غاية التعليمية

جامعة نيويورك تبرز دور مصطفى الأزْمُوري .. جسر ثقافي عبر المحيط الأطلسي - غاية التعليمية

جامعة نيويورك تبرز دور مصطفى الأزْمُوري .. جسر ثقافي عبر المحيط الأطلسي - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. احتضنت جامعة مدينة نيويورك، الجمعة، الندوة الدولية الثالثة حول المستكشف المغربي مصطفى الأزْمُوري، المعروف في المصادر الأمريكية باسم “استيفانيكو”، تحت عنوان “اكتشاف خطوات مستكشف إفريقي بارز: الاتصال الأطلسي”.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

نظمت هذه الندوة من طرف جامعة مدينة نيويورك تحت إشراف البروفيسور عبد السلام الإدريسي، بشراكة مع القنصلية العامة للمملكة المغربية ومجموعة من المراكز الأكاديمية، وبدعم من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والخطوط الملكية المغربية وجهة الدار البيضاء-سطات.

ركزت فعالية الندوة على إعادة النظر في دور مصطفى الأزْمُوري كأحد أوائل المستكشفين الأفارقة الذين عبروا القارة الأمريكية في القرن السادس عشر، وشهدت مشاركة نخبة من الأكاديميين، والدبلوماسيين، على رأسهم يوسف العمراني، سفير المغرب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وعبد القادر الجموسي، القنصل العام المغربي بنيويورك، والبروفيسور عبد السلام الإدريسي.

حضر هذه الندوة رئيس جامعة مدينة نيويورك، Timothy Lynch، وعدد من المؤرخين المغاربة والأمريكيين والأساتذة الباحثين الذين تناولوا البعد التاريخي والثقافي لاستكشافات الأزْمُوري وتأثيرها على العلاقات بين إفريقيا، أوروبا والأمريكتين.

في كلمته الافتتاحية، سلط البروفيسور عبد السلام الإدريسي، أستاذ علم الأعصاب بجامعة مدينة نيويورك، الضوء على أهمية هذه الندوة في إبراز الأدوار التي لعبها المستكشفون الأفارقة، الذين غالبًا ما يتم تهميشهم في الروايات التاريخية التقليدية.

وقال الإدريسي إن ندوة هذا العام تحمل أهمية خاصة بينما نواصل استكشاف حياة وإرث استيفانيكو، المستكشف المغربي الذي لعب دوراً محورياً في حملة نارفايز، مبرزا أن هدف الندوة هو الوقوف على قصة استيفانيكو الاستثنائية، التي غالباً ما يتم تجاهلها، باعتباره شخصية أساسية في التاريخ المبكر للعالم الأطلسي، وتوظيف الدروس المستخلصة من رحلته في سياقنا المعاصر.

القنصل العام عبد القادر الجموسي أكد في كلمته أنه مع تزايد الاهتمام الأكاديمي بتاريخ اكتشاف الأمريكتين، الذي يشمل البحوث التاريخية، والدراسات الثقافية، والتحقيقات الأرشيفية، والدراسات ما بعد الاستعمارية، ودراسات الفئات المهمشة، تهدف الندوة إلى تقديم لمحة موجزة عن أهمية ثلاثة عناصر رئيسية: حملة نارفايز (1527)، وتقرير كابيزا دي فاكا (1542)، والشخصية الاستثنائية استيفانيكو.

وقال الجموسي إنه تم توثيق المساهمات الرائدة لهذا الموريسكي الإفريقي في استكشاف الجغرافيا والمجتمعات والثقافات في الأمريكتين، حيث شكلت إسهاماته جزءًا لا يتجزأ من السجلات التاريخية المحفوظة عبر الزمن.

السفير المغربي يوسف العمراني تناول في محاضرته الافتتاحية موضوع “المبادرة الأطلسية والعلاقات الإفريقية-الأمريكية المتطورة”، وأكد فيها أهمية توثيق الروابط التاريخية بين إفريقيا والضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، مشددًا على ضرورة بناء شراكات ثقافية واقتصادية متينة تستند إلى الإرث المشترك.

واعتبر العمراني أن رحلة استيفانيكو عبر المحيط الأطلسي كانت بداية علاقة عميقة بين المغرب وأمريكا، أخذت منعطفًا مهمًا عندما كان المغرب أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1777.

وذكّر السفير المغربي في كلمته بمنح المغرب أمريكا إمكانية وصول سفنها إلى الموانئ في إفريقيا وخارجها إلى أوروبا، مرورا بمعاهدة السلام والصداقة، التي وُقعت عام 1786، والتي لا تزال حتى اليوم أطول معاهدة مستمرة للولايات المتحدة الأمريكية.

كما أبرز أن المحيط الأطلسي لعب دورًا في هذا الأمر، وأن استيفانيكو كان صاحب رؤية، موردا أن إفريقيا اليوم ليست مجرد متلقٍ للمساعدات، بل تقود شراكات جديدة عبر المحيط الأطلسي، مشددا على أن رؤية الملك محمد السادس فريدة وطموحة لبناء منظومة إقليمية متماسكة.

وفي كلمته أشاد رئيس جامعة نيويورك، Timothy Lynch، بعمق العلاقات المغربية الأمريكية في شتى الميادين، ونوه بمستوى التعاون الإيجابي الذي يجمع جامعة مدينة نيويورك بالجامعات المغربية، الذي يتمثل في عدد من البرامج المشتركة التي تنظم تحت إشراف البروفيسور عبد السلام الإدريسي، داعيا إلى تكثيف وتطوير هذا التعاون، مبديا رغبته في زيارة المغرب في أقرب وقت.

وتضمنت الندوة جلسات نقاش عدة عالجت مختلف الأبعاد المرتبطة بمسيرة الأزْمُوري، بحيث ناقش الدكتور حسين ألحيان مفهوم “الإنسان الأطلسي” من خلال موضوع “المستكشفون الأفارقة في الأمريكتين ودورهم في رسم تاريخ العالم الجديد”، موضحا كيف شكل الأزْمُوري حلقة وصل بين العالمين الإسلامي والإسباني، ليصبح جزءًا من التفاعل الثقافي في أمريكا الشمالية.

أما دكتور التاريخ جون ت. وينغ فقد اختار موضوع “الحدود بين الأندلس وشمال إفريقيا”، مستعرضا أهم التحولات الجيو-سياسية التي أثرت على حركة الأفراد بين الضفتين.

وعن “صورة الأزْمُوري في الأدب المغربي”، قدم الدكتور شعيب حليفي تحليلاً لكيفية تناول الرواية المغربية لشخصية الأزْمُوري، معتبرًا إياه رمزًا للرحلة والاستكشاف والانفتاح على الآخر.

الباحثة سيلفيان ديوف ألقت محاضرة تحت عنوان “تجارب الأفارقة في الأمريكتين”، تناولت فيها إسهامات الأفارقة في بناء المجتمعات الأمريكية، ودورهم في تطوير الفن، الدين، والسياسة.

وتناول الدكتور إفرايم إسحاق في مداخلته الإرث الثقافي والتاريخي الغني لإفريقيا وتأثيره المتزايد على المستوى العالمي، مستعرضا المعرفة التقليدية، والتقاليد الشفوية، والتعبيرات الفنية، والمصادر التاريخية، لإبراز مساهمة إفريقيا في الثقافة العالمية والفكر الإنساني.

بدوره ناقش الدكتور بول شنايدر “التبادل الثقافي بين إفريقيا والأمريكتين”، مبرزا كيف لعب الأزْمُوري دور الجسر الثقافي بين الشعوب الأصلية والمستكشفين الأوروبيين.

أما الدكتور توفيق الجعفري فقد قدم عرضا شاملا للمصادر الببليوغرافية الرئيسية التي توثق لحياة استيفانيكو، بدءًا من الروايات الإسبانية المبكرة وصولًا إلى التحليلات التاريخية الحديثة، محاولا رسم خريطة ببليوغرافية لإستيبانيكو، مما يوفر أساسًا بحثيًا للطلاب والعلماء المهتمين باستكشاف هذه الشخصية التاريخية المحورية، التي غالبًا ما يتم تجاهلها في الدراسات التاريخية.

كما ناقشت الندوة التحديات التي تواجه الحفاظ على هذه السرديات ونشرها في ظل الإرث الاستعماري الذي همّش الأصوات الإفريقية. وتم تسليط الضوء على الجهود المعاصرة لإعادة تعريف الهوية الإفريقية من خلال الأدب، السينما، الموسيقى والإعلام الرقمي.

على هامش الندوة، أقيم معرض للفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر، ابن مدينة أزمور، والفنان التشكيلي المغربي المقيم بنيويورك، عبد الإله الناصف. كما تم عرض فيلم قصير من إخراج هشام الرگراگي، يوثق للعلاقات التاريخية بين المغرب وسكان زوني الأصليين في الولايات المتحدة.

وتوجت أشغال الندوة بتوقيع اتفاقية تعاون أكاديمي بين جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في شخص الدكتورة سميرة الركيبي، وجامعة مدينة نيويورك، في شخص رئيسها Timothy Lynch، تهدف إلى تشجيع البحث التاريخي حول المستكشفين الأفارقة وتعزيز التعاون بين الباحثين من ضفتي الأطلسي.

كما عرفت الندوة تسليم عدد من الاعترافات التي تشيد بأهمية هذا النوع من الندوات التي تساهم في تصحيح السرديات التاريخية السائدة، وتعزز الوعي بالروابط العميقة التي تربط الشعوب عبر المحيط الأطلسي.

ودعا المشاركون في الندوة إلى تنظيم ندوات مستقبلية تسلط الضوء على شخصيات تاريخية أخرى ساهمت في تشكيل تاريخ العالم، مشددين على أهمية إدراج شخصيات مثل الأزْمُوري في المناهج الدراسية، وإنتاج المزيد من الأعمال الثقافية التي تسلط الضوء على دور إفريقيا في تاريخ العالم الجديد.

كُنا قد تحدثنا في خبر جامعة نيويورك تبرز دور مصطفى الأزْمُوري .. جسر ثقافي عبر المحيط الأطلسي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :