أشجار الكونوكاربس... صديقة البيئة وعدوة البنى التحتية - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. في موازاة ملاءمتها للبيئة الكويتية من خلال قدرتها الفائقة على تحمل الحرارة والجفاف وسرعة نموها، تشكل أشجار «الكونوكاربس» واحدة من سجل الأزمات التي تعانيها وزارة الأشغال العامة إلى درجة أنها أطلقت عليها لقب «الشجرة الملعونة في الكويت».
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ولأشجار «الكونوكاربس» مع الدول الخليجية علاقة وثيقة تمتد عقوداً ماضية، استطاعت خلالها تلك الأشجار، بما تمتاز به من قدرة على تحمل الحرارة والجفاف أن تكون خياراً مثالياً لتزيين الشوارع وإنشاء مصدات رياح حول المدن، بيد أنها برغم فوائدها الجمالية بدأت بعض الدول، وعلى رأسها الكويت، تعاني من مشاكل تلك الأشجار على البنية التحتية.
وفي جولة لـ«الجريدة» على أعمال الصيانة في منطقة الفيحاء وصف المهندس عبدالله المطيع أحد أعضاء الجهاز الإشرافي على أعمال الصيانة الجذرية التي تجريها «الأشغال» تلك الشجرة بأنها «ملعونة»، معتبراً أن مشاكلها أكثر من فوائدها، إذ تتسبب بضرر كبير للبنية التحتية مثل «مجاري تصريف الأمطار والصرف الصحي» إضافة إلى ضررها على الأرصفة والأسفلت، إذ يتسبب بحث جذورها عن المياه في أعماق التربة أو على الأسطح بإلحاق الضرر بخطوط المياه ومجاري الصرف، مما دفع عدداً من دول الخليج إلى إيقاف زراعتها.
ولفت إلى أن الخسائر المترتبة على وجود تلك الشجرة كبيرة جداً، خصوصاً خلال موسم الأمطار إذ تتسبب جذورها في سد مجارير الأمطار وعدم تصريف المياه، وإحداث «الغرقات»، إضافة إلى الخسائر المادية التي تنتج عن تدميرها للبنية التحتية في المناطق التي تزرع فيها خلال رحلة بحثها عن المياه.
واستناداً إلى تقارير بعض الخبراء فإن الكونوكاربس تتميز بجذور تمتد أفقياً لمسافات طويلة وتبحث عن مصادر المياه، وتم رصد العديد من حالات تشقق الأرصفة وتضرر الطرق بسبب قوة الجذور، مما يكبد الدولة تكاليف صيانة مرتفعة.
وتلفت التقارير إلى أنه على الرغم من مقاومتها للجفاف، تحتاج شجرة الكونوكاربس إلى كميات كبيرة من المياه لتزدهر مما يشكل عبئاً على الموارد المائية في الدول التي تعاني ندرة المياه مثل الكويت، إضافة إلى تأثيرها السلبي على التربة والنباتات الأخرى، إذ تشير الدراسات البيئية إلى أن «الكونوكاربس» قد تفرز مواد كيميائية تؤثر على نمو النباتات الأخرى في محيطها، مما يقلل التنويع البيئي في المناطق المزروعة بها.
وأشارت مصادر الأشغال لـ»الجريدة» إلى أن قطاع الصيانة في الوزارة خاطب الهيئة العامة لشؤون الزراعة لإيقاف زراعتها في المناطق السكنية والتخلص منها للأضرار الكبيرة التي تسببها للبنية التحتية في مختلف المناطق واستبدالها بأشجار محلية مفيدة للبيئة.
وقالت المصادر، إن هناك استجابة لإيقاف زراعتها، حيث بدأت الدولة في التراجع عن زراعتها بعد ظهور مشاكلها المرتبطة بجذورها القوية الممتدة في باطن الأرض على البنية التحتية.
وبينت أن أوراق الكونوكاربس تحتوي على زيوت قابلة للاشتعال مما يزيد من مخاطر نشوب الحرائق خصوصاً في فصل الصيف، لذلك دعا قطاع الصيانة في وزارة الأشغال العامة الهيئة العامة لشؤون الزراعة للتخلص من تلك الأشجار وتقنين زراعتها أو منعها تماماً في المناطق الحضارية القريبة من شبكات البنية التحتية.
وكانت بلدية الكويت أصدرت تحذيرات من زراعتها في المناطق السكنية أو بالقرب من أنابيب المياه والصرف الصحي والاستعاضة عنها بأشجار محلية أكثر ملاءمة للبيئة مثل السدر وهي شجرة مقاومة للجفاف ولها فوائد بيئية وغذائية، وشجر النخيل الذي يوفر الظل ويتكيف مع مناخ الكويت وأثبت نجاحه في العديد من المواقع إضافة إلى فوائده الاقتصادية.
كُنا قد تحدثنا في خبر أشجار الكونوكاربس... صديقة البيئة وعدوة البنى التحتية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :