عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (2- 6) - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (2- 6) - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. بعد إصداره أغنية واحدة، تمكن المطرب عبدالكريم عبدالقادر من لفت الأنظار نحوه، حيث لمس المستمع مدى قوة الصوت والأداء المتزن، إضافة إلى الحس الطربي الذي ينساب بين نبرات صوته من خلال أغنية «تكون ظالم»، فكلما صعد في سلم الغناء الموسيقي ظهرت الجماليات الفنية والقدرة الكبيرة في الطرب، فهو يجيد أداء معظم الأشكال الفنية بكل حنكة وتفرد، فلا يجد صعوبة في تسلق السلم الموسيقي، بل يمضي إلى القمة بكل أريحية، ثم يسير ضمن متطلبات اللحن، فتارة يشجي القلوب، وأخرى يكون سبباً في سعادتها. سنتعرف خلال الحلقة الثانية من سيرة «الصوت الجريح»، على الأغنيات التي قدمها خلال فترتي الستينيات والسبعينيات، وحققت شهرة كبيرة، كما سنسلط الضوء على الأسماء الكبيرة التي تعامل معها آنذاك، ومهدت لثنائيات أو ثلاثيات ستستمر طويلاً وتعانق النجاح. كما سنطلع خلال هذه السطور على بعض المواقف والآراء للفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر، والتفاصيل فيما يلي:

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

لم يكن عبدالكريم عبدالقادر يملك صوتا شجيا فقط، بل كان يتصف بالذكاء والذوق الفني الراقي، إضافة إلى الاطلاع والثقافة في الموسيقى والشعر، فكان يدقق في كل كلمة قبل أن يغنيها، فيناقش الشاعر ويقدم اقتراحاته، فلا يجامل على حساب فنه، لأنه يدرك جيداً أنه لا مكان للمجاملة في الفن فهذا النهج عواقبه وخيمة، لذلك كان متصالحاً مع نفسه لا يكترث بالمغريات مهما بلغت، فحافظ على صورته لدى محبيه على مدار نحو خمسة عقود.

أحمد باقر

علاقة طيبة

ارتبط الفنان عبدالكريم عبدالقادر بعلاقة وثيقة وطيبة مع الملحن عبدالرحمن البعيجان الذي قام بتلحين أول أغنية عاطفية بعنوان «تكون ظالم»، واستمر التعامل المبني على الصراحة والشفافية، فكان الطرفان يعرفان قيمتهما، وكل شخص يتعامل مع الآخر ضمن إطار المودة والرغبة في تحقيق النجاح، فهما يدركان أن التألق لا يأتي بالمصادفة بل يستند إلى أمور كثيرة في البحث وتطوير الفكرة وبعد ذلك يأتي الاتفاق على الشكل النهائي ثم التدريب، وأخيراً التسجيل، فكل هذه الأمور لا تحدث إن لم يكن الطرفان على وفاق كبير، لاسيما أن الأغنية خلال الستينيات والسبعينيات كانت تتطلب وقتاً طويلا لتنفيذها، فالمسألة تحتاج إلى أكثر 10 أيام على الأقل، لاسيما أن مدة الأغنية في ذلك الوقت كانت أكبر بكثير من الاغنية في الوقت الحالي لذلك كانت تسمى بالأغنية الطويلة.

علاقة عبدالقادر مع البعيجان استندت إلى الصراحة والشفافية... ولذلك استمر النجاح

ذاكرة المستمعين

قدم الثنائي عبدالكريم عبدالقادر وعبدالرحمن البعيجان أغنيات رسخت في ذاكرة المستمعين، حيث بدأت هذه السلسلة بأغنية «تكون ظالم» أعقبها أغنية «ليل السهارى»، و»لا تسألوني من أحب»، و»ما نسيناه»، و»وين مرساك»، و»نعم نحبك»، و»حبه يا قلبي»، و»زوار»، و»بالهون»، و»تعيش وتسلم»، و»سر المحبة»، و»منزلك عيني»، و»ناطرين أحباب»، و»عزيز وغالي».

حلة كويتية شرقية

ويعد عبدالرحمن البعيجان من أوائل الملحنين الذين ادخلوا الآلات الموسيقية الغربية في الاغنية الكويتية ومن أوائل الملحنين الذين أدخلوا على الأغنية الكويتية المقدمة الموسيقية الطويلة، مستفيدا من دراسته الموسيقى في مصر، فاكتست ألحانه حلة كويتية شرقية تتناسب مع التطورات التي طرأت على الغناء العربي عموما والكويتي خصوصا، ولأنه كان يتميز بمواهب كثيرة صقلها بالدراسة الأكاديمية فإنه لم يترك مجالا في الغناء إلا وقدمه، فكان من أوائل الفنانين الكويتيين الذين قدموا الأوبريت الغنائي.

وغنى له عدد كبير من المطربين الكويتيين منهم عبدالكريم عبدالقادر، حسين جاسم، غازي العطار، يحيى أحمد، فرج الفرج، خليفة بدر، مصطفى أحمد، صالح الحريبي وغيرهم.

مشواره الغنائي لم يكن يسير عشوائياً بل ثمة تخطيط وإعداد جيد

قمم غنائية

لم يكن المشوار الغنائي للفنان عبدالكريم عبدالقادر يسير «عالبركة» بل ثمة تخطيط وإعداد جيد لأي خطوة سيُقدم عليها، وضمن هذا الإطار كان يقول الراحل انه بعد احتضان كبار الملحنين والشعراء له لم يود تقديم عمل بلا دراسة متأنية، فمن بدأ مع هذه القمم الغنائية أصبح في القمة لذلك لم أكن مستعدا للتنازل عن هذه المنزلة، فهؤلاء الشعراء والملحنين الذين دعموا موهبتي وشجعوني، أولهم كان الملحن عبدالرحمن البعيجان حينما طلب مني السفر الى مصر حيث كان يدرس هناك، وقمنا بتسجيل الأغنية وكانت التكاليف آنذاك بسيطة جدا، وفعلا وصلت القاهرة واصطحبني البعيجان إلى الاستديو، ومن المصادفات الجميلة ان الفنانة شادية كانت تسجل إحدى أغنياتها «غاب القمر يا ابن عمي»، وحينما علمت بذلك انتابتني الرهبة وتساءلت كيف سأغني بعد الفنانة شادية وكيف...؟ وكيف...؟، كما ان الفرقة الموسيقية هي ذاتها التي عزفت خلف شادية، وبدأت الافكار السلبية تموج في رأسي، لاسيما أن هذه الأغنية الثانية بالنسبة لي في مشواري، حيث كنت أخطو الخطوات الاولى، ثم دخلت الاستديو وسجلت الأغنية ونجحت «تكون ظالم» وحققت ما كنا نصبو له، وكل هذه الأمور كانت دافعاً لي لمواصلة النجاح والتألق والبحث عن الجديد والمختلف، لأني منذ أن ولجت المجال الغنائي لم أود أن أكون نسخة مكررة من أحد بل بحثت عن ذاتي لتحقيق أحلامي وكذلك حافظت على موهبتي وطورتها بالقراءة والمطالعة والصقل.

«تعيش وتسلم» للشاعر يوسف ناصر أغنية مختلفة جاءت بشكل جديد وجميل

كما تعامل عبدالقادر مع الموسيقار أحمد باقر من خلال عدد من الأغنيات الناجحة، وهو فنان، وموسيقي، وملحن كويتي مبدع، ويعد إحدى أهم العلامات البارزة في الفن الكويتي، وأحد أبرز مؤسسي ومطوري الأغنية الكويتية الحديثة، وقد أثرت أعماله العاطفية والوطنية الحركة الغنائية الكويتية الحديثة وطورتها، وأسهم بإبداعاته في انتشار الأغنية المحلية خارجياً، وبلغت شهرتها خليجيا وعربيّا.

ولد الفنان القدير أحمد محمد باقر في مدينة الكويت، منطقة الشرق، عام 1929، وبدأ حياته الفنية عازفا على آلة العود، وهو دون العاشرة، وأحب الألحان الكويتية الأصيلة، وتعلق بها، ثم انطلق الراحل في مسيرته الفنية الطويلة، اعتبارا من ستينيات القرن الماضي، إذ سجل أول لحن في بداية 1960 لأغنية «لي خليل حسين» غناء شادي الخليج، أتبعها بمجموعة من الألحان الناجحة لأشهر أغاني شادي الخليج، مثل: كفي الملام وعلليني، طاب النشيد، كويت العرب، صدى الماضي، لا يا قلبي، يا اللي شغل بالي، وأنا العربي.

ويُعتبر باقر من أوائل الفنانين الذين قصدوا القاهرة لتعلّم الموسيقى، وعندما عاد إلى وطنه تولّى أبرز المراكز الغنائية، منها إدارة الموسيقى في إذاعة الكويت، وإدارة المعهد العالي للفنون الموسيقية، الذي عُين عميدا فيه، وهو أول كويتي يتقلّد ذلك المنصب، واستمر فيه حتى العام 1983.

«سرى الليل يا قمرنا» للشاعر عبدالله العتيبي كانت المحطة الأولى التي شهدت تعاون عبدالقادر وباقر

وكانت ألحان باقر الوطنية لا تقل تميزا عن ألحانه العاطفية، خصوصا من حيث مطابقة النغم للمعنى، وكان متواصلا مع كبار المطربين، حتى ذاع صيته عربيّا، فغنت له المطربة نجاة الصغيرة أغنية «بلدي المحبوب»، والمطربة عُلية التونسية أغنية «بلدي الحبيب»، وعالية حسين «أنشودة الكفاح»، وسناء الخراز «بالخير ياللي مشيتوا». وتعد أغنية «يا ساهر الليل» الشهيرة التي شدا بها المطرب عوض دوخي، من أبرز الأعمال الغنائية البحرية المطوّرة والتي لا تزال تُذاع حتى الآن.

وكانت المحطة الأولى التي شهدت تعاون عبدالكريم عبدالقادر والموسيقار أحمد باقر أغنية «سرى الليل يا قمرنا» من كلمات عبدالله العتيبي، ثم «اشحدى ما بدالك»، و»طيف الأحبة»، و»أبوعيون فتانة» من كلمات يوسف ناصر، وأغنية «الله ياني ولهان» من كلمات الشاعر مبارك الحديبي وتقول كلماتها:»

الله ياني ولهان ياخلي عليك

ويني وين النسيان وأيامي باديك

انا ياما خليت كل سـكة تتحرى

حتى وانا في البيت قلبي ينطرك برى

الله ياني ولهان ياخلي عليك

ان غبت عني انا جيك

واصل فريجـك ومـره

وان جيتني ياهلا فيك

هلا ألف مـره

في القاهرة انتابته الرهبة وتساءل: كيف سأغني بعد الفنانة شادية؟

ومن الأسماء الكبيرة التي تعامل معها في بداياته الشاعر خليفة العبدالله، وهو من أبرز المؤثرين في الساحة الشعرية الغنائية في السينيات والسبعينيات وله أغنيات خالدة وكثيرة.

ومن الأغنيات التي شدا بها عبدالكريم عبدالقادر، وحققت شهرة أنذاك أغنية «عزيز وغالي»، وهي من كلمات خليفة العبدالله وألحان عبدالرحمن البعيجان وتقول كلماتها:

عزيز وغالي... مهما المسافه بعدتنا

عزيز وغالي

ان كنت سالي...

لا تنسى لحظه جمعتنا

يا عيني... يا أغلى غالي

لو طال بينا البعاد

ما ظنتي تنسى الوداد

خيرة الشوق يجيبك

مهما تبعد عن حبيبك

كل هذا ما يفيدك

وانت تدري واتناساه

واللي ضيعته من ايدك

خيرتك يوم تتمناه

عزيز وغالي

ياليت لي جناحين واسري بليله

واروح حق نور العين وارجع بليله

ما اشوف للقمره ضوى الا ضياه

ما احس بنسمة هوى الا معاه

وافرح معاه... ما أحلى هواه

عبدالقادر يمزج بين لهفة المحب وتطريب المنتشي

بدأ المطرب عبدالكريم عبدالقادر يحقق شهرة كبيرة ليست محلياً بل خليجياً من خلال معظم أغنياته التي حالفها النجاح، حيث قدم أغنية بعنوان «تعيش وتسلم»، وخلال هذا العمل قدم ثلاثي الأغنية عبدالكريم عبدالقادر والشاعر يوسف ناصر والملحن عبدالرحمن البعيجان شكلا جديدا وجميلا، حيث كانت الكلمات معبرة، واللحن جاء مناسبا للإيقاع الموسيقى للمفردة، وتوج ذلك اداء الفنان عبدالكريم عبدالقادر الذي كان يمزج بين لهفة المحب وتطريب المنتشي بعشيقته، وحققت هذه الأغنية شهرة واسعة آنذلك.

وعن علاقة الشاعر يوسف ناصر بالفنان عبدالكريم عبدالقادر، يشير ناصر إلى تميز هذه الصلة بينهما لوجود قواسم مشتركة، ويقول ضمن هذا السياق: «علاقتي بالفنان عبدالكريم عبدالقادر تستند إلى وشائج مشتركة أبرزها حب القراءة والاطلاع والتأني، والرغبة في تقديم أعمال فنية راقية، كما أن الفنان عبدالكريم عبدالقادر يعتبر فألا حسنا بالنسبة لى، فمن خلال التعاون معه والملحن عبدالرحمن البعيجان كانت انطلاقتي في الساحة الغنائية، واستمر التعامل والنجاح على مدار الأعوام، وبالنسبة لي أرى أن فترة التعاون معهما كانت ابرز مراحل حياتي الفنية، ونتج عنها الكثير من الأغنيات الرائعة لاسيما ان عبدالكريم عبدالقادر مثقف جدا، ويمتلك حسا فنيا راقيا، كما انه يدقق كثيرا في عمله الفني، فلا يستعجل في اختياراته، ولا يقدم أي عمل ان لم يكن مقتنعا به، فهو يطبق المنهج الذي يستند إلى اختيار أضلاع الأغنية بكل دقة سواء في الكلمة واللحن والأداء، فهو كان يدقق على طريقة الأداء أيضا، وان لم تعجبه فلا يتردد في إعادة التسجيل رغبة في تقديم الأفضل، فهو كان فنانا بمعنى الكلمة.

ومن أجواء أغنية تعيش وتسلم:

تعيش وتسلم حبيبي

ياعل يحرسك ربي وزولك مايعدم

انت نعيمي انت

وغاية مرادي انت

انت هنايا

بهجة فؤادي

وانت اللي قلبي بحبه يرتاح وينعم

كيد العواذل دور ارضى حبيبك

واحذر حبيبي كلام الواشي يصيبك

شيل الموده في قلبك للي تعزه وتوده

شيل الموده واللي تحبه ويحبك تلقى الهوى الغالي عنده

كُنا قد تحدثنا في خبر عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية (2- 6) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق