غاية التعليمية يكتُب.. في عالم تتحكم فيه الأرقام ويتصدره الرجال، نجحت أليس والتون في إعادة رسم معادلة النفوذ المالي، لتصبح السيدة الوحيدة ضمن قائمة تضم 17 شخصًا فقط على وجه الأرض تتجاوز ثرواتهم 100 مليار دولار. 

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

إنجازها لم يكن مجرد رقم، بل كان اختراقا غير مسبوق لقواعد اللعبة التي ظلت لعقود طويلة حكرا على الرجال، حيث برز اسم أليس والتون لتكون استثناء نادر، بعد دخولها نادي النخبة الذين تتجاوز ثرواتهم حاجز الـ100 مليار دولار. 

من هي أليس والتون؟

ولدت أليس لويز والتون في 7 أكتوبر 1949 بمدينة نيوبورت بولاية أركنساس، ودرست الاقتصاد والتمويل في جامعة ترينيتي بولاية تكساس، حيث حصلت على درجة البكالوريوس، وبدأت حياتها المهنية كمحللة أسهم في مؤسسة التجارة الأولى، ثم تقدمت في مسيرتها لتشغل منصب نائبة الرئيس بمجموعة بنك Arvest.

وفي عام 1998، أطلقت والتون شركتها الخاصة Llama، التي اتخذت من الاستثمار مجالًا لها، حيث تولت منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي.

أليس والتون ليست مجرد مليارديرة، بل وريثة لإحدى أقوى العائلات الاقتصادية في العالم، فهي الابنة الوحيدة لـ سام والتون، مؤسس "وول مارت"، عملاق تجارة التجزئة العالمي.

ورغم أنها لم تتبع خطى شقيقيها روب وجيم في إدارة الشركة، فإنها استفادت من صعود سهم "وول مارت"، الذي ارتفع بأكثر من 80% منذ بداية 2024، ليعزز ثروتها إلى مستويات غير مسبوقة، لتتجاوز حاجز الـ100 مليار دولار. 

حظيت أليس والتون بتقدير واسع على مدار مسيرتها، حيث نالت عدة جوائز مرموقة، من بينها جائزة جيمس بيرد الإنسانية عام 1997، وجائزة إنجاز الحياة في عام 2000.

كما منحت الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية عام 2009، وتكريمًا لجهودها البيئية، حصلت على جائزة مواطنة البيئة العالمية في 2008، وفي 2014، كرمتها مجلة وول ستريت بجائزة الإبداع تقديرا لإسهاماتها المتميزة.

كسر حاجز المليارات

بحسب قائمة فوربس للمليارديرات، بلغت ثروة أليس والتون 104.2 مليار دولار، مما يجعلها ثاني امرأة في التاريخ تصل إلى هذا الرقم، بعد الفرنسية فرانسواز بيتينكور مايرز، التي تخطت حاجز الـ100 مليار دولار في يونيو 2024 قبل أن تتراجع ثروتها لاحقًا.

لكن ما يميز أليس والتون أنها الوحيدة التي تمكنت من الاحتفاظ بمكانها وسط مجموعة لا تضم سوى الرجال، حيث أن "نادي الـ100 مليار دولار" يضم 17 عضوًا، من بينهم 15 أميركيًا، إلى جانب مليارديرين أوروبيين، لكنها تبقى السيدة الوحيدة في هذا المحفل النخبوي، حيث اعتاد الرجال الهيمنة المطلقة.

أغنى عائلة في العالم

لا تقتصر ثروة أليس والتون على نجاحها الشخصي، بل تنتمي إلى عائلة تعد الأغنى في العالم، فإجمالي ثروة عائلة والتون يصل إلى 329.3 مليار دولار، ما يجعلها تتربع على عرش العائلات الاقتصادية العالمية.

ويتصدر روب والتون، شقيق أليس، العائلة بثروة تبلغ 113.2 مليار دولار، يليه جيم والتون بـ111.9 مليار دولار، بينما تأتي أليس في المركز الثالث بثروة 104.2 مليار دولار، لكنها تبقى الأبرز بحكم كونها السيدة الوحيدة التي تنافس في هذا السباق الشرس.

أليس والتون والطريق نحو التريليون

على الرغم من امتلاكها ثروة طائلة، لم تسعَ أليس والتون للعب دور تنفيذي في "وول مارت" كما فعل شقيقاها، بل اختارت طريقا آخر، حيث كرست جهودها للفن والثقافة.

 وفي عام 2011، افتتحت متحف "كريستال بريدجز" للفنون الأميركية في مدينتها بنتونفيل بولاية أركنساس، ليصبح واحدًا من أبرز المؤسسات الفنية التي تحتفي بالتراث البصري الأميركي.

لكن المستقبل قد يحمل لها مفاجأة أكبر، فوفقًا لتقرير صادر عن "إنفورما كونكت أكاديمي"، تنمو ثروة أليس والتون بمعدل سنوي يبلغ 10.5%، ما يجعلها مرشحة قوية لدخول نادي التريليونيرات بحلول عام 2051، وهو إنجاز لم تحققه أي امرأة في التاريخ.

الثروة ليست مجرد أرقام

رحلة أليس والتون لم تكن مجرد صعود رقمي في قوائم المليارديرات، بل هي قصة تغيير حقيقي في مشهد المال والأعمال. 

فهي لم تكتف بكونها المرأة الوحيدة بين أثرياء العالم الكبار، بل أعادت تعريف مفهوم النجاح، لتثبت أن الثروة ليست مجرد أرقام، بل قوة قادرة على رسم مسارات جديدة، حتى في عوالم كان يعتقد أنها مغلقة على الرجال.