رمضان جانا.. قصة أغنية رفضها الجميعة وتحولت أيقونة - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. ارتبطت أغنية «رمضان جانا» بالشهر الفضيل، لتصبح أيقونة الإعلان عن شهر الصوم، ورغم مرور ما يقرب من قرن من الزمان على إنتاجها إلا أنها ما زالت في وجدان الشعوب العربية، بل لها نفس التأثير الذي كان قبل عشرات الأعوام.

• الإذاعة المصرية

نجاح أغنية «رمضان جانا» وراءه قصة مليئة بالتفاصيل حدثت عام 1943، أي قبل 82 عاماً في أروقة مبنى الإذاعة المصرية كلمة السر ورائها هو الملحن والمطرب أحمد عبد القادر، صاحب الأغنية الرمضانية الشهيرة «وحوي يا وحوي».
طلب مسؤولو الإذاعة المصرية من أحمد عبد القادر الإشراف على تنفيذ أغنية جديدة بمناسبة شهر رمضان المبارك، ووقتها استمع إلى لحن الملحن محمود الشريف لأغنية «رمضان جانا» وكلمات الشاعر حسين طنطاوي، وأعجب بالعمل وقرر أن يُغنيها بنفسه، لكن طلبه قوبل بالرفض من المسؤولين.
ووقتها كان مبرر رفض إدارة الإذاعة المصرية هو أن أحمد عبد القادر قدم أغنية «وحوي يا وحوي» عام 1937 احتفالاً بقدوم شهر رمضان، وبالتالي يجب أن يغني مطرب آخر «رمضان جانا». ووقع اختيار الملحن محمود الشريف على المطرب محمد عبد المطلب، الذي لم يتحمس للمشروع.
وبرر عبد المطلب رفضه لتقديم الأغنية ببساطة اللحن والكلمات، في حين اعتاد تقديم أعمال تحمل طابعاً طربياً أكبر. وهنا تدخل صديقه الملحن محمود الشريف، الذي كان يعلم أنه يمر بضائقة مالية، وأقنعه بتقديم «رمضان جانا» والحصول على الأجر الذي يناسبه. 
طلب محمد عبد المطلب الحصول على 6 جنيهات مقابل تقديم أغنية «رمضان جانا» وهو أجر عالٍ في عام 1943، لكن مسؤولي الإذاعة وافقوا على طلبه، وبعد أسبوع من التجهيزات والتسجيلات، خرجت الأغنية للنور وتكلف إنتاجها 125 جنيهاً.
وظلت أغنية «رمضان جانا» علامة أيقونية مرتبطة مع الجمهور بحلول الشهر الفضيل، حتى أن محمد عبد المطلب قال إن المصريين ينتظرون سماعها لتأكيد ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، بدلاً من البيان الرسمي الذي كان تتم إذاعته عبر الإذاعة والتلفزيون.