قراءة في كتاب «القيامة السورية» لوالد الشرع - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. الإضاءة على تاريخ سورية تمر من بوابة «الشرع»... هكذا يبدو المشهد الجديد بعد سقوط حكم آل الأسد ومجيء «السيد القائد» أحمد الشرع...
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
هناك نوع من التركيز على دور هذه الأسرة، لم يكن متاحاً الحديث عنه في عهود «الاستبداد العلوي» كما هو حاصل الآن.
كتاب وصلني هذا الأسبوع من الصديق الطيب الدجاني بعنوان «قراءة في القيامة السورية» للمؤلف الدكتور حسين علي الشرع، والد أحمد الشرع (الجولاني سابقاً) لم تظهر فيه سنة النشر ولا اسم الناشر ولا الدولة التي طبع فيها.
المؤلف حاصل على شهادة الدكتوراه، وسبق أن عمل رئيس تسويق النفط بمجلس الوزراء في حكومة عبدالرؤوف الكسم عام 1980 كخبير اقتصادي في سورية والقطاع الخاص في السعودية، وله 11 كتاباً بالشأن الاقتصادي والنفطي وعشرات المقالات المتخصصة في السياسة والتنمية.
يخصص الفصل الأول لمرحلة الاستقلال وصولاً إلى 1970، ويشير إلى سورية تحت حكم بشار الأسد لمدة 29 سنة وهي أطول فترة حكم لشخص واحد منذ الدولة الأموية وما تلاها، والذي قام بخنق الدولة السورية من خلال تعطيل العمل بالدستور ومنع الحياة الحزبية وعدم إجراء أية انتخابات محلية أو لمجلس النواب.
أما القيادة القطرية فهي المشرّع وهي السلطة التنفيذية، والتأكيد على حالة الطوارئ والمحاكم العسكرية والسيطرة على القَضاء والقُضاة وحتى الوظيفة العمومية الخاضعة للحزب وسلطته.
جاءت مرحلة بشار الأسد عام 2000 بعد وفاة والده الذي أنهكه المرض وظل سنوات يكابر ولا يتنحى، وخلال تلك السنوات استغل المسؤولون والمقربون مرضه، فتقاسموا امتيازات الدولة، لكل منهم قطاع يلعب فيه ويجمع الثروات وأكثر المستفيدين إخوانه وأنسباؤه والحلقة الأمنية وقادة الفرق وقادة الألوية ورؤساء الأجهزة الأمنية.
يستعرض عهد بشار الأسد بشيء من التفصيل وكيف رمى نفسه في أحضان إيران وحزب الله خدمة لبقائه في السلطة، وتطرق إلى بدء الثورة السورية التي انطلقت من درعا وصولاً إلى «المأزق» الذي وصلت إليه الثورة وبشار مازال في الحكم حيث ساهم بتمزيق النسيج الوطني والتقسيم الذي عاشت فيه المحافظات.
يأتي إلى فصل مهم وهو «الإمكانات الذاتية للقيامة السورية»، ويفرد لها باباً كاملاً، ويسرد أحوال دول سبق أن مرت بتجارب الحروب وتعرضت للمآسي مما يعطيه الأمل بإمكانية القيامة السورية بعد انتهاء الحرب بكل آلامها وقوتها التدميرية، مع علمه بأن الشروط والظروف مختلفة.
يحدد والد أحمد الشرع 13 شرطاً للقيامة السورية، قبل أن يصل ابنه إلى القصر الرئاسي في دمشق وهي: 1- انتهاء محنة الحرب 2- حدوث انتقال سياسي يتناول قمة الحكم
3- تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد 4- شرط النزاهة التامة للهيئة الانتقالية 5- تأسيس جيش وطني جديد يقطع القيادات التي قتلت أو ساهمت في قتل السوريين
6- الدعوة إلى انتخابات برلمانية وإدارة محلية وقانون انتخابي على أساس الدستور الجديد 7- نظام برلماني وسلطة تنفيذية هي الحكومة 8- الفصل التام بين السلطات الثلاث
9- استقالة الحكومة الجديدة بعد إجراء الانتخابات
10- تكليف الحزب الفائز بأكبر عدد من الأصوات داخل البرلمان بتشكيل الحكومة 11- مدة الرئاسة (رئيس الدولة) أربع سنوات
12- استمرار فرض التجنيد الإجباري 13- تشكيل أجهزة الأمن بموجب قوانين يعدها البرلمان.
وفي الفصل السادس يتحدث عن إعادة الإعمار السريع وتجربة الإدارة الذاتية والسيناريوهات المحتملة والممكن اتباعها «للقيامة السورية» من جديد.
لقد رسم والد «السيد القائد» أحمد الشرع تصوراً حقيقياً لكيفية بناء الدولة الجديدة في سورية يعلن بكل وضوح «لقيامة سورية جديدة» لابد من قطعها نهائياً عن النظام الذي ظل قائماً لخمسين سنة سابقة ولاحقة وكان طابعه شخصانياً.
إذا صح أن الكتاب فعلاً لوالد أحمد الشرع كما هو مطبوع في الصفحة الأولى باسم «د. حسين علي الشرع» نكون أمام شخصية فذة... ومن يطالع مجرى وتطور الأحداث منذ 8 ديسمبر 2024 إلى الآن فسيخرج بانطباع يحتمل الصواب والخطأ بأن المؤلف هو من رسم السيناريوهات ووضع المخططات للمرحلة الانتقالية التي نشهدها الآن!
كُنا قد تحدثنا في خبر قراءة في كتاب «القيامة السورية» لوالد الشرع - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :