غاية التعليمية يكتُب.. لا تعمل البراكين وفقًا لمقاييس زمنية محددة، فقد تهدأ طوال قرون، ثم تعود إلى الحياة بثوران مدمر، وقد يستمر ثورانها أيامًا أو عقودًا، وغالبًا ما يكون من الصعب التنبؤ مسبقًا بمدة استمرار الحدث. ما هو الفرق بين البركان النشط والخامد والمنقرض؟ سنجد أن تعريف البركان الخامل والمنقرض أصعب من تعريف البركان النشط.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

رسميًا، لكي يُعد البركان نشطًا وفقًا للعلماء، يجب أن يكون قد ثار في مرحلة ما خلال العصر الهولوسيني الذي بدأ منذ 11700 عام في نهاية العصر الجليدي الأخير، فيما يُعد البركان الذي لم يثر في عصر الهولوسين منقرضًا.

يقول بن كينيدي لموقع لايف ساينس -بوصفه عالم براكين في جامعة كانتربري في نيوزيلندا- إن هذا التمييز القائم على المقياس الزمني الجيولوجي اعتباطي إلى حد ما، فالبراكين لا تعرف أو تهتم بمتى بدأ عصر الهولوسين، ولكن يوجد سبب مادي وجيه ليُعد البركان منقرضًا بعد أن ظل هادئًا أكثر من 11000 عام.

ووضح قائلًا: «يتعلق الأمر بالإطار الزمني الذي يمكن خلاله الإبقاء على غرفة صهارة تحت الأرض مملوءة ببعض السوائل فيها التي قد تثور. بعد كل هذه السنوات، معظم غرف الصهارة والأنابيب البركانية التي تغذيها سوف تتبلور إلى صخور صلبة، ما يجعلها غير قادرة على الثوران».

لكن يوجد استثناء وهو البراكين العملاقة الضخمة التي تحتوي على غرف ضخمة من الصهارة، فكثيرًا ما تكون هذه البراكين نشطة بوضوح ولم تنفجر في العصر الهولوسيني. توجد مثلًا في كالديرا يلوستون صهارة متحركة تدعمها، ما يتسبب في حدوث زلازل صغيرة، وتسخين كثير من الينابيع الساخنة والسخانات (الفوارات الأرضية)، ولكن آخر ثوران نشط حدث منذ سبعين ألف عام، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

قال كينيدي: «نطلق على هذه الأنظمة في كثير من الأحيان اسم (المضطربة)، فهي تظل ساخنة، إذ توجد القليل من الصهارة هناك وهي تفعل شيئًا ما. لكنها لا تثور بالضرورة».

يعد مصطلح البراكين الخاملة أكثر غموضًا، فوفق كينيدي هذا المصطلح عامي أكثر منه علمي، لأن خامد قد تشير إلى بركان نشط لا يثور حاليًا ولكنه قد ينبض بالحياة في أي لحظة، أو قد تشير إلى بركان قديم جدًا من غير المرجح أن يثور مرة أخرى ولكنه لم يتجاوز عتبة الانقراض الرسمي التي تبلغ 11 ألف عام، ويقول كينيدي: «أظن أن استخدم مصطلح خامد كمصطلح متداخل، ولكنه ليس مفيدًا».

تتمتع كثير من البراكين النشطة بفترات خمول طويلة، فقد ثار مثلًا جبل سانت هيلينز في واشنطن بين عامي 1800 و1857، ثم هدأ قبل أن ينفجر انفجارًا كبيرًا عام 1980، ولم يثر جبل تاراناكي المغطى بالثلوج في نيوزيلندا منذ عام 1800 ولكن من المتوقع أن يثور مرة أخرى، فوفقًا لمعهد الأبحاث الجيولوجية (GNS Science) يشير التاريخ الجيولوجي للجبل إلى أنه يشهد ثورانات كبيرة كل 500 عام أو نحو ذلك مع ثورانات أصغر كل 90 عامًا.

ولعل واحدة من أكثر الصحوات البركانية دراماتيكية بدأت بالحدوث من ديسمبر 2023 في أيسلندا على شبه جزيرة ريكيانيس، فهناك بدأت فجأة مجموعة فوهات سوندهانوكور في غرب أيسلندا -التي لم تكن نشطة طوال 800 عام- بفتح سلسلة من الشقوق، ما أدى إلى إطلاق تدفقات الحمم البركانية النارية، واستنادًا إلى التاريخ الجيولوجي للمنطقة، يتوقع علماء البراكين أن يستمر النظام البركاني في الثوران طوال قرون.

اقرأ أيضًا:

لم يكن البركان الكارثة الوحيدة التي دمرت بومبي!

اكتشاف بركان ضخم جديد ينفجر على قمر كوكب المشتري آيو

ترجمة: شهد حسن

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر