تشييعٌ طوى مرحلة و... لبنان إلى الحضن العربي - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. - وزير الدفاع الإسرائيلي: تتخصصون بالجنازات ونحن بالانتصارات
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
لم تكد أن تنتهي مَراسمُ التشييعِ الحاشد للأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله وخليفته السيد هاشم صفي الدين في بيروت، مساء أمس الأحد، حتى وُضعتْ في الشكل (حجم المشاركة) والمضمون والتداعيات السياسية المرتقَبة في «الغربال»، وسط اقتناعٍ بأن الحزبَ طوى أمس صفحةً طبَعَها شخصٌ تَعاظَم دورُه المحلي والإقليمي مع انفلاشِ نفوذِ «المحور الإيراني»، ليشكّل اغتيالُه الإشارةَ الأبرز إلى بدء مرحلة الانحسارِ التي مرّتْ أيضاً بسورية وقبْلهما وبعدهما بغزة.
«حزب الله» - إيران - إسرائيل - لبنان الرسمي... 4 أطراف تقاسموا المشهد غير المفاجئ الذي رسمتْه أمواج من الناس في يوم الوداع لنصر الله (اغتيل في 27 سبتمبر الماضي) وصفي الدين (اغتيل في 3 أكتوبر) والذي انطبع بمزيجٍ من العناصر العاطفية والسياسية ذات الأبعاد الداخلية والإقليمية، التي تعكس وقْعَ اغتيالِ 27 سبتمبر الذي لم يعُد ما قبله كما بعده على أكثر من مستوى.

منذ 50 دقيقة

منذ 50 دقيقة
فالحزب الذي واجهتْ بيئتُه للمرة الأولى منذ نحو 5 أشهر «حقيقةَ» شطْب إسرائيل القائد الأبرز للحزب منذ تأسيسه، بدا من خلال الحشد وكأنه يعلن بالدموع والقبضات المرفوعة وفوق ركام الحرب الطاحنة «باقون ومستمرون»، راسماً ملامح المَرحلة المقبلة التي يَحكمها اتفاق وقف النار مع إسرائيل ومندرجاته المحمّلة بـ«المفخخات» غير المَخْفية والتي يقاربها الحزب بما يشبه «ازدواجية» التسليم للدولة بتحرير الأراضي التي أبقتْها تل أبيب تحت الاحتلال (التلال الخمس) والتمسّك بخيار المقاومة.
وإيران التي كانت الأكثر حضوراً في التشييع (بعد الحشود) عبر وفدٍ رسمي تَقَدَّمَه رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي ونحو 40 نائباً، ومن خلال إلقاء السيد علي خامنئي كلمة تلاها باسمه ممثله في العراق السيد مجتبى الحسيني أكد فيها أن «المقاومة ومواجهة الاستكبار باقية»، حاولت من قلب بيروت إعلان أن «المحور» مازال قائماً وإن تقطّعت أوصال ساحاته، وهو ما عبّرتْ عنه المشاركة الكثيفة لممثلين وقادة في الحشد الشعبي العراقي والحوثيين وفصائل أخرى حليفة لطهران، وهي المشهدية التي شكّلت في «وجهها الآخَر» إحراجاً للبنان «العائد» إلى الحضن العربي، بوصفه «حزام الأمان» الطبيعي لطيّ صفحة تحويل البلاد «حزاماً ناسفاً» لمشاريع إقليمية.
وإلى إيران التي كانت صاحبة التمثيل الخارجي الرسمي الوحيد، في موازاة حضور لوفودٍ وأفراد من دول عدة (أعلن حزب الله أنها 79)، تعمّدتْ إسرائيل أن تترك «توقيعاً» على يوم التشييع الذي واكبتْه جواً و«بالنار» وبمواقف وفيديوهاتٍ جاءت في سياق الحرب النفسية.
ولم يكن عابراً أن ترسل إسرائيل 4 طائرات حربية (F16 و F35) حلّقت على علو مخفوض جداً فوق بيروت ومكان التشييع، وهو ما تباهى به وزير دفاعها يسرائيل كاتس الذي أعلن أن «الطائرات التي تحتفل الآن في سماء بيروت فوق جنازة نصرالله، تنقل رسالة واضحة: من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجم إسرائيل - فهذه هي نهايته»، وأضاف: «تتخصصون بالجنازات ونحن بالانتصارات».
وفيما كشف بعدها مسؤول إسرائيلي أن الطائرات الأربع هي نفسها التي اغتالت نصرالله في 27 سبتمبر بأطنان من المتفجرات التي حملتْها صواريخ خارقة للتحصينات، نشر الجيش الإسرائيلي فيديوهات جديدة لعملية الاغتيال والضربة الهائلة في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت حيث كان الأمين العام لـ «حزب الله» يتحصّن على عمق أكثر من 30 متراً.
توازياً، شنّ الطيران الإسرائيلي أكثر من 13 غارة نهاراً على جنوب لبنان (بما في ذلك قضاء صور) والبقاع، في تطور لم يحصل منذ اتفاق وقف النار.
أما لبنان الرسمي، الذي شارك في التشييع عبر رئيس البرلمان نبيه بري الذي مثّل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في الوقت الذي أوفد رئيس الحكومة نواف سلام وزير حزب الله محمد حيدر لتمثيله، فنجح في إدارة هذا اليوم الحساس أمنياً وسياسياً بإجراءاتٍ حالت دون احتكاكاتٍ على خطوط التماس الطائفية والمذهبية، وإن برزت مخاوف من حصولها ليلاً، وبعملية ترسيمٍ واضحة لموقف غير مسبوق تجاه إيران وأي توريط للبنان في حروب جديدة.
وتولى الرئيس جوزف عون تظهير هذا الموقف المتقدّم خلال استقباله رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف وعراقجي قبيل مشاركتهما في التشييع، إذ قال للوفد الإيراني «لقد تعب لبنان من حروب الآخَرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين».
ونوّه الرئيس اللبناني، الذي يُتوقع أن يدشّن من المملكة العربية السعودية عودة لبنان إلى الحضن العربي بعد أن تنال حكومة نواف سلام ثقة البرلمان (بحلول الأربعاء)، «بما صدر عن قمة الرياض والتي شاركت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما على تأكيد حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وعلى أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين».
وبعدما شارك قاليباف وعراقجي في مراسم التشييع التي اقتصر الحضور السياسي اللبناني فيها على غالبية الأحزاب الموالية لـ«الممانعة» و«التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، برز أن الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أطلّ على الحشود من خلال الشاشة في خطاب اعتبر فيه أنه بعد اتفاق وقف النار «أصبحنا في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها».
كُنا قد تحدثنا في خبر تشييعٌ طوى مرحلة و... لبنان إلى الحضن العربي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق