحين رياض السنباطي، و«اسأل روحك» (1970) تلحين محمد الموجي، و«حكم علينا الهوى» (1973) تلحين بليغ حمدي، وكانت آخر أغنية لسيدة الغناء العربي قبل رحيلها في 3 فبراير 1975.

«أوقاتي بتحلو» أغنية لم تكتمل مع كوكب الشرق

ترك الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد إرثاً فنياً كبيراً من الأغنيات الناجحة، وخلال مشواره الإبداعي تعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم، بعدما رأت فيه موهبة جديدة ومختلفة عن شعراء ذلك الجيل، بسبب اختلاف كلماته عن اللون السائد وقتها. وغنت له نحو سبع أغنيات، وضعته مع كبار شعراء الأغنية في مصر، وارتكزت قصائده على السهل الممتنع، والعمق الإنساني، ومواكبة العصر الحديث، ولاقت أغانيه تجاوباً كبيراً من فئات الجمهور المختلفة.

وفي لقاء تلفزيوني قديم، ذكر عبدالوهاب محمد أن أولى أغنياته في مسيرته الفنية كانت مع المطربة فايزة أحمد، وكانت تحمل اسم «ماتحبنيش بالشكل دا»، التي تعاون فيها مع الملحن بليغ حمدي، وكانت بمنزلة شرارة النجاح التي جعلت أم كلثوم تلتفت له وتقرر الغناء من كلماته.

كتب «مصر هي أمي» وتنافس في غنائها فؤاد المهندس وعفاف راضي

وكانت «حب إيه» أولى أغنياته مع أم كلثوم، وتعاون فيها أيضاً مع الموسيقار بليغ حمدي، لكنه لم يكتبها خصوصاً لكوكب الشرق أو أي مطرب آخر، بل كتبها من خلال تجربة عاطفية مر بها، ورغم ذلك أُعجبت بها أم كلثوم، وتحمَّست لغنائها، وكانت أول تجربة لها مع مؤلف وملحن شابين.

وفي التوقيت نفسه اختارت أغنية أخرى بعنوان «ظلمنا الحب»، وطلبت من بليغ حمدي تلحينهما، وبعدها عرفت أغنياته طريقها إلى ملحنين آخرين، منهم: الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومحمد الموجي، ورياض السنباطي.

وكتب الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد أغنية «أوقاتي بتحلو معاك» لسيدة الغناء أم كلثوم، لكنها توقفت قبل تسجيل الأغنية، وغناها ملحنها الموسيقار سيد مكاوي، وقامت المطربة وردة الجزائرية بغنائها في حفلاتها الغنائية، وحققت نجاحاً كبيراً.

فايزة أحمد وراء شهرة مؤلف «متحبنيش بالشكل دا»

التقى الشاعر عبدالوهاب محمد المطربة فايزة أحمد في عدد قليل من الأغنيات، ورغم ذلك، فإنها كانت أول مَنْ فتح له أبواب الشهرة، وكلاهما كان في بداية مشواره الفني، وغنت له «متحبنيش بالشكل دا» تلحين الموسيقار بليغ حمدي.

ويرجع الفضل في تعاونهما الفني إلى الموسيقار محمد فوزي، حين طلب منه الأخير أن يكتب أغنية لفايزة أحمد، فقال له: «عاوز أشوفها وأسمعها قبل أن أكتب لها»، وكان شديد الاهتمام بأي موهوب أو موهوبة، والتقى بها في معهد الموسيقى، وظلت تغني حتى أغلق المعهد أبوابه، وتحمَّس للكتابة لها، وأدرك أنها تمتلك موهبة متفردة، ولا تقلد أحداً.

ورغم نجاح «متحبنيش بالشكل كدا» تباعد تعاونهما الفني لفترة طويلة، حتى غنت له «نقطة ضعف» تلحين الموسيقار محمد سلطان، وكان عبدالوهاب محمد يرى أن فايزة أحمد من المطربات اللاتي لديهن قناعة أن «الغناء ليس له جنسية أو وطن».

كُنا قد تحدثنا في خبر عبدالوهاب محمد... ساحر الشعر الغنائي (1 - 2) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق