حسين السيد... شاعر الألف أغنية (الأخيرة) - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

حسين السيد... شاعر الألف أغنية (الأخيرة) - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. تمرد الشاعر حسين السيد على الكتابة التقليدية، وتناغمت قصائده بين المغامرة والتجريب، والتعبير عن أرقى المشاعر الإنسانية، وأصبح من أبرز الشعراء المجددين في فضاء الأغنية المصرية، وأثرى الأفلام الغنائية بمؤلفاته، وشكّل مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ثنائيًا فنيًا فريدًا، وتعاون مع أغلب الملحنين ومطربي جيله، وتوالت الرحلة... كان أمل الفتى الوسيم أن يصبح ممثلًا مشهورًا، ولم يكن يدرك أن موهبته الحقيقية تكمن في عالم الشعر، وظهرت بوادر قلمه حين طلب أستاذه في المدرسة قلمًا ليصحح كراسته، فأعطاه قلمًا أحمر قصيرًا فألقاه الأستاذ على الأرض، فكتب حسين السيد على السبورة «قلمى الأحمر يحتج»، وكانت تلك العبارة بمنزلة شهادة ميلاد كاتب موهوب يتسم بالجرأة والشجاعة، وبعدها ساقه القدر إلى فضاء الإبداع الشعري. وبمرور الوقت، تحولت ذكريات حسين السيد إلى ومضات لا يخفت بريقها، وأضاءت طريقه في مشواره مع الشعر الغنائي، وكشفت عن موهبة أصيلة، ورغم عمله بالتجارة لسنوات طويلة، وانشغاله بمسؤولياته الأسرية، ظل القلم والأوراق ملاذه الأخير في مرحلة الهواية، حتى تفرّغ تمامًا للكتابة منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، وفي كلتا المرحلتين جمع بين غزارة الإنتاج وعمق التجربة الشعورية، والتعبير عن تجاربه الذاتية، وانفعاله بالأحداث المصيرية في مصر والوطن العربي.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

قدّم السيد العديد من الأغنيات الوطنية في مراحل تاريخية مختلفة، ومن أعماله البارزة أوبريت «مصر بلدنا» عام 1979 من غناء فايزة أحمد وهاني شاكر وألحان الموسيقار محمد سلطان، وتولى الجانب الدرامي والحوار الكاتب حسام حازم، وشارك في التمثيل والغناء الفنانون لبلبة ووحيد سيف وسعاد حسين ومحمود شكوكو وإبراهيم نصر وسعاد حسين وسامي مغاوري، وأخرج الأوبريت المخرج المسرحي المتميز أحمد زكي.

وحضر الرئيس الراحل أنور السادات العرض الأول للأوبريت، ويسرد هذا العمل فترة مهمة ومؤثرة في تاريخ مصر المعاصر، بداية من نكسة عام 1967 وما تلاها من إحباط وانكسار، مرورًا بحرب الاستنزاف، والصبر والترقب، وصولًا إلى عبور خط بارليف، وتحقيق نصر أكتوبر 1973.

ومن كلمات الأوبريت: «يا مصر يا حضن النيل الأسمر، يا فاردة جناحك توب أخضر، في بعادك الصيف بيشتي، وفـ حضنك الشتا دفيان، تعيشي تعيشي يا بلدي تعيشي، تعيشي يا مصر”.

الرئيس جمال عبدالناصر يمنحه وسام العلوم والفنون في عيد العلم

وكان السادات يقدر قيمة الفن والثقافة، وتربطه علاقة طيبة بعدد كبير من الأدباء والفنانين، منهم حسين السيد، ويحب أن يسمتع لآخر قصيدة كتبها، لأن إلقاءه كان مميزًا، واعتاد الشاعر أن يذهب إلى الاستراحة الخاصة بالرئيس الراحل، وأصبحا صديقين، وكان السادات يرسل سيارته لتأخذ السيد وترجعه إلى منزله.

التقى شاعر الحب والجمال الملحن بليغ حمدي والمطربة صباح والمطرب وديع الصافي في فيلم «نار الشوق» عام 1970، إخراج محمد سالم، وشارك في البطولة رشدي أباظة وهويدا وحسين فهمي، وغنت الشحرورة من كلمات السيد «كل حب وأنت طيب» وغنى الصافي «دار يا دار» و«على رمش عيونها».

«أيام وليالي»

جمع الفن والصداقة بين الشاعر حسين السيد والمطرب عبدالحليم حافظ، وقدم الثنائي نحو 20 أغنية خلال مسيرتهما الفنية، وكانت البداية عام 1955، وظهور العندليب الأسمر على الشاشة في فيلم «لحن الوفاء» للمخرج إبراهيم عمارة، وشارك في البطولة شادية وحسين رياض، وبعدها تحمست شركة صوت الفن لموهبة المطرب الشاب، ووقعت معه عقد احتكار، وفي العام ذاته، أنتجت له فيلم «أيام وليالي» إخراج هنري بركات وبطولة أحمد رمزي وإيمان ومحمود المليجي، وغنى خلاله من كلمات السيد «توبة» و«شغلوني» ألحان محمد عبدالوهاب.

واستمر التعاون بين الثنائي في فيلم «دليلة» عام 1956، إخراج محمد كريم، وبطولة شادية وعبدالوارث عسر ورشدي أباظة، وغنى عبدالحليم حافظ من كلمات حسين السيد «إحنا كنا فين» و«الحق عليه» ألحان منير مراد، و«حرام يا نار» و«كان فيه زمان» ألحان محمد الموجي، و«حبيب حياتي» و«اللي انشغلت عليه» ألحان كمال الطويل.

وانفرد حسين السيد ومحمد عبدالوهاب بكلمات وألحان الأغاني في فيلم «بنات اليوم» (1957) إخراج هنري بركات وبطولة ماجدة وآمال فريد وأحمد رمزي وسراج منير، وغنى عبدالحليم حافظ «أهواك» و«ظلموه» و«كنت فين» و«يا قلبي يا خالي» و«عقبالك يوم ميلادك».

وكتب السيد للعندليب أغنية واحدة هي «بيع قلبك» لحن كمال الطويل في فيلم «فتى أحلامي» (1957) إخراج حلمي رفلة، وغنى عبدالحليم حافظ «قُل لي حاجة» لحن محمد عبدالوهاب في فيلم «الخطايا» (1962) إخراج حسن الإمام.

الرئيس أنور السادات يكرمه في عيد الفن لإنجازه الشعري الفريد

وكانت «معبودة الجماهير» (1967) للمخرج حلمي رفلة، آخر لقاء بين الشاعر النابغ والعندليب الأسمر في فيلم سينمائي، وغنى عبدالحليم من كلمات حسين السيد «جبّار» لحن محمد الموجي وتوزيع أندريا رايدر، وشارك مع شادية في غناء «حاجة غريبة» لحن منير مراد وتوزيع علي إسماعيل.

وبعيدًا عن شاشة السينما، غنى عبدالحليم حافظ بعض الأغاني الوطنية من تأليف حسين السيد وألحان محمد عبدالوهاب، منها أغنيتان جماعيتان هما «الجيل الصاعد» و«صوت الجماهير» والأغنية الفردية «يا حبايب بالسلامة» التي تقول كلماتها: «شُفنا النصر معاكم لمّا المولى رعاكم، والمركب أهي رجعت سالمة يا سلامة، بالحضن يا حبايبنا يا حياتنا يا شبابنا، اليوم دا يوم عيدنا والورد مواعدنا، يملا عيون الدنيا فرحة وابتسامة، كل العرب إخواتكم عايشين في انتصاراتكم، عرفوا تضحياتكم وشهامة عروبتكم».

وكان آخر لقاء بين حسين السيد وعبدالحليم حافظ في «فاتت جنبنا» لحن محمد عبدالوهاب، وفي لقاء تلفزيوني، حكى موسيقار الأجيال قصة تلك الأغنية: «طلبت من صديقي الشاعر حسين السيد غنوة على غرار (ساكن قصادي) لنجاة الصغيرة، وكانت أغنية (فاتت جنبنا)، وأعتبرُ الأغنيتين فريدتين، رغم اعتراضي عليهما في البداية”.

وتابع موسيقار الأجيال: «وضعنا الخطوط العريضة للأغنية من ثلاثة فصول، الأول، شخصان يقفان وتمر بجوارهما فتاة جميلة تلفت نظرهما، والثاني، يقع أحدهما في حبها، والثالث، عندما يرسل لها خطابًا يشرح لها فيه عاطفته تجاهها، ووقتها تعرضت للنقد من قبل أحد الصحافيين الكبار، وبعد مرور عام على الأغنية أثنى عليها”.

وقال عبدالوهاب: «عبدالحليم كان مغامرًا، حتى بصحته، و(فاتت جنبنا) كانت من القطع الروائية ذات السيناريو الذي استغرق مني تفكيرًا كثيرًا، أذكر أننا في أثناء البروفات أصيب حليم بجلطة في سمانة القدم، ومع ذلك أصر على العمل، وأن نحضر له كرسيًا يتم فرده تحت ساقه، وأجرينا البروفات في منزله ليخرج من حالة المرض، لأنه كان يحب فنه ويقدره تقديرًا كبيرًا”.

وكان لقاء حليم مع الشاعر حسين السيد في «فاتت جنبنا» بعد غياب استمر نحو سبع سنوات، وغناها العندليب في 30 يونيو 1974، وقبلها كان عبدالوهاب يساوره القلق من فشل تلك التجربة، لكن عبدالحليم تحمّس لها بشدة، وتحدى عبدالوهاب، وأخبره بأن الأغنية ستنجح، وأن هذا الأمر سيكون على مسؤوليته بشكل كامل وراهنه على ذلك.

وفي ليلة الحفل، وقف عبدالوهاب في الكواليس منتظرًا ملل الجمهور من «فاتت جنبنا»، لكنه فوجئ بتفاعل الحضور مع عبدالحليم بشكل كبير قبل أن ينتهي من الأغنية، وعندما غنى حليم مقطع «وجاني الرد جاني ولقيتها بتستناني وتقول لي أنا من الأول بضحك لك يا أسمراني»، وقف كل الحضور بالمسرح وصفقوا له، لينظر العندليب إلى موسيقار الأجيال مبتسمًا ابتسامة الانتصار، وأنه كسب الرهان.

الزواج والأسرة

تزوّج حسين السيد في أواخر حقبة الأربعينيات من جارته السيدة نعيمة عيد، وبعد عقد قرانهما، وافق على سفرها في منحة دراسية للماجستير في لندن لمدة سنتين، وقد حصلت على الدكتوراه لاحقًا لتصبح أستاذة في جامعة عين شمس ورائدة في التربية وعلم النفس، واتسمت حياتهما بالحب والتقدير، وتمكنا من التوفيق بين عملهما ورعاية الأسرة، وانعكس ذلك على أبنائهما «حسام وحاكم وحامدة» في أجواء من الدفء الأسري.

كُنا قد تحدثنا في خبر حسين السيد... شاعر الألف أغنية (الأخيرة) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق