غاية التعليمية يكتُب.. يعد شهر رمضان في مصر موسمًا استثنائيًا فيما يخص استهلاك الغذاء، إذ تتغير العادات الغذائية ويزداد الطلب على العديد من السلع الأساسية، مما ينعكس على حجم الإنفاق العام للأسر المصرية. 

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وفي ظل ارتفاع الأسعار، تصبح "فاتورة موائد المصريين في رمضان" محل نقاش واسع، إذ تسجل مستويات قياسية في الاستهلاك، وخاصة في اللحوم، الدواجن، الخبز، الألبان، والبقوليات، ما يفرض أعباء مالية كبيرة على المستهلكين.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نسلط الضوء على فاتورة موائد المصريين في رمضان، في ظل التضخم والواقع الاقتصادي الحالي.

إنفاق المصريين في رمضان

ويصل حجم إنفاق المصريين على الطعام إلى قرابة 2 مليار جنيه يوميًا خلال شهر رمضان، مما يعني أن إجمالي الإنفاق الشهري يبلغ حوالي 60 مليار جنيه.

ويمثل هذا الرقم حوالي 15% من إجمالي الإنفاق السنوي للأسر على الطعام.

استهلاك المصريين من الدواجن في رمضان

وتشير التقديرات إلى أن المصريين يستهلكون خلال رمضان نحو 120 مليون دجاجة، بمتوسط يومي يصل إلى 4 ملايين دجاجة، حيث يشهد الطلب على الدواجن ارتفاعًا بنسبة 35% مقارنة ببقية العام.

ومع بلوغ سعر الدواجن البلدية بين 100 و120 جنيهًا للكيلوغرام، يقدر إجمالي الإنفاق على الدواجن خلال الشهر الكريم بحوالي 14.4 مليار جنيه، ما يعكس مكانتها الأساسية على موائد الإفطار والسحور.

استهلاك المصريين من اللحوم في رمضان

وتمثل اللحوم الحمراء عنصرًا أساسيًا في الوجبات الرمضانية، حيث يرتفع معدل استهلاكها بنسبة 50% خلال الشهر، لا سيما في الأيام الأولى.

مع وصول سعر اللحوم البلدية إلى 450 جنيهًا للكيلوغرام، والمستوردة إلى 350 جنيهًا، بينما تباع اللحوم السودانية عند 280 جنيهًا والمجمدة بسعر 250 جنيهًا للكيلوغرام، يقدر حجم الإنفاق على اللحوم خلال رمضان بحوالي 18 مليار جنيه، مما يجعلها واحدة من أكثر السلع استهلاكًا.

استهلاك المصريين من الخبز والفول في رمضان

ويعد الخبز أحد أكثر المنتجات الغذائية طلبًا في مصر، إذ يستهلك المصريون حوالي 9 مليارات رغيف خلال رمضان، ما يعكس الاعتماد الكبير عليه في وجبتي الإفطار والسحور.

ومع تزايد الطلب على الفول، الوجبة الأساسية للسحور، فإن الاستهلاك السنوي لهذا المنتج الحيوي يصل إلى 700 ألف طن، حيث يرتفع الطلب عليه بشكل كبير خلال رمضان.

وفي ظل وصول سعر الفول المجروش إلى 64 جنيهًا للكيلوجرام، فإن إجمالي الإنفاق على هذه السلعة خلال الشهر الكريم يقدر بنحو 4.5 مليار جنيه.

استهلاك المصريين من الألبان والزبادي في رمضان

وتشهد منتجات الألبان والزبادي زيادة كبيرة في الاستهلاك، إذ يبلغ حجم استهلاك الألبان خلال رمضان 100 ألف طن، بينما يصل استهلاك الزبادي إلى 60 ألف طن، بزيادة تصل إلى 300% مقارنة ببقية العام.

وفي ظل ارتفاع أسعار هذه المنتجات، فإن الإنفاق عليها يقدر بحوالي 6 مليارات جنيه خلال رمضان، نظرًا لدورها الأساسي في وجبة السحور وتعزيز الترطيب خلال فترات الصيام الطويلة.

استهلاك المصريين من السكر والزيوت في رمضان

ويعد السكر والزيت من المكونات الأساسية في تحضير الحلويات والمأكولات الرمضانية، حيث يرتفع معدل استهلاكهما بنسبة 50% خلال الشهر الفضيل.

ورغم عدم توفر أرقام دقيقة حول الكميات المستهلكة، إلا أن الفاتورة الإجمالية لهذه السلع تقدر بمليارات الجنيهات، لا سيما مع ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والسكر مقارنة بالعام الماضي.

تكلفة وجبتي الإفطار والسحور في مصر

ومع ارتفاع الأسعار، باتت تكلفة إعداد وجبتي الإفطار والسحور في مصر تشكل عبئًا إضافيًا على الأسر، خاصة في ظل اعتماد المصريين على اللحوم والدواجن كمكونات رئيسية في وجبة الإفطار، والفول والألبان في السحور.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط تكلفة وجبة إفطار متوسطة تتكون من أرز، خضار، لحم أو دجاج، وسلطة يتراوح بين 200 و300 جنيه للأسرة الواحدة يوميًا، مما يعني أن تكلفة الإفطار خلال رمضان قد تصل إلى 9000 جنيه للأسرة الواحدة.

أما وجبة السحور، التي تعتمد بشكل أساسي على الفول، الجبن، والزبادي، فتتراوح تكلفتها اليومية بين 50 و100 جنيهًا، مما يجعل التكلفة الإجمالية للسحور تصل إلى 3000 جنيه شهريًا، ومع الأخذ في الاعتبار تكاليف المشروبات الرمضانية والحلويات، فإن إجمالي الإنفاق الشهري على الطعام قد يتجاوز 13 ألف جنيه للأسرة المتوسطة.

إنفاق المصريين على ياميش رمضان

يمثل ياميش رمضان جزءًا أساسيًا من العادات الغذائية المصرية خلال الشهر الفضيل، حيث يشهد السوق ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على المكسرات والفواكه المجففة والمشروبات الرمضانية مثل التمر الهندي، السوبيا، والعرقسوس.

وعلى الرغم من تراجع القدرة الشرائية لدى بعض الأسر، إلا أن الإقبال على هذه المنتجات يظل قائمًا، خاصة مع ارتباطها بعادات وتقاليد متجذرة.

ويبلغ حجم استهلاك المصريين من الياميش والمكسرات في رمضان حوالي 80 ألف طن، تشمل التمور، الزبيب، القراصيا، التين المجفف، المشمشية، وجوز الهند، إلى جانب المكسرات مثل البندق، اللوز، وعين الجمل.

ومع ارتفاع الأسعار هذا العام، حيث يتراوح سعر التمور بين 50 و150 جنيهًا للكيلوجرام حسب الجودة، ويصل سعر الزبيب إلى 200 جنيه للكيلوجرام، والقراصيا إلى 250 جنيهًا للكيلوغرام، فإن فاتورة الياميش الإجمالية للمصريين خلال رمضان تتجاوز 6 مليارات جنيه.

أما المشروبات الرمضانية، التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من الموائد، فيشهد الطلب عليها ارتفاعًا ملحوظًا، حيث يقدر إجمالي الإنفاق على هذه المشروبات بحوالي 3 مليارات جنيه، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض الأصناف التقليدية مثل التمر الهندي والكركديه، اللذين يتراوح سعرهما بين 150 و200 جنيه للكيلوغرام.

وبذلك، فإن إجمالي إنفاق المصريين على ياميش رمضان والمشروبات التقليدية قد يصل إلى 9 مليارات جنيه، مما يعكس الأهمية الكبيرة لهذه المنتجات في العادات الغذائية الرمضانية رغم التحديات الاقتصادية.

ارتفاع الفاتورة الاستهلاكية وتأثيرها على الأسر المصرية

وتبرز هذه الأرقام ضخامة الإنفاق الاستهلاكي خلال رمضان، حيث تتجاوز فاتورة الغذاء عشرات المليارات من الجنيهات، مما يزيد الضغوط المالية على الأسر المصرية، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار.

ومع ذلك، يظل شهر رمضان موسمًا للاستهلاك المرتفع، حيث لا تقتصر التحديات على الأفراد، بل تمتد إلى الأسواق التي تشهد تقلبات في الأسعار نتيجة تزايد الطلب على العديد من المنتجات الأساسية.