نقطة: شهر التغيير المؤقت... - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. فور إقفال باب شهر المناسبات الوطنية، انفتح باب شهر الخير والرحمة والمغفرة، جالباً معه المثاليات والمزايدات الموسمية، بمعية المسلسلات والانتقادات السنوية المُعتادة لها، حيث ينشط في هذا الشهر الفضيل الكثير ممن لا يتذكَّرون نعمة الإسلام إلا في آخر يوم من شعبان، حين تتفعَّل لديهم الخاصية الدينية، بعد أن كُنا لا نفرِّق بينهم وبين كفار قريش ومسيلمة ونتنياهو وشارون في بقية أشهر السنة، انظر حولك وستفهم بالتأكيد ما أعني.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
استباقاً لما سيأتي، وتهدئة للنفوس قبل أن تثور وتشتط، فإن المسلسلات في أغلبها قصص خيالية، ولا تمثل المجتمع الكويتي أو العربي أو الهندي أو المكسيكي، كما أنه لا أحد من الأساس يحق له ادعاء تمثيل أي دولة إلا وزارة خارجيتها، وطالما أن الناس أحرار في تصرفاتهم، فمن الطبيعي أن أي مجتمع هو خليط متناقض أو نقيض متخالط - أيهما أصح - فيه المحافظ والمتطرف والمنفتح والمنحل والمجنون وغيرهم، مثل بقية مجتمعات الأرض، وبالتالي لا أحد يمكنه ادعاء الانفراد بتمثيل المجتمع الكويتي ليشتكي من مخالفة المسلسلات لعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا التي تختلف من بيت لآخر.
وبالمناسبة، وبما أن القنوات التلفزيونية، مثل الموائد، مُتخمة في هذا الشهر الكريم بالبرامج الدينية المكررة والأسئلة المعهودة والوجوه المتجهمة، فكُنت أتمنى لو فاجأتنا إحدى القنوات الجريئة هذا العام، وعلى سبيل التغيير، بفكرة برنامج يشرح مفاهيم العلمانية والليبرالية والتسامح وقبول الآخر من وجهة نظر عملية واقعية أو إسلامية معتدلة، فمثلما صار لدينا أدب إسلامي واقتصاد إسلامي وغناء إسلامي، وغيرها من العلوم والفنون التي تم تحجيبها غصباً، فلا أظن أن هناك ما يمنع من بحث ودراسة هذه المفاهيم برؤية إسلامية مجرَّدة وموضوعية، مع محاولة الاستفادة منها قدر الإمكان، ويمكن في مثل هذه الحالة الاستعانة، على سبيل المثال، بآراء الدكتور عبدالله النفيسي، أو طارق السويدان وأردوغان، والذين سبق لهم أن أبدوا آراء متنورة عن مثل هذه القضايا والمفاهيم، لكنها ضاعت في ضجيج التطرُّف وزحام الأحداث وشعبوية مواقفهم الأخرى.
بالنهاية، وقبل العودة للوضع القديم، فلا تنس أخي المسلم أن رمضان مثل المسلسلات والفلوس يروح ويرجع، وهو شهر واحد فقط بالسنة، وما يعني الآخرين أكثر ويهمهم دائماً، هو أن يروا إسلامك في أخلاقك وتعاملاتك وسلوكك المستمر معهم بقية الشهور، أما صلاتك وصيامك وقيامك، فهي لله رب العالمين، هو أعلم بها، ويجازي عليها... وكل عام وأنتم بخير.
كُنا قد تحدثنا في خبر نقطة: شهر التغيير المؤقت... - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق