عاجل

تربويون يناقشون أهمية وإكراهات "الأنشطة الموازية" بالمدرسة المغربية - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

تربويون يناقشون أهمية وإكراهات "الأنشطة الموازية" بالمدرسة المغربية - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. تسعى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تعزيز جودة التعلمات بالسلك الابتدائي من خلال الأنشطة الموازية، باعتبارها رافعة لتربية متكاملة تشمل مجالات متنوعة، مثل الرياضة، والفنون (الرسم، التلوين، المسرح، الموسيقى)، والأندية المدرسية (القراءة، البيئة، الإعلام)، إضافة إلى الرحلات والزيارات الميدانية والمسابقات، بهدف تنمية مهارات التلاميذ وتحفيزهم على الإبداع والتفاعل الإيجابي داخل المدرسة.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وفي هذا السياق يطرح عدد من الفاعلين التربويين تساؤلات حول مدى تأثير الأنشطة الموازية على التحصيل الدراسي، وطبيعة العوائق التي قد تعرقل استفادة التلاميذ منها بالشكل المطلوب، فيما تتبلور نقاشات بين متتبعين للشأن التربوي حول سبل تطوير هذه الأنشطة وتحسين جودتها، لتواكب احتياجات المتعلمين وتسهم في خلق بيئة مدرسية أكثر تحفيزاً وإبداعاً.

أهمية الأنشطة الموازية

جبير مجاهد، أستاذ وباحث في الشأن التربوي، قال إن “الأنشطة الموازية تضطلع بأهمية بالغة في التحصيل الدراسي وتنمية شخصية المتعلم بشكل عام، إذ تنمي مهاراته الشخصية والاجتماعية، ومنها مهارة التواصل والعمل الجماعي، كما تساعده على بناء علاقات اجتماعية وتطوير الثقة بالنفس”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأنشطة الموازية توفر فرصة لاكتشاف المواهب في مختلف المجالات، كما تعزز القيم الأخلاقية والاجتماعية، مثل التضامن والتعاون والمسؤولية والانتماء، ما ينعكس بشكل إيجابي على تحصيل التلميذ الدراسي ونجاحه في الحياة”.

وأمام الأهمية المذكورة أكد مجاهد أن “الأنشطة الموازية تواجه عدة إكراهات تحد فعاليتها وتكبح توسيع دائرة الاستفادة منها، كالإكراهات المالية، وصعوبة توفير المعدات والأدوات، وضيق الوقت، خاصة أن جدول حصص المؤطرين لا يتضمن هذه الأنشطة، ما يوجب عليهم إنجازها خارج الزمن الدراسي، وهو ما يشكل عليهم ضغطا وإرهاقا؛ كما أن العديد من المدارس لا تتوفر على العدد الكافي من المؤطرين والمشرفين المؤهلين لإنجاز الأنشطة الموازية”.

ولتجاوز هذه الإكراهات اقترح الباحث ذاته “ربط الأنشطة الموازية بالمناهج الدراسية، وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتنظيمها، مع وضع خطط وبرامج واضحة ومنظمة لمختلف الأنشطة، وإشراك أولياء الأمور والمجتمع في دعمها، فضلا عن توفير فضاءات ملائمة لتنظيمها”.

إكراهات ومقترحات

نادية ركوبي، مديرة تربوية، قالت إن “الأنشطة الموازية تلعب دورًا أساسيًا في التحصيل الدراسي، وتشمل النوادي الدراسية، والأنشطة الرياضية والفنية والثقافية، إضافة إلى الرحلات والمسابقات، إذ تحفز التلاميذ، وتوفر لهم بيئة تعلم أكثر جاذبية، وتقلل من الضغط الدراسي، كما تساهم في تطوير مهارات التفكير والإبداع، من خلال المسابقات الأدبية والمناظرات، ما يعزز قدراتهم النقدية والتعبيرية”.

وأوضحت المديرة التربوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأنشطة الموازية تساعد التلاميذ على تنمية المهارات الاجتماعية، من خلال العمل الجماعي والمشاركة في الفرق الرياضية، ما يعزز الثقة بالنفس، كما تساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية عبر الأنشطة البدنية؛ إضافة إلى أن الرحلات والزيارات الميدانية إلى الإدارات والمؤسسات والمقاولات تتيح لهم ربط التعلم بالحياة العملية”.

ونبهت ركوبي إلى أن “هناك تحديات تعيق استفادة التلاميذ من الأنشطة الموازية، أبرزها نقص الموارد المالية ببعض المؤسسات التعليمية؛ كما يشكل ضغط المناهج الدراسية عائقًا، حيث يتم التركيز على الدروس والامتحانات على حساب الأنشطة، إضافة إلى ضعف وعي بعض الآباء بأهمية هذه الأنشطة، إذ يعتبرونها مضيعة للوقت، ما يقلل من مشاركة أبنائهم فيها ويزيد من درجة العزوف لديهم”.

وبسطت المديرة ذاتها عددًا من المقترحات لتجاوز هذه التحديات، من بينها “تخصيص ميزانيات لدعم الأنشطة، وإعادة تنظيم الجداول الدراسية لإفساح المجال لها، مع ضرورة تحفيز التلاميذ والإداريين على إدماجها في العملية التعليمية، وتوعية الآباء بأثرها الإيجابي على التعلم، لأن التعليم لا يقتصر على التحصيل الأكاديمي فقط، بل يشمل بناء الشخصية وتعزيز المهارات الحياتية أيضا”.

إجراءات وزارية وإكراهات

عبد الكريم الحياني، مفتش تربوي بالسلك الابتدائي، أكّد أن “الأنشطة الموازية ليست مجرد أنشطة مكملة للعملية التعليمية، بل ركيزة أساسية لتحقيق التكامل بين الجوانب المشكلة لشخصية المتعلم؛ إذ تعزز هذه الأنشطة المهارات الحياتية، مثل العمل الجماعي والقيادة والتواصل، ما يسهم في تحسين تفاعل التلميذ وزيادة ثقته بنفسه، وينعكس ذلك إيجابا على مشاركته في الحصص الدراسية”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأنشطة الموازية تحفز الإبداع والتفكير النقدي وتنمي القدرة على حل المشكلات، وتساهم في تقليل نسبة الهدر المدرسي عبر تحويل المدرسة إلى فضاء جذاب، ما يزيد من الإقبال على الدراسة؛ إضافة إلى أنها تعزز حس المواطنة والشعور بالانتماء، ما يشجع التلاميذ على المشاركة الفاعلة في بناء مجتمعهم”.

وقال الحياني: “رغم أن الوزارة خصصت 3 ساعات أسبوعيا لأنشطة الحياة المدرسية والدعم في الغلاف الزمني بالتعليم الابتدائي، وأطرتها بالمذكرة الوزارية رقم 21×84، وأدرجتها ضمن مشروع المؤسسة، إلا أن هذه الأنشطة مازالت تواجه إكراهات جمة تحد من فعاليتها؛ من بينها نقص الموارد المادية، كعدم توفر قاعات متخصصة والوسائل الضرورية لممارسة هذه الأنشطة، وضعف تكوين الأطر الإدارية والتربوية”، منبّها إلى أن “التركيز على ‘المردودية الكمية’ وإعطاء الأولوية للمواد المعنية بالمراقبة المستمرة يشكل عائقا كبيرا، بالإضافة إلى الجوانب المرتبطة بحكامة المنظومة”.

وعن المقترحات العملية لتجويد الأنشطة الموازية أشار المفتش التربوي إلى أنه “رغم تخصيص الوزارة ميزانية للأنشطة الموازية عبر المعيار الثالث لمشروع المؤسسة المندمج مازالت الاستفادة الكاملة منها بحاجة إلى جهود إضافية، إذ يتمثل التحدي الرئيسي في تأهيل الأطر الإدارية لإرساء هذه الأنشطة بالمؤسسات، إلى جانب تدريب هيئة التدريس على تفعيل الأندية التربوية، كعاملٍ أساسي لضمان نجاحها”.

وختم عبد الكريم الحياني توضيحاته بالتأكيد على أن “إشراك جمعيات المجتمع المدني واستضافة خبراء من تخصصات متنوعة يعد ضرورة ملحة، إضافة إلى دمج التكنولوجيا والأنشطة المبتكرة عن طريق إنشاء نوادي الروبوتيك وتنظيم رحلات افتراضية؛ كما أن التقييم والتشجيع يعدان من الأدوات المحورية لتعزيز الاهتمام، بحيث يمكن التفكير في تخصيص نقطة لهذه الأنشطة في نظام المراقبة المستمرة، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات ومعارض مدرسية، ومنح جوائز تشجيعية…”.

كُنا قد تحدثنا في خبر تربويون يناقشون أهمية وإكراهات "الأنشطة الموازية" بالمدرسة المغربية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق