غاية التعليمية يكتُب.. تشهد أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا واضحًا خلال الفترة الأخيرة، ما أثار تساؤلات المستثمرين والمستهلكين حول الاتجاه المستقبلي للأسعار، ففي ظل التغيرات العالمية وتأثيرها على الأسواق المحلية، يترقب الجميع معرفة ما إذا كان الوقت مناسبًا للشراء أم أن البيع هو الخيار الأفضل.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نسلط الضوء على وضع سوق الذهب في مصر وإلى أين يتجه السعر.

لماذا ارتفعت أسعار الذهب في مصر؟

ترتبط أسعار الذهب في مصر ارتباطًا وثيقًا بالسوق العالمية، حيث يؤثر سعر الأوقية عالميًا على حركة الأسعار محليًا، إلى جانب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.

وفي الأيام الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا في أسعار الذهب بسبب المخاوف من التباطؤ الاقتصادي والسياسات النقدية التي تتبعها البنوك المركزية الكبرى، حيث سجل سعر الأونصة 3,035 دولارًا، وهو رقم تاريخي لم يسجل من قبل.

وبحسب بيانات الأسواق، فإن التوقعات تشير إلى أن استمرار البنوك المركزية العالمية في تثبيت أسعار الفائدة أو خفضها قد يدفع الذهب إلى المزيد من الارتفاع، وفي حال ارتفع عالميًا سيعود الأمر بالأرتفاع على السوق المصري أيضًا.

كما أن التقلبات الجيوسياسية والتوترات التجارية تعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

توقعات المحللين والمؤسسات المالية

ويرى خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاع في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم استقرار أسواق المال العالمية، والطلب الاستثماري على الذهب قد يستمر في النمو خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع استمرار البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من المعدن النفيس.

في المقابل، يرى بعض المحللين أن الذهب قد يشهد تصحيحات سعرية على المدى القصير، خاصة إذا شهدت الأسواق المالية العالمية انتعاشًا أو تحسنًا في بيانات الاقتصاد الأميركي، مما قد يدفع المستثمرين للعودة إلى الأصول ذات العوائد المرتفعة.

توقعات المؤسسات الدولية لأسعار الذهب

بالنسبة لتوقعات المؤسسات المالية لأسعار الذهب في المستقبل القريب، أشارت بعض التقارير إلى ما يلي:​

• بنك "يو بي إس" (UBS): رفع توقعاته لأسعار الذهب إلى 3200 دولار للأونصة خلال الأرباع الأربعة المقبلة، مشيرًا إلى تزايد احتمالات حرب تجارية عالمية مطولة تدفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن.
• ​مجموعة "ماكواري" (Macquarie Group): توقعت أن يصل سعر أوقية الذهب إلى 3500 دولار خلال الربع الثالث من عام 2025، مع متوسط سعر يبلغ 3150 دولارًا خلال تلك الفترة. ​

كما يرى خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاع في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم استقرار أسواق المال العالمية.

ووفقًا لتقرير صادر عن "جولدمان ساكس" و"بنك أوف أمريكا"، فإن سعر الذهب قد يتراوح بين 3200 إلى 3500 دولار للأوقية خلال الأشهر المقبلة، مدفوعًا بارتفاع الطلب الاستثماري واستمرار السياسات النقدية التوسعية في بعض الدول.

كما أشارت مؤسسة "وورلد جولد كاونسل" إلى أن البنوك المركزية حول العالم، وخاصة في الصين والهند، تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب، مما يساهم في دعم الأسعار عالميًا.

رأي الشارع المصري.. تشتري ولا تبيع؟

بينما يراقب المستثمرون في الأسواق المالية اتجاهات الذهب بحذر، يواجه المستهلكون المصريون معضلة الشراء أو البيع في ظل الأسعار الحالية، ففي استطلاع للرأي أجرته "شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة"، أشار العديد من التجار إلى أنهم يلاحظون تراجعًا طفيفًا في المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار، بينما يفضل البعض الآخر الاحتفاظ بمخزونهم توقعًا لمزيد من الارتفاعات.

أما التجار، فيرون أن الإقبال على شراء الذهب في السوق المحلي يتأثر بعوامل مثل القدرة الشرائية للمستهلكين والسيولة المتاحة، إلى جانب العوامل الموسمية مثل حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية التي عادة ما تشهد زيادة في الطلب.

توقعات الأسعار في الفترة المقبلة

وبحسب محللين في سوق المعادن الثمينة مثل "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع خلال الفترة القادمة إذا استمرت التوترات الاقتصادية العالمية، بينما قد يشهد السوق بعض التراجعات إذا شهد الاقتصاد العالمي تحسنًا واضحًا.

ولكن بشكل عام، يرى الخبراء أن الذهب يظل ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم اليقين الاقتصادي.

وفي ظل المعطيات الحالية، يظل القرار بين الشراء أو البيع مرهونًا بالأهداف المالية لكل فرد، فإذا كنت تبحث عن استثمار طويل الأجل، فقد يكون الشراء خيارًا مناسبًا، خاصة مع التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار.

أما إذا كنت تمتلك الذهب بالفعل وتبحث عن تحقيق أرباح سريعة، فقد يكون الوقت الحالي مناسبًا للنظر في البيع، خاصة إذا شهدت الأسعار ارتفاعات جديدة.

ويظل الذهب أحد الأصول الاستثمارية الأكثر أمانًا، ولكن قرارات الشراء أو البيع تتطلب دراسة متأنية للأسواق العالمية والمحلية، مع متابعة التطورات الاقتصادية التي قد تؤثر على اتجاهات الأسعار.