برُّ الوالدين بين الكلمات الشافية والقاتلة! - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. قبل سنوات، كُنا جالسين في ديوان، ودخل أحدهم، فألقى التحية قائلاً: «مساكم الله بالخير جميعاً»، ثم التفت إلى الركن الذي يجلس فيه ثلاثة من الطاعنين في السن، وقال: «مساكم الله بالخير يا شيبان». فما كان من أحدهم إلا أن رد عليه متهكماً وممتعضاً: «مساكم الله بالخير يا شيبان! وكأنك تقول: مساكم الله بالخير يا من ستموتون غداً أو بعده!».

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

لم أستغرب حينها رد هذا الشيخ، فقد كنت قبل أيام في حديث مع أحد الأصدقاء حول تأثير الكلمات على نفسية كبار السن. وأكد لي أن مثل هذه العبارات تُضفي على أرواحهم شعوراً بالعجز واليأس، في وقت هم بأمسِّ الحاجة إلى الطاقة الإيجابية.

ما أقوله ليس اجتهاداً شخصياً، بل هو مما توارثناه من حكم الأجداد الذين كانوا يبثّون الأمل في نفوس المسنين بكلمات مليئة بالحيوية، مثل: «مساك الله بالخير يا صبي» للرجل الكبير، و«مسّاكِ الله بالخير يا بنت» للمرأة الطاعنة في السن.

الأهم هنا هو والدتك ووالدك، فهما أكثر من يحتاجان إلى هذه الكلمات التي تحمل الأمل، وتبعث في نفسيهما روح التفاؤل، فلا تجرحهما بحديثك المتكرر عن الموت والمرض. على سبيل المثال، تجنب قول: «رأيت فلاناً كبير السن، كنت أظنه ميتاً، وإذا به حيّ!». قد يبدو لك الحديث عادياً، لكنه يثقل أرواح والديك، لاسيما إذا كان هذا الشخص في نفس عُمرهما.

تجنَّب سرد القصص المُحبطة عن المرضى أو الموتى، وإن كنت تظن أن مثل هذه الجلسات تقرِّبك منهما، فأنت – من دون أن تدرك – تقتلهما يوماً بعد يوم بكلماتك المُثقلة بالحزن والهمّ.

نقطة مهمة:

قد يتحرَّج والداك من مواجهتك، قائلين: «رجاءً، لا تُسمعنا هذا الكلام، إنه يحزننا، ويعكِّر يومنا». وربما، إذا عبَّرا عن ضيقهما، تكون ردودك جارحة، مثل: «أنتم موسوسون من الموت!». تذكَّر دائماً أنهما احتملا همَّك وثقلك وأنت صغير، وضحَّيا براحتهما في سبيلك. فلا تكن سبباً في أذاهما في كبرهما، بل ارحمهما بكلماتك، وامنحهما من روحك التفاؤل الذي يستحقانه.