القرقعيان... يحنّ إلى بساطة الماضي - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. - غنيمة الفهد لـ«الراي»: مصطلح قرقيعان من «قّرت عينج»
-في بدايته لم يكن مخصصاً للأطفال بتاتاً... بل لجيل الشباب من الصبية
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
القرقيعان... عادة رمضانية يمتاز بها أهل الكويت، وموعدها الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من كل عام.
ففي هذا اليوم يجتمع الأطفال في سبيل الحصول على أكبر كمّ من الحلويات، إذ يتجولون في الفرجان على هيئة مجموعات، ثم يطرقون الأبواب مرددين «قرقيعان وقرقيعان بين قصيّر ورميضان...».

منذ 47 دقيقة

منذ 47 دقيقة
لكن الملاحظ، أن أسلوب الاحتفال في القرقيعان قد اختلف ما بين الماضي والحاضر على جميع الأصعدة، إذ بات يعتمد في يومنا الحالي على البهرجة، ويثقل كاهل الأهالي مادياً، على عكس ما كان في الماضي، ربما عند الغالبية.
«أشياء بسيطة»
وأشارت المؤرخة الكويتية غنيمة الفهد، في حديثها لـ«الراي»، إلى أنه «في الماضي، وأتكلم عن حقبة ما قبل النفط، كان أهل البيت يضعون الحلوى في الزبيل وفي داخلها (السبال الكامل، التين المجفف، حلويات بِرميت، جاكليت بوميوه، نخي أخضر محشو بالحلاوة)، هذه الأشياء البسيطة كانت تُوزع في القرقيعان، وكل بيت كان يُعطي الأطفال مقداراً منه، وحينها يردد الأطفال القول (عساكم تعودونه، كل سنة وتصومونه)».
«عادي تدفع 500 دينار!»
وتابعت في سردها: «تفكير بعض النساء اليوم تغيّر في ما يخصّ المال، الأمر الذي يجعلهن يدفعن مبالغ طائلة على القرقيعان من دون حسبان كما كان يفعل أهلنا في الماضي من حرص على كل ما يتم دفعه (كل شيء مقنن)، إذ تجد من الطبيعي أن تدفع اليوم 500 دينار وأكثر على هذه تجهيز الحلويات من مبدأ (عادي، خلني أفرح أولادي).
في المقابل تجد بعض النساء غير المقتدرات مادياً يقُمن بتقليد غيرهن من اللاتي يمتلكن من الخير الكثير، وقد تقوم بأخذ قرض من البنك حتى لا تكون أقل من مستوى غيرها».
«منحنى رهيب»
وأضافت: «لذلك، أنا ضد هذا الأمر، وأؤيد أن يكون المرء بسيطاً قنوعاً بحسب استطاعته ومقدرته المالية، وألا يحمّل نفسه فوق طاقتها فقط ليقارن نفسه وينظر لأعلى من مستواه. القرقيعان، اليوم أخذ منحنى رهيباً، لكنني أقول (اللي عنده خير وايد، ما يخالف.. خله يسوي اللي يبيه، شنو اللي يمنع)، أما الفتاة الفقيرة يجب ألا تقلد غيرها، لأنه لا يصح أن نضع أنفسنا في مصاف الغير ونرهق أنفسنا، وهذا ما علمنا عليه الآباء بأن نقتنع وألا نُقلد، بقولهم لنا دائماً (نحن أسرة كدادة، ونطلع اللقمة بالحسرة) ويجب أن ننظر على ما نملكه فقط».
«قّرت عينج»
وأوضحت الفهد، عن أصل كلمة «قرقيعان»، قائلة «لدينا عبارة جميلة كان يتداولها قدماء أهل الكويت، لكنها ذابت مع الأيام، إذ إن الجيل الجديد لا يمكن أن يقولها كما أنه لا يعرفها، وهي (قرّت عينج)».
وتابعت: «في اللهجة الكويتية تعني البشرى والفرحة، وتقال – على سبيل المثال - عندما يعود الرجل من رحلة الغوص الطويلة، فيجد الجميع يهنئ على سلامته بالقول (قرّت عينكم) باعتبار أنه دعاء محبب. وكذلك شهر رمضان المبارك، عندما يأتي وصولاً إلى منتصفه في اليوم الـ15 بالخير والنعمة والاستقرار، فنقول (قرّت عينكم بمنتصف رمضان)، ومصطلح قرقيعان أتى وحُرّف من هذه الجملة السالف ذكرها».
«للصبية فقط»
وأوضحت الفهد، أن القرقيعان في الماضي كان للصبية فقط، إذ «هي حكاية قد لا يصدقها العقل، فالقرقيعان في بدايته لم يكن مخصصاً للأطفال بتاتاً، بل هو لجيل الشباب من الصبية من عمر السادسة عشرة وصولاً إلى الثلاثين، حيث تراهم يخرجون ويقرقعون ويصفقون في الفرجان (...) ليصبح بعدها للأطفال فقط».
«كلمات رائعة»
أما عن الأغاني التي كان يرددونها، فقالت: «كان الصبيان يضعون الريش ويصبغون الوجه بالسنون الأسود (لهب الجدر) ويضعون البراطم الوردية لإخافة الفتيات الصغار كي يهربن ومن ثم يأخذون قرقيعانهن. أما البنات، فتجد فيهن الرقة، حيث إنهن يرددن الغناء بالقول (قرقيعان وقرقيعان بين قصيّر ورميضان) والذي يعني ما بين شعبان ورمضان، (عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام، يا ربي يخلي فلانة، يا ربي خلها لأمها، عسى البقعة ما تخمّها) والبقعة هي الموت، (ولا نواسي على أمها)... فعلاً هي كلمات جميلة ورائعة جداً».
وأوضحت الفهد أنه في حال عدم منحهم الحلويات، «كان الأطفال يرددون أمام أصحاب البيوت يمتعنون عن إعطائهم الحلويات، بالقول (ويص ويص كل بيتكم وصاويص)».
«في الماضي... الأهالي يعرفون بعضهم»
حول الاختلاف الذي طرأ على فكرة القرقيعان ما بين الماضي والحاضر، قالت الفهد: «حصل فرق كبير، ففي الماضي كانت الكويت كلها عبارة عن فرجان، وجميع الأهالي يعرفون بعضهم البعض، وكما يقال (كلنا عيال قريّة، وكلن يعرف خيّه). أما اليوم، وبسبب الاتساع الجغرافي، لم يعد الجار يعرف من هو جاره الذي يقطن بجانبه وفي الحيّ نفسه، الأمر الذي دفع كثيراً من الأهالي من منع أبنائهم من الخروج في الفرجان وطرق الأبواب لأجل القرقيعان».
وأضافت: «في الماضي، فقد كنا جميعا كويتيين أصيلين ومعروفين، وكل واحد يعرف أهل الثاني، وجميع البيوت تعتبر بيوت حمايل، الأمر الذي اندثر في يومنا الحالي بشكل كبير».
كُنا قد تحدثنا في خبر القرقعيان... يحنّ إلى بساطة الماضي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق