آل هيازع: البرد رفيق ميلادي والمطر لحن بدايتي! - غاية التعليمية
شعرت بحالة الانفصال عندما سافرت إلى الولايات المتحدة
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
أبها البهية جوهرة تتراقص مع الضباب في عناقٍ أبدي
يحتل الدكتور محمد علي آل هيازع مكانة اجتماعية ورسمية مرموقة، كيف لا وهو وزير صحة سابق، ورئيس جامعة جازان، وعمل محاضراً، وعميداً، ووكيلاً ورئيساً لجامعات، له العديد من العضويات، وحقق الكثير من الإنجازات. وهنا فتح قلبه لـ «عكاظ» في حوار رمضاني شيّق ومتنوع..
البرق رفيق ميلادي
• متى كانت ساعة القدوم للدنيا؟
•• أبصرت النور قبل فجر يومٍ شتويٍّ قارس، في أواخر عام 1379هـ، بين أحضان مدينة أبها الساحرة، تلك الجوهرة البهية التي تتراقص مع الضباب في عناقٍ أبدي، حيث تتناغم نسماتها الباردة مع هدوء الجبال وجمال الطبيعة الخلابة.
• أي موسم ولدت فيه؟
•• لقد اختارني فصل الشتاء لأبصر النور فيه؛ إذ كنت قطرة من بين قطرات مطره الباردة المنعشة. فكان البرد رفيق ميلادي والمطر لحن بدايتي.
• ماذا يعني الانتماء لمحافظة أو مدينة أو مهنة؟
•• ما أروع أن تكون بداية حياتك في مدينة أبها، تلك الدرة المتلألئة التي تتربع على تاج وطننا الحبيب، المملكة العربية السعودية، لقد أنعم الله عليها بجمال الطبيعة الآسر وسحر الضباب يعانق الجبال، فصارت رمزاً للتألق والجمال في هذا الوطن الشامخ، وفخرك بانتمائك لهذه الأرض المباركة، التي احتفلنا، أخيرًا، بيوم تأسيسها العريق؛ إذ مرت ثلاثة قرون على تأسيس الدولة السعودية الأولى، هو شعور يتدفق من أعماق الروح. فهي ليست مجرد أرض، بل مهد تاريخ مجيد، ومنارة تضيء دروب المستقبل، تجمع في نسيجها العريق خيوط الأصالة والعزة مع آفاق التقدم والازدهار.
مغامرة صغيرة
• هل نشأت في بيئة قروية، وعلى ماذا استيقظ وعيك المبكر من الأحداث والمواقف والناس؟
•• نشأتُ في مدينة أبها، تلك المدينة التي كانت تعانق بساطة الحياة، بروحها الدافئة وبيوتها الطينية التي تحكي قصص الأجداد. كانت أزقتها الضيقة القديمة تحتضن خطواتنا الصغيرة، وكان سوق الثلاثاء الأسبوعي بمثابة قلب نابض يجمع أبناء وبنات القرى المجاورة، وقد استيقظ وعيي المبكر على هذا العالم البسيط والغني بالتفاصيل. كنت أرى طلاب القرى المجاورة يقطعون المسافات ليصلوا إلى أبها؛ إذ كانت المدارس محدودة العدد، ولم تكن المرحلة المتوسطة وما فوقها متاحة إلا هنا. كانوا يحملون معهم طموحاتهم الصغيرة وحكايات قراهم، فتتشكل في ذهني صورة عن الترابط والصبر والاجتهاد.
• كيف كان أوّل يوم صيام في حياتك؟
•• أول يوم صيام في حياتي كان بمثابة مغامرة صغيرة تحمل نكهة الطفولة ودفء التربية في مجتمعنا المحافظ. كنتُ حينها في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، أخطو خطواتي الأولى نحو فهم هذا الشعيرة العظيمة.
• ما موقف والدتك ووالدك من صومك المبكر، وهل أذنا لك أو أحدهما بقطع الصيام بحكم الإرهاق؟
•• موقف والدي رحمه الله ووالدتي حفظها الله من صومي المبكر كان مزيجاً رائعاً من التشجيع الحنون والمراعاة اللطيفة. كانا يحفزانني بكلمات المديح والدعم، يرسمان لي صورة الصيام كتحدٍ جميل أستطيع خوضه بفخر، خصوصاً وأنا في تلك السن الصغيرة أثناء الصفوف الأولى من الابتدائية. لكنهما، في الوقت ذاته، كانا يراقبانني بعين الرحمة، مدركين أنني طفل ما زلت أختبر حدود طاقتي. لم يكن هناك ضغط أبداً لإكمال الصيام إذا ما شعرت بالإرهاق. كانا يسمحان لي بقطع الصيام إذا بدا عليّ التعب، مع ابتسامة مطمئنة وكلمات مثل «يكفي إلى هنا اليوم، بإذن الله غداً تكمل». هذا التوازن بين التحفيز والتفهم جعلني أشعر بالأمان والثقة، فكنت أعود لتجربة الصيام في اليوم التالي بحماس أكبر. كان ذلك النهج الحكيم منهما بمثابة درس مبكر في أن الدين يسر، وأن النوايا الصادقة هي جوهر كل شيء.
خبز التنور والعريكة
• على ماذا كانت تتسحر الأسرة في ذلك الوقت؟
•• كان السحور في تلك الأيام يعكس بساطة الحياة ودفء التقاليد في أسرتنا بمدينة أبها. كنا نجتمع حول مائدة متواضعة تحمل الأكلات الشعبية التي تعودنا عليها، مثل خبز التنور الطازج الذي يفوح عطره في البيت، يُقدم مع ما تيسَّر من الإيدام، ربما حساء خضار أو مرق لذيذ من صنع والدتي حفظها الله. وكثيراً ما كانت العريكة تتصدر السحور، ممزوجة بسخاء بالسمن البلدي والعسل الطبيعي الذي كان يأتينا من أيدي أهل القرى المجاورة. تلك الأطباق لم تكن مجرد طعام، بل كانت مصدر طاقة يحملنا طوال اليوم، فهي مشبعة ومغذية، تمنع الجوع والعطش من التسلل إلينا.
• ما النشاط المنزلي الذي كنت تُكلّف به؟
•• بحكم أن والدي رحمه الله كان موظفاً في أبها، وعيشنا في قلب المدينة بعيداً عن أعباء الزراعة أو الرعي، لم أُكلَّف بأنشطة منزلية تقليدية كتلك. كانت حياتنا في المدينة تتمحور حول الاستقرار وتوفير بيئة مناسبة للتركيز على الدراسة والنمو الفكري. كنتُ متفرغاً لكتبي الدراسية، لكن شغفي الحقيقي كان يتجاوز ذلك إلى عالم القراءة الواسع. كان والدي يحرص على إحضار مجموعة متنوعة من الكتب والمجلات والجرائد إلى البيت، وكنت أجد فيها ملاذي في أوقات الفراغ.
• أي ميزة كنت تشعر أنك تتميز بها عن أقرانك؟
•• كنتُ أختلف عن أقراني في شيء لم يكن شائعاً بين الجميع في تلك السن الصغيرة. بينما كان الكثيرون يلهون بلعب الكرة ويندفعون وراءها في الشوارع والساحات، لم أكن من عشاقها. كان تركيزي ينصب على المذاكرة، وفي أوقات فراغي كنت أجد ملاذي في القراءة الحرة. تلك العادة - حب الاطلاع والغوص في الكتب والمجلات - هي ما ميزني عن كثير من أصدقائي وأقراني في أبها آنذاك.
هناك شعرت بالانفصال
• من تتذكر من زملاء الطفولة؟
•• زملاء الطفولة والدراسة كثرٌ بحق، وأسماؤهم تتراقص في ذاكرتي كنجوم تنير سماء أيامي الأولى في أبها. يصعب أن أذكر بعضهم دون أن أخشى نسيان آخرين كانوا جزءاً من تلك الحكاية الجميلة. لكن من بين هؤلاء يبرز اسم معالي الدكتور سعود بن سعيد المتحمي، الذي لم تكن زمالته مجرد عبور عابر، بل رحلة طويلة ومميزة امتدت عبر مراحل حياتية مختلفة.
• لماذا يسكننا حنين لأيامنا الأولى في الحياة؟
•• الحنين إلى أيامنا الأولى في الحياة يسكننا؛ لأنه بمثابة نافذة نطل منها على زمن كان يحمل في طياته بساطة ودفئاً لا يُضاهيان. إنه استرجاع لمراحل عمرية كانت تجمعنا بالأسرة والزملاء في مكان واحد، برائحة الماضي وعبقه الخاص؛ إذ كانت الإمكانات محدودة لكن القلوب ممتلئة. في تلك الأيام كان الترابط الأسري والمجتمعي يمثل عماد الحياة، جلسات السحور الهادئة مع الأهل، أصوات الأزقة الضيقة وهي تعج بحكايات الناس، وسوق الثلاثاء الذي كان ينبض بالحياة والتواصل الحقيقي.
• أين شعرت بحالة الانفصال عن القرية وتغير عليك النمط المعيشي؟
•• شعرت بحالة الانفصال عن تلك الحياة الهادئة التي عشتها في أبها عندما سافرت إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستي. قبل البعثة، كانت حياتي في أبها - تلك المدينة الوديعة الحالمة - بمثابة لوحة هادئة مرسومة بألوان البساطة والسكينة، بعيدة عن صخب المدن الكبرى وضجيجها.
لكن عندما وضعت قدمي في الولايات المتحدة، تغير كل شيء. كان الانتقال إلى بيئة جديدة كأنني انتقلت إلى عالم آخر بكل ما تحمله الكلمة من معنى. الفارق كان هائلاً، خصوصاً في ذلك الوقت؛ إذ كانت الحياة هناك تعج بالسرعة والنمط المعيشي المختلف تماماً عما اعتدته. كل شيء بدا غريباً في البداية، من إيقاع الحياة المتسارع إلى ثقافة جديدة لم أكن أعرفها إلا من الكتب والمجلات التي قرأتها في صغري.
• متى بدأت علاقتك بالتعليم؟
•• بدأت علاقتي بالتعليم في سن مبكرة، عندما أكملتُ خمس سنوات من عمري. في ذلك الوقت أخذني والدي - رحمه الله - في خطوة لم أكن أدرك أهميتها حينها، فقد اصطحبني إلى أحد أصدقائه الذي كان يتولى إدارة مدرسة ابتدائية في أبها. وبعد لقاء قصير، وجدتُ نفسي في اليوم التالي أقف على عتبة فصل دراسي، أبدأ رحلتي مع العلم والمعرفة. كانت تلك اللحظة بمثابة البذرة الأولى التي زُرعت في تربة شغفي بالتعلم.
• ما المواقف العالقة بالذهن من تلك المرحلة؟
•• من المواقف العالقة في ذهني من تلك المرحلة الدراسية المبكرة، أتذكر تلك اللحظات الدافئة التي كان والدي - رحمه الله - يرسمها لي. كان يأتي إليّ في وقت الفسحة المدرسية، يأخذني من بين زملائي بابتسامته الهادئة، ويصطحبني إلى مكتبه القريب من المدرسة. هناك، أتناول الطعام - وجبة بسيطة تحمل طعم الحنان والاهتمام - ثم يعيدني إلى المدرسة لأكمل يومي. تلك العادة تركت أثراً عميقاً فيّ، ولم تكن مجرد استراحة من الدراسة، بل كانت رسالة ضمنية عن قيمة التعليم ودور الأب في أن يكون حاضراً في حياة ابنه. زاد ذلك من ارتباطي بالمدرسة وحبي للعلم؛ لأنني شعرت أن التعليم ليس واجباً فقط، بل جزء من حياة مليئة بالدعم والمحبة.
السحور لحظة هادئة
• ما برنامجك الرمضاني من الفجر إلى السحور؟
•• برنامجي الرمضاني من الفجر إلى السحور لا يبتعد كثيراً عن إيقاع حياتي في الأيام العادية، فأحرص على الحفاظ على الانتظام الذي اعتدته. أذهب مبكراً لعملي كما هو معتاد. أحب أن أحافظ على هذا النظام؛ لأنه يمنحني شعوراً بالاستقرار حتى في الشهر الفضيل. ولله الحمد، أشعر دائماً أن الوقت في رمضان يحمل بركة خصوصاً الساعات تمر بنشاط وإنجاز، وكأن اليوم يمتد ليحتضن كل ما أريد تحقيقه.
خلال النهار، أركز على عملي، وأجد أن نسبة إنجاز المهام ترتفع في رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى. ربما لأن الصيام يمنحني تركيزاً أعمق، أو لأن الجو الروحاني يشحنني بالطاقة. بعد العودة من العمل، أقضي وقتاً في العبادة والراحة، ثم أختم يومي بالنوم مبكراً لأستعد للسحور. السحور بالنسبة لي لحظة هادئة أتزود فيها بالطاقة بوجبة خفيفة، ثم أعود للنوم استعداداً ليوم جديد. هذا الروتين البسيط يجعل رمضان مزيجاً من الإنتاجية والسكينة، وأحمد الله على تلك البركة التي تجعل كل لحظة فيه مميزة.
• أي الطبخات أو الأكلات أو الأطباق تحرص على أن تكون على مائدتك الرمضانية خصوصاً المحلية؟
•• في الحقيقة، أنا لستُ من الذين يتمسكون بأطباق معينة أو يصرون على وجود نوع محدد من الطعام على مائدتي الرمضانية. أؤمن بمقولة «نأكل لنعيش، ولا نعيش لنأكل».
لكن السفرة الرمضانية عندنا لا تخلو من اللمسات المميزة بحرص واهتمام زوجتي الغالية، الدكتورة منى آل مشيط. فهي تضفي على المائدة رونقاً خاصاً، وتحرص أن تكون زاخرة بما لذ وطاب من الأطباق، مع مزيج من النكهات المحلية التي تحمل عبق التراث. قد تجد على الطاولة شيئاً من خبز التنور مع الإيدام، أو ربما لمحة من ذكريات أبها مع العريكة الممزوجة بالسمن والعسل، إلى جانب أطباق أخرى تجمع بين البساطة واللذة. أترك لها حرية الإبداع، وهي بدورها تجعل من كل وجبة تجربة تجمع بين الطعم الشهي والاهتمام بصحتنا، فأجد نفسي ممتناً لهذا التوازن الذي تضيفه إلى أيامنا الرمضانية.
مع الزمن تناثر الأصدقاء
• هل تتابع برامج إذاعية أو تلفزيونية، ما هي؟
•• في رمضان، تتجلى إحدى أجمل مزايا الشهر الفضيل في اجتماع الأسرة، خصوصاً عند مائدة الفطور؛ إذ نتبادل الأحاديث ونعيش لحظات الدفء معاً. بعد صلاة المغرب اعتدنا أن نجلس سوياً لمتابعة ما يعرضه التلفزيون السعودي من برامج في الفترة بين المغرب والعشاء. لا أكون عادةً من المتابعين الدائمين للبرامج الإذاعية أو التلفزيونية خارج رمضان، لكن في هذا الشهر أجد متعة في مشاركة الأسرة تلك اللحظات.
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدّم بنا العمر؟
•• يتناقص عدد الأصدقاء مع تقدمنا في العمر؛ لأن الحياة تبدأ في فرض إيقاعها الخاص علينا. مشاغلها تتكاثر، والالتزامات تتراكم - العمل، الأسرة، المسؤوليات اليومية - كلها تأخذ حيزاً أكبر من وقتنا وطاقتنا. ومع الزمن، تناثر الأصدقاء، فمنهم من استقر في مدن أخرى، ومنهم من غاص في بحر انشغالاته الخاصة، فتقل اللقاءات وتتباعد المسافات، جغرافياً ومعنوياً.
• ما حكمتك الأثيرة، وبيت الشعر، واللون الذي تعشق؟
•• الحكمة:
لا تؤجل عمل اليوم إلى غدٍ.
بيت الشعر:
«وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا».
اللون:
الأبيض، لون الصفاء.
• بماذا تحلم؟
•• أحلم بتوفيق الله. ثم أطمح إلى رضا والدتي العزيزة - حفظها الله وأطال في عمرها - فأرى ابتسامتها تملأ قلبي نوراً وسكينة. وأرجو لأبنائي - وفقهم الله - النجاح والسعادة، وأن يهديهم الله إلى طريق الخير والفلاح، فيكونوا مصدر فخر وسرور لي في الدنيا والآخرة.
روح الوحدة والوطن
• هل لك ميول رياضية، ما فريقك المفضل؟
•• لست من هواة متابعة الرياضة بشغف، لكن إن كان لي فريق أفضله، فهو المنتخب الوطني، رمز الفخر والانتماء، الذي أجد فيه تعبيراً عن روح الوحدة وحب الوطن.
• أي قصيدة ترى أنها توزن بماء الذهب؟
•• في الحقيقة أن الأدب العربي يزخر بالعديد من القصائد الرائعة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وجمال اللغة، مما يجعل اختيار واحدة منها أمراً ليس بالهين. كل قصيدة تحمل روحاً خاصة، سواء كانت في مدح النبي أو وصف الطبيعة أو الحنين إلى الأوطان، فكلها كنوز شعرية لا تُقدَّر بثمن.
• أي زمن أو عصر كنت تتمنى لو أنك عشت فيه؟
•• الحمد لله الذي كتب لي العيش في هذا الزمن، فأنا راضٍ تماماً بما أعطاني إياه من خير وبركة. ما تحقق لي من نجاح وسعادة إنما هو بتوفيق الله أولاً، ثم بدعوات الوالدين الطيبة التي رافقتني كالنور في طريقي.
الغوص في الكتب ميّزني عن كثير من أصدقائي وأقراني
السحور لحظة هادئة أتزوّد فيها بالطاقة بوجبة خفيفة
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
كُنا قد تحدثنا في خبر آل هيازع: البرد رفيق ميلادي والمطر لحن بدايتي! - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق