إلى متى ستظل الأرض قادرة على احتضان الحياة؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

إلى متى ستظل الأرض قادرة على احتضان الحياة؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. إذا استطاعت الحياة على الأرض البقاء بعد انتهاء الحقبة البشرية، فستواجه لا محالة تهديدًا آخر من الفضاء الخارجي في نهاية المطاف.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

سيصل الأمر حتمًا -بازدياد سطوع الشمس مع تقدمها في العمر- إلى أن تتداخل مع دورة الكربون الدقيقة في كوكبنا، ما سيؤدي في النهاية إلى استنزاف ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي إلى الحد الذي سيتسبب في موت النباتات.

لكن لحسن الحظ، فهذا الأمر لن يحدث قبل 1.6 مليار سنة على الأقل من الآن، كما يشير عالم الفيزياء الجيولوجية بجامعة شيكاغو آر جيه جراهام وزملاؤه. ويشير البحث إلى إمكانية مضاعفة فترة العمر المتوقعة للنباتات والحيوانات.

هذه أخبار سارة لكل من يأمل في حياة خارج الأرض، لأنها تجاوزت كثيرًا التقديرات السابقة لفترة العمر المتوقعة للمدة التي يستطيع كوكب الأرض الحفاظ فيها على محيط حيوي صالح للحياة، ومن ثم فهو يزيد من الفترة الزمنية المتوقعة لإمكانية حدوث تطور للحياة على الأرض.

كتب جراهام وفريقه في بحثهم: «تُشير النتائج إلى أن إمكانية ظهور حياة ذكية قد لا تكون بتلك الصعوبة التي ذكرها بعض العلماء السابقين بل على العكس يمكن أن تكون أكثر شيوعًا، ومع أن إمكانية حدوث مسار عملية تطور الحياة الذكية هو شيء شديد الندرة، فإن هذا لا يقلل من إمكانية حدوثها».

وبالنظر إلى وضعنا الحالي، قد يكون من غير المنطقي افتراض أن زيادة حرارة الشمس ستؤثر بسرعة على انخفاض معدلات الكربون في الغلاف الجوي. ولكن سيكون معدل زيادة الحرارة أبطأ بكثير من المعدل الحالي، ما يؤكد على اختلاف العمليات البيولوجية مع مرور الوقت.

تؤثر الظروف الجوية -مثل الرياح والأمطار- على تآكل صخور السيليكات الأرضية وتعريتها مع مرور الزمن، ما يساعدها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، الذي غالبًا ما يدفن بواسطة العمليات الجيولوجية الأرضية، ثم يُطلق بعد ذلك في الغلاف الجوي بواسطة الأنشطة البركانية. لتكتمل بذلك دورة كربونات السيليكات الجيوكيميائية. وهذه أكبر دورة غير عضوية للكربون على كوكب الأرض، وتغير من نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض على مدى فترات زمنية طويلة تصل إلى ملايين السنين.

لكن سطوع الشمس يزداد بنسبة 10% كل مليار عام، وهذا يرفع درجة حرارة الأرض تدريجيًا، وتزداد معه الظروف الجوية التي تساعد على تَكشف صخور السيليكات مثل الرياح والأمطار، ومن ثم يزداد امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهذا له تأثيره السيء على النباتات وجميع أشكال الحياة الأخرى التي تعتمد على ثاني أكسيد الكربون.

ووضح الباحثون: «سوف يخلق هذا بيئة مُجهدة جدًا على نحو متزايد للنباتات الأرضية، وسيقود في النهاية إلى انقراض النباتات بسبب نقص ثاني أكسيد الكربون أو بسبب درجة الحرارة المتزايدة».

ولكن وجد جراهام وزملاؤه أنه ومع ضعف اعتماد الظروف الجوية على درجة الحرارة كما تُشير البيانات الحديثة، فإن التفاعل الذي يحدث بين المناخ ودرجة الحرارة ليس بالدرجة التي تصورها البعض، ما يعني أن انخفاض ثاني أكسيد الكربون سيكون أبطأ وربما قد يُعكس مؤقتًا، وهذا سيؤخر انقراض النباتات لمدة تصل إلى 1.86 مليار سنة من الآن.

لا يزال الباحثون مع ذلك غير واثقين تمامًا في أن تكون النماذج الخاصة بهم تضمنت جميع المتغيرات والعوامل، مثل (رد فعل الغيم – Cloud feedback) وهو صلة بين السُحب ودرجة الحرارة السطحية للهواء، والدورة الهيدرولوجية، التي قد تغير نتائج البحث.

وأضاف جراهام: «يتطلب الأمر نموذجًا أكثر دقة من الناحية الحسابية، مثل نموذج مناخي عالمي مقترن بنموذج أرضي تفاعلي مع النباتات، وهذا سيكون ضروريًا لحل مثل هذه التأثيرات، وقياس تأثير العوامل المختلفة على عمر الغلاف الحيوي في المستقبل».

وجد جراهام وفريقه -في عدة سيناريوهات- أن (النباتات من النوع ثلاثي الكربون – C3 plants) -التي تمثل الغالبية العظمى من الحياة النباتية على الأرض وتقل كفاءة عملية التمثيل الضوئي بها عندما تكون الظروف الجوية أكثر حرارة أو سطوعًا- ستنقرض قبل النباتات من نوع رباعي الكربون – C4 plants. وهذا يترك لنا نحو 500 مليون سنة إضافية توجد بها نباتات من نوع رباعي الكربون فقط، مثل قصب السكر والذرة.

من المؤكد أن نقص الحياة النباتية سيؤدي إلى انخفاض الحياة الحيوانية أيضًا، بسبب قلة الغذاء وانخفاض كمية الأكسجين كثيرًا. ولكن ربما ستظل بعض الميكروبات اللاهوائية على قيد الحياة إلى أن تصبح حرارة الشمس شديدة لدرجة غليان المحيطات.

وهذا بالطبع إن لم يدمر البشر مساحات شاسعة من الحياة بسبب التغير المناخي الذي يعدُّ الإنسان مسؤولًا عنه.

وكتب جراهام وزملاؤه: «إذا كان وجود حياة خارج كوكب الأرض ممكنًا، فقد يكون بإمكاننا اختبار استنتاجاتنا عن طريق الملاحظات المستقبلية للبصمات الحيوية على الكواكب الأخرى التي تقع خارج المجموعة الشمسية».

نُشرت هذه الدراسة في مجلة The Planetary Science Journal.

اقرأ أيضًا:

ناسا تطلق رحلتها لاستكشاف الحياة على قمر المشتري يوروبا

هل يمكن أن تقود الطحالب رحلة بناء الحياة على سطح المريخ؟

ترجمة: محمد إسماعيل

تدقيق: تمام طعمة

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

كُنا قد تحدثنا في خبر إلى متى ستظل الأرض قادرة على احتضان الحياة؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق