عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (5- 6) - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (5- 6) - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. حرص الفنان عبدالكريم عبدالقادر على مسايرة التطوُّر، فكان يبحث عن التجديد دائماً، من خلال التعامل مع أسماء جديدة ومواهب حقيقية، رغم أنه لم يكن يود توسيع دائرة تعاوناته، رغبةً في تكرار النجاح مع كوكبة من الشعراء والملحنين، وكذلك لوجود قواسم مشتركة بينه وبين الذين يتعامل معهم، فهو يتعامل مع الشعراء والملحنين بكل شفافية وصِدق، ويعتبرهم من المقرَّبين لديه، كنوع من الوفاء لهم، وفي المقابل هم يبادلونه الشعور ذاته، ويضعون بين يديه أبرز إنتاجاتهم الحديثة وأفكارهم الجديدة. من هذه المنطلقات، كان عبدالقادر يؤسس علاقاته بكل وضوح، ويعمد إلى توثيق الصلات بينه وبين المقرَّبين منه، وهذه الطريقة في تحديد شكل العلاقة مع زملائه لم تكن تمنعه من التعامل مع شعراء جدد أو ملحنين شبان، فمشواره يشهد له باحتضان الشباب، إضافة إلى استمرار علاقاته الفنية مع مجموعة من الشعراء والملحنين الكبار الذين أثروا الساحة الفنية بأعمال خالدة، وتعاونات استمرَّت أكثر من 40 عاماً. والراصد لمسيرته الفنية سيلاحظ أنه كان يعتمد على هذا الأسلوب في العمل، لأن التفاهم والانسجام والثقة ستنتج ثماراً رائعة. وقد كسب عبدالقادر الرهان في هذا الصدد، حيث استمرت النجاحات مع زملائه، يوسف المهنا، وعبداللطيف البناي، وعبدالرب إدريس، وبدر بورسلي، ويوسف ناصر، وأنور عبدالله، وغيرهم، لعقود طويلة.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

حقق الفنان عبدالكريم عبدالقادر شهرة كبيرة في مرحلة السبعينيات والثمانينيات، بفضل تقديم أغنيات متنوعة شكَّلت علامات مضيئة في مشواره، فلم يكن بلوغ هذه المنزلة دافعاً للاطمئنان، بل كان مُحفزاً له لبذل المزيد من الجهد في التدقيق والتريث في انتقاء أعماله. ومن شدة حرصه كان بعض الشعراء والملحنين الذين يتعامل معهم «الصوت الجريح» يشعرون بالارتباك، بسبب الدقة التي يتبعها في انتقاء أعماله.

وحول هذه الفترة، قال عبدالقادر: «قدَّمت خلال مشواري أغنيات جميلة عشقها الجمهور وأحبَّها، منها: غريب، وأنا رديت، وباعوني، وتُعد هذه الأغنيات محطات جميلة في حياتي، والتقيت من خلالها مجموعة من الأساتذة الشعراء والملحنين، أمثال: عبدالرب إدريس، وبدر بورسلي، وعبداللطيف البناي، وانطلقنا في عمل تغلفه المودة والدقة، واستمرت العلاقة، وقدَّمنا الكثير من الأعمال، ونجحنا، فهؤلاء هم شركاء النجاح الذي منحوني إبداعهم لأشدو به، ويصل إلى المتلقي، وخلال مراحل أخرى من حياتي ألتقيت فنانين آخرين لهم سُمعتهم ومكانتهم، وحققت أيضاً النجاح معهم».

وعن أغنية «غريب»، كلمات الشاعر بدر بورسلي، وألحان عبدالرب إدريس، ذكر عبدالكريم: «دائماً يذكرني بها الجمهور، وكانوا يقولون إنها تميَّزت بإحساس مختلف. ربما ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه الأغنية استغرق الإعداد والتحضير لها نحو عام كامل، وكُنت مع الشاعر بدر بورسلي والملحن عبدالرب إدريس لحظة بلحظة وكلمة بكلمة، لذلك حين أدَّيتها كانت تعيش في داخلي، وكأنها جزء مني، وجاءت بهذا الإحساس الجميل الذي استحسنه الجمهور».

الأغنية في مرحلة الثمانينيات شهدت تطوَّراً في الإيقاع بشكل كبير وأصبحت سريعة

القلوب والعقول

ضمن هذا السياق، تحدَّث الفنان عبدالرب إدريس بأن ثمة علاقة وطيدة تربطه بالفنان عبدالقادر، مبيناً أن المنزلة التي وصل لها عبدالقادر في المجال الفني لم تكن تأتي إلا بفضل جهده الكبير، وصبره الطويل، وجلده الفذ، فكان صبوراً جداً في انتقاء الكلمة، ثم التدقيق بالمعنى، والتريث قبل تقديمها وأدائها، فتجده يرددها بكثرة، لسبر أغوارها، ويتعمَّق في معانيها، ثم يبحث عن اللحن الجميل، فهو لا يميل إلى الألحان الجاهزة، بل يريد الجُمل اللحنية الجديدة التي تخاطب الوجدان، وتسلب العقول والقلوب، رغبةً في تقديم أعمال غنائية يستمر نجاحها طويلاً.

وأوضح إدريس أن علاقته مع عبدالقادر بدأت في بداية حقبة سبعينيات القرن الماضي، و«بوخالد يُعد من أبرز نجوم الغناء في الكويت، وأذكر حينما تعرَّفت عليه عن قُرب، وجدت قواسم مشتركة كثيرة بيننا، وأصف هذا اللقاء بلقاء الأرواح، حيث كان الانسجام عنواناً له».

وعن أغنية «غريب» الشهيرة، التي أداها عبدالقادر، ولحَّنها إدريس، وكتبها بدر بورسلي، ذكر إدريس: «من أبرز الأعمال التي جمعتني بالفنان عبدالقادر أغنية (غريب)، وهي من العلامات البارزة في مشوار تعاوننا».

وأضاف: «أذكر أنني بدأت تلحين الأغنية في أحد شوارع الكويت، بصحبة عبدالقادر، وجاءت فكرة الجُملة اللحنية، فطلبت من (بوخالد) العودة إلى البيت، لتدوينها واستكمال اللحن».

وأشار إلى أن من أبرز الأعمال التي شدا بها عبدالقادر من ألحانه، أغنية «عاشق وظل صبري يطول»، كلمات الشاعر عبداللطيف البناي، مبيناً أن «بوخالد» كان مُتردداً في أدائها، لكن عقب تدخُّل الموسيقار سعيد البنا، الذي كان حاضراً في الاستديو، اقتنع عبدالكريم بحديثه، حيث مدح الأغنية.

ولفت إدريس إلى أن ما يميز صوت عبدالقادر، أنه نادر وجوده في الساحة الغنائية، وإمكاناته الصوتية لا توجد في صوت آخر، كما أن أكثر ما يميز صوته، إحساسه المرهف بالكلمة التي يغنيها، وحرصه على معايشتها، وكأنه هو الشاعر وصاحب المعاناة، فتجد الكلمة تظهر بإحساس كبير، إضافة إلى الموسيقى التي يشعر بكل نغماتها، وكأنه هو الملحن.

«غريب»

تنوَّعت الأعمال التي قدَّمها شدا بها «الصوت الجريح» من ألحان الفنان عبدالرب إدريس، حيث استطاع تقديم أعمال خالدة، منها: «غريب»، و«عاشق وظل صبري يطول»، و«ردي الزيارة»، و«راجع»، وغيرها.

ومن كلمات أغنية «غريب»:

غريب... شايل جروحي والحكي وياي

غريـب... داير وروحي هدّها ممشاي

أمشي وقلبي حزن أمشي

أشكي وطربكم إبكاي

بدت غربتي خطوة مع اللي إنقال

مشت دنيتي طوّل طريقي وطال

قلت الليالي كلّمت حالي

أوّل حبيب أحبه علّمني معنى المحبه

شلون أخليه وأمشي بدنياي غريب

أدري بحاتيه غالي إبعيني وحبيب

أدري في قلبك كلام ودّك تقوله

أدري فيك وأنا معاك تشتاق وتوله

أدري فيك أدري... لا ما يكفي إنّي أدري

ودّي أسمع كلمة منك

كلمة فيها نور عمري... أنا أحبك

قول قول خل تطير الدنيا فيني

قول قول خل ليالي الشوق تجيني

ياللي كلمة واحدة منك

ترسم الدنيا بعيوني

لم يكن اعتلاء عبدالقادر القمة مصدراً للاطمئنان بل كان محفزاً له لبذل المزيد من الجهد

مرحلة الثمانينيات

عن التغيُّرات التي طرأت على الأغنية الكويتية في مرحلة الثمانينيات، قال الراحل عبدالكريم عبدالقادر: «نعم، حدثت تغيُّرات كثيرة في أغنية الثمانينيات، حيث تطوَّر الإيقاع بشكل كبير، وأصبح سريعاً، وهذه سمة الأغنية العربية آنذاك، حيث بدأت الأغاني تتخلص من الإيقاع البطيء أو الهادئ، وبدأت تظهر الأغنيات السريعة التي تواكب سرعة المرحلة، وهذا لا يعني أن فترة السبعينيات كانت خالية من الإيقاع السريع، بل كانت موجودة، لكن نادرة جداً، وفي فترة الثمانينيات كانت الأجواء السائدة هي الإيقاع السريع، فكانت سمة هذه المرحلة هي السرعة.

ومن الأغنيات السريعة، قدَّم عبدالقادر أغنية «أبوعيون فتانة» التي حققت نجاحاً كبيراً، کما قدَّم الفنان حسين جاسم أغنية بعنوان «أبو الموجة».

هذا الاتجاه الجديد في الأغنية الكويتية لم يشكِّل عقبة أمام عبدالقادر، لأنه منذ ولوجه عالم الغناء كان يبحث عن التجديد والتطوير، ولأنه يدرك ذلك جيداً، فكان يتصالح مع معطيات المرحلة، ولا يدير ظهره إليها، بل كان يسعى ليكون جزءاً من هذه التغيُّرات، فيقدِّم فنه بكل صدق وإتقان عبر الأطر الغنائية الحديثة، وربما هذه العقلية هي التي جعلته يقدِّم أغنيات خالدة يستمع إليها الكبار والصغار ومَنْ يُحب القديم والحديث.

«وداعية» استغرقت عاماً كاملاً للتحضير والإعداد

حول أغنية «وداعية»، يروي الشاعر عبداللطيف البناي بعض التفاصيل الدقيقة حول هذا التعاون الذي جمعه بالفنان عبدالكريم عبدالقادر، قائلاً: «تبدو الفترة طويلة جداً، وربما تُثير استغراب البعض، لأنه في وقتنا الراهن يعقد المطرب والملحن والشاعر اجتماعاً واحداً يجهزون من خلاله محتوى ألبوم كامل».

وأضاف: «سأذكر لك تفاصيل أغنية (وداعية)، التي شهدت تعاوني مع الملحن الكبير يوسف المهنا، والمطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، حيث كُنا في إحدى الجلسات التي نعقدها للتحضير للأعمال المقبلة، وعرضت على المهنا وعبدالكريم المذهب الأول للأغنية، إذ لم أُكمل القصيدة كلها، فأُعجبت بالمذهب، لكن المهنا كان على سفر، وقرر الذهاب إلى مصر، فأخذ المذهب معه، ولحَّنه، وحينما كُنا نلتقي، نحاول استكمال المشروع، وكانت لدينا رغبة كبيرة في أن نقدِّم أغنية تشكِّل علامة بارزة، فتريثنا في الكتابة والتلحين، ولا أبالغ إذا قلت إننا كُنا نشترك في كتابة الأغنية كلمة كلمة، وما ننجزه يأخذه المهنا لوضع اللحن له، لكن كُنا نتعامل مع هذه الأغنية بطريقة مختلفة، وكان يوسف يسجِّل ما ينجزه من اللحن، حتى يتسنى له استكماله، ومرَّت الأيام والأشهر، وكُنا نجري التعديلات على الأغنية، وحينما يحضر المهنا إلى الكويت كُنا نجتمع ونناقش هذا المشروع الغنائي، الذي مرَّ على تنفيذه أكثر من 30 عاماً، لكنه حافظ على نجاحه وجماهيريته، ليس فقط لدى أبناء تلك الحقبة، بل استمع إليه أبناء الجيل الحالي، وأُعجبوا به، ونالت الأغنية استحسانهم».

وتقول كلمات «وداعية»:

وداعية يا آخر ليلة تجمعنا

وداعية أعز الناس يودعنا

ليلة ويا عساك تعود

عسى الله يصبر الموعود

أنا بعدك عمر مفقود

دنيا بلا معنى... بلا معنى

لحظة يا بقايا الليل لحظة

لحظة ما بقى بالحيل لحظة

بالهدا يا ليل... ما بقى بي حيل

حسيت إني بانحرم شوفي

ما اقدر أوادع قطعة من جوفي

قال الوداع قال

لحظة وداع قال

وهلت الدمعة وسال

الكحل فوق السواطر

كل دمعة من عيونك

أشتريها بألف خاطر

إنت غربة وأنا بدروبك محطة

آه يا حظي ما وصل يمي وخطّى

بعض الشعراء والملحنين الذين تعامل معهم «الصوت الجريح» كانوا يشعرون بالارتباك بسبب دقته

قاسم مشترك

شكَّلت أغنيات كثيرة علامات مضيئة في مشواره الفني، فكانت الثمانينيات مرحلة جديدة وجميلة في مسيرة «الصوت الجريح»، وعن هذه المرحلة التي كان أحد فرسانها الشاعر عبداللطيف البناي، يقول عبدالكريم: «الشاعر عبداللطيف البناي قاسم مشترك في أغنيات هذه المرحلة، حيث قدَّم لي (وداعية) و(للصبر آخر)، وغيرهما. هو شاعر كبير، أعتز بمعرفته، وهو مقرَّب مني جداً، وعلاقتي به وطيدة، فأنا دقيق في عملي، وأخشى الاصطدام مع الآخرين، لذلك دائرة معارفي في العمل صغيرة جداً. لديَّ أسلوبي الخاص في انتقاء الأغنيات والألحان، وحينما أستمع لقصيدة ما، أطلب إجراء بعض التعديلات، فأخشى ألا يُعجب ذلك الطرف الآخر، لذلك أتجنَّب إحراج نفسي، وفي المقابل لدي مجموعة من الملحنين والشعراء متفاهم معهم، وهم يعرفون أسلوبي وطريقتي».

«رحلتي»

من المفارقات التي حدثت للفنان عبدالقادر، رفضه غناء «رحلتي»، لأنه لم يكن مقتنعاً بكلماتها، واعتذر عن عدم غنائها، وعندما ذهبت للفنان عبدالله الرويشد وغناها كانت سبباً في شهرته عربياً. وعدم غناء «الصوت الجريح» لها، بسبب التدقيق الشديد على كلماتها، حيث لم تُعجبه كلمة «شماتة»، فألغى فكرة أدائها.

«غريب»

تنوَّعت الأعمال التي قدَّمها شدا بها «الصوت الجريح» من ألحان الفنان عبدالرب إدريس، حيث استطاع تقديم أعمال خالدة، منها: «غريب»، و«عاشق وظل صبري يطول»، و«ردي الزيارة»، و«راجع»، وغيرها.

ومن كلمات أغنية «غريب»:

غريب... شايل جروحي والحكي وياي

غريـب... داير وروحي هدّها ممشاي

أمشي وقلبي حزن أمشي

أشكي وطربكم إبكاي

بدت غربتي خطوة مع اللي إنقال

مشت دنيتي طوّل طريقي وطال

قلت الليالي كلّمت حالي

أوّل حبيب أحبه علّمني معنى المحبه

شلون أخليه وأمشي بدنياي غريب

أدري بحاتيه غالي إبعيني وحبيب

أدري في قلبك كلام ودّك تقوله

أدري فيك وأنا معاك تشتاق وتوله

أدري فيك أدري... لا ما يكفي إنّي أدري

ودّي أسمع كلمة منك

كلمة فيها نور عمري... أنا أحبك

قول قول خل تطير الدنيا فيني

قول قول خل ليالي الشوق تجيني

ياللي كلمة واحدة منك

ترسم الدنيا بعيوني

كُنا قد تحدثنا في خبر عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (5- 6) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق