كاتبة مسلسل «نفس» إيمان السعيد: شخصياتي تعبُر من العتمة إلى الضوء - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. مَن يتابع مسلسل «نفس» للكاتبة إيمان السعيد، لا بدّ أن يتأثر بعمق الرسائل التي يحملها. وتدور حكايته حول بطلته دانييلا رحمة (روح) المُصابة بالعمى، فتعيش بالظلمة قبل إنقاذها بعملية زرع قرنية، لتكتشف بأنَّ الإعاقة زادت قوتها وبلورتها على مستوى موهبة الرقص، قبل أن تُدرك لاحقاً أنّ عالم العتمة هذا كان أقلّ وحشةً من العالم المحيط بها.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
فكرة العمل تعود إلى بطلته دانييلا رحمة، كما كشفت السعيد لـ«الشرق الأوسط». وأضافت: «عرضتها علينا مع مديرة أعمالها، فرحَّبت بها الشركة المُنتجة وتبنّتها. تردّدتُ بداية في كتابة قصة شابة مكفوفة، ثم وجدتُ فيها ما يمكن أن أرتكز على دلالاته الرمزية، مما يضيف قيمةً أعمق إلى النصّ. لقد مثّل نوعاً من التحدّي لأدوات البطلة، وأدخلها في نمط غير تقليدي يبرز فنّ الأداء لديها».

شخصيات المسلسل تعيش ظلمةً من نوع آخر. وإلى جانب بطلَي العمل، معتصم النهار وعابد فهد، تُشارك فيه كوكبة من الممثلين، من بينهم جوزيف بو نصار، وإلسا زغيب، ورانيا عيسى، وأحمد الزين وغيرهم. أما إخراجه فوقَّعه إيلي السمعان.
«إنه نفق مظلم وطويل قد يمرّ فيه كثيرون خلال مشوار الحياة»، قالت الكاتبة، وتابعت: «لكن الأهم هو أنّ هذه الأنفاق تنتهي عادةً بالضوء. ورغبتُ في المسلسل أن تعبُر جميع شخصياته في النفق وصولاً إلى النور، كما (روح) التي أدَّت شخصيتها دانييلا رحمة. فهي تجد نفسها بين جدلية العتمة والضوء، كذلك (ميرنا) و(غيث) و(أنسي) و(نوال) و(رؤوف). الشخصيات تصارع للوصول إلى الحقيقة، حتى الرغبة في التحرّر من الذنوب».
قد تكون قصة المسلسل تقليدية، لكنها تحمل أبعاداً نفسية، خصوصاً في علاقة الآباء مع الأبناء. وأفادت إيمان السعيد بأنها كتبت العمل ليُشكّل بداية التقاط دراما أكثر إيجابية، فيكون لها بُعدها السيكولوجي بشكل واضح.
وهي سبق أن حقّقت نجاحات في أعمال درامية مختلفة، من بينها: «خمسة ونص»، و«مسافة أمان»، و«سحابة صيف»، و«بقعة ضوء 4». ولكن لديها القناعة الكافية بأنه على الكاتب أن يخوض تجارب مختلفة، وقد يجازف في بعضها.
وإذ أكدت انتماءها إلى المدرسة الدرامية الواقعية، تابعت: «لكننا نحن الكتّاب نضطر أحياناً أن نساير الشاشة الصغيرة بما يتّفق مع عقلية المُشاهد وظروف السوق الإنتاجية. أشعر مرات بأنني أخون النوع الفنّي الذي أنتمي إليه، لكن ذلك لا يشمل طبيعة الأفكار والمبادئ التي تسكنني».

في «نفس»، يعبُر قلم السعيد إلى عالم الروحانيات والبُعد النفسي. تتحدّى وتواجه بمحتوى نص متمكّن يخرج عن المألوف، ويحمل التركيبة الرومانسية البسيطة. وفي المقابل يمكن للمُشاهد التقاط رسائل عميقة بين سطوره. أوضحت إيمان السعيد: «الحبّ هنا ليس صراع رجلين على امرأة بشكل تقليدي، وإنما يتمثَّل بوجهَيْن عند بطلة المسلسل؛ الأول يتعلّق بحبيبها (غيث) الذي يؤدّي دوره معتصم النهار، فيكون عكازها والداعم لها، والثاني يحضُر مع أستاذها (أنسي) الذي يحفّزها على اكتشاف قوتها الداخلية».
لم تشاهد السعيد يوماً مسلسلاً من كتابتها وهي في حالة استرخاء. وكونها درست النقد المسرحي، فهي تمارسه انطلاقاً من ذاتها: «كنتُ أرى الأعمال من قبل مفنّدةً سلبياتها أكثر من إيجابياتها. اليوم تبدّلت هذه النظرة. أسعى إلى معالجة الموضوعات بطريقة واعية شفائية وإيجابية أكثر. وصرتُ مقتنعة بأننا لو كنا ننتمي إلى مجتمعات صحيحة نفسياً، لَما كان في استطاعتنا كتابة الدراما، وبالتالي لَما كان الناس يتابعونها».
وأشارت إلى أنها قرَّرت في «نفس» مع الشركة المُنتجة، «الصبّاح أخوان»، اختيار قصة مسلسل يمكن أن يعيش إلى ما بعد موسم رمضان، فيُحاكي نمطاً بصرياً بإيقاعه وحكايته، ويكون مبنياً على أُسس صلبة ركيزتها المشاعر الإنسانية والرومانسية ضمن حبكة تشويقية. ويتناول بالتالي قضايا اجتماعية وفنّية تحتاج إلى الإضاءة عليها. وتابعت: «كتبتُ هذا المسلسل خلال الحرب الأخيرة في بيروت. حاولتُ الهروب بقلمي إلى عالم موازٍ منفصلٍ عن واقعها، وأن أدوّن مشاعر مغايرة عمّا عشته في ذلك الوقت. فالناس خاضت تجربة قاسية رأت فيها الويلات، لذلك ارتأينا كتابة عمل مجبول بالحبّ والرومانسية، تحضُر فيه القسوة بهدوء فنستطيع التقاط أنفاسنا معه».

يتطلّب مسلسل «نفس» من مُشاهده التركيز في كل حلقة من حلقاته، إذ تتضمَّن مجرياته مفاتيح أجوبة لأسئلة وجدانية، فيستنتج مُتابعه من أحداثه ما يصبُّ في خانة العلاج النفسي عندما تقرّر الشخصيات الخروج من عتمتها وضعفها. وهذه الإيجابية التي تحدَّثت عنها السعيد بقيت محافظةً عليها في ظلّ الصعوبات والصراعات التي يعيشها الأبطال. كما أنها وضعت إشكالية المسرح وتعزيز مكانته في صلب المشهدية الرئيسية للحكاية. فنراه يأخذ حيزاً لا يُستهان به من الأحداث بعنوان «مسرح نفس». علَّقت: «جئتُ أرفع راية المسرح وأوجّه تحية غير مباشرة إليه. وكذلك لروّاده ولكل مَن يجتهد لإبقائه نابضاً، سواء في سوريا أو لبنان والدول العربية».
وقالت إنها تبني عادةً شخصيات مسلسلاتها على خلفيات عدة، «آخذةً في الحسبان عمرها وخلفيتها الاجتماعية والعلمية وبُعدها النفسي، فأولّد لغة خاصة بها تبرُز في تصرفاتها وردود فعلها. كما أضعُ لكل منها مواصفات تميّزها عن غيرها، فتصبح الشخصية من لحم ودم كما أتخيلها تماماً». وختمت لـ«الشرق الأوسط»: «أحياناً، يتعرّض النصّ للتلاعُب بحوارات الشخصيات مما يُفقدها خصوصيتها، أو تُجرى تعديلات عليه تؤثّر في روحيته ومجريات أحداثه».
كُنا قد تحدثنا في خبر كاتبة مسلسل «نفس» إيمان السعيد: شخصياتي تعبُر من العتمة إلى الضوء - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق