ترامب يبدأ بحظر المثلية.. فهل يكون المسلمون والسود هدفه التالي؟ من هم أعداءه؟ - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. انتفض العالم بأكمله مع منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمثلية وسحب الاعتراف بالمتحولين الجنسيين والتأكيد على وجود جنسين فقط معترف بهما في أمريكا وهما الذكر والأنثى، مع إجبار المتحولات جنسياً على قضاء عقوالحبس مع الذكور، ومنع أي حماية لمجتمع الميم على الإطلاق.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
فثارت موجة شديدة العنف من الرفض والاستهجان لهذا القرار من المجتمعات الغربية، تقابلها موجة شديدة من الترحيب في المجتمعات المُحافظة والتي لم تنتشر بها المثلية بطريقة كبيرة بعد.
وبين هذا وذاك تظهر الكثير من الأسئلة بشأن توجهات ترامب وقدرته على منع كل من هو مُخالف له، فقد أكد كثيرا أن على "أعدائه" الحذر.
فمن هم "أعدائه" بالتحديد؟ وهل يعني أن أعداءه هم أنفسهم أعداء "أمريكا"؟ أم أن الأمر شخصي؟ وهل تمتد قرارات المنع أيضا لفئات وطوائف أخرى مختلفة عنه سواء في الدين مثل المسلمين والهندوس والبوذيين وغيرهم، فضلا عن أصحاب البشرة الملونة؟ أم أنه سيتوقف عند المثلية؟
ما الذي يؤكد أن ترامب لن يتوقف عند منع المثلية؟
هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن ترامب لم ولن يتوقف مطلقا عند منع المثلية، والتي يراها الكثيرون في المجتمعات المُحافظة مخالفة للفطرة وللشرائع السماوية، ولكن ترامب يراها فقط مخالفة له، وبالتالي سيمنع غيرها بالتدريج ولن يتوقف مطلقا عند المثلية، ومن أهم الدلائل على هذا:
وقف برنامج المساعدات الأمريكية الفيدرالية الخارجية
أوقف الرئيس ترامب كل المنح والقروض وغيرها من مساعدات فيدرالية خارجية مؤقتًا، وقد أدى هذا لمنع مساعدات غذائية وتعليمية وصحية وغيرها، فعانى المئات من الوقف الصادم والمفاجئ لهذه الإعانات.
فنجد أن عشرات من طلاب الجامعة الأمريكية في مصر توقف مستقبلهم تماما بعد هذا المنع، ومنهم من كان شارف على التخرج بالفعل، ليقف في منطقة وسطى دون أمل، بالإضافة للمنح الخاصة بالإغاثة من الكوارث وأبحاث السرطان.
ويأتي هذا المنع لسبب واضح وصريح ألا وهو "التخلص من الإنفاق على قضايا الجندر وبرامج التنوع العرقي التي تتعارض مع الأوامر التنفيذية لترامب" وفقا لما ذكرته كارولين ليفات السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض.
فهذا القرار يؤكد بشدة وبما لا يدع مجالا للشك نيّة ترامب الواضحة في التخلص التام من كل ما هو مختلف عنه، وأنه لن يتوقف أبدا عند المُثلية.
إزالة أمازون لكافة إشارات دعم مجتمع الميم وأصحاب البشرة السوداء
شهد موقع أمازون تغيرات مفاجئة بعد إزالة كل الإشارات الداعمة لحقوق مجتمع الميم والمناهضة لأي تمييز عرقي وجاء هذا تماشياً مع سياسات ترامب المعلنة في البداية، ولأن أمازون مع شركات تكنولوجية ومالية أخرى يبدو أنها عقدت صفقات متتالية مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
فبعد أن كانت أمازون معروفة حتى وقت قريب بالتضامن التام مع موظفيها وعملائها من السود، مع التأكيد على دعم التشريعات التي تكافح التمييز العرقي، أصبح موقفها على النقيض تماما، مما يدل على إمكانية اتخاذ إجراءات تمييزية أخرى ضد كل من يراهم ترامب أنهم "أعدائه".
تخلص شركة ميتا من برامج التنوع والشمول
وعلى خُطى أمازون اتجهت شركة ميتا أيضاً في البداية لإلغاء التحقق الخارجي على المحتوى استجابة لمطالبات ترامب المستمرة منذ عدة سنوات مع أفراد نافذين من الحزب الجمهوري نفسه، كما بدأت في التحكم السلبي بمحتوى تابع للحزب الديموقراطي وتقييد وصوله.
وأخيرا عمد مارك زوكربيرغ إلى وقف الاستثمارات الهادفة إلى دعم المجتمعات المهمشة، وفكّ جميع ارتباطاته مع برامج التنوع.
وعلى الرغم من أن إطلاق مثل هذه المبادرات يهدف في الأصل إلى زيادة أرباح الشركات من خلال التعامل أكثر مع المجتمع المحلي وبالتالي تحقيق المنفعة الاقتصادية للجميع، لكن يبدو أن الرؤية المالية والسياسية للإدارة الأمريكية الحالية وشركائها مختلفة تماما عن هذا النهج.
أحداث منطقة الشرق الأوسط
لا شك أن ما يحدث في الشرق الأوسط من أحداث بدأت منذ 7 أكتوبر 2024 له تأثير كبير على توجهات إدارة ترامب الحالية، فالضغوط متزايدة ليقبل الحكام العرب والذين هم مسلمين في أغلبهم بالمطالبات المستمرة للتهجير والرضوخ لطفل أمريكا المدلل في منطقتنا.
ومع اعتراف ترامب في إدارته السابقة بالقدس عاصمة لهذا الطفل المدلل، وكون الإدارة الجمهورية عادة ما تكون معادية للمسلمين ولمن هو مختلف عنهم وهو الأمر الذي عانينا منه طويلا في إدارتي بوش الأب والابن.
فإن الأحداث متوقع أن تتصاعد سريعا في إطار رفض كل ما هو مسلم في أمريكا، سواء لممارسة المزيد من الضغط لتمييع القضية تماما وإنهائها، أو وفقا لتصور ترامب "تطهير" أمريكا من كل ما هو معادٍ لها.
ماذا على من يعترض على المثليّة أن يفعل؟
إن منع المثلية يعتبر بالفعل من أكثر الأحداث إثارة للجدل على مستوى العالم، فهناك فريق شديد الضخامة يؤمن تماما أنها حرية شخصية بل وجزء من تركيبة الإنسان لا ينبغي محاربته، وفريق آخر هائل الحجم والتأثير يؤكد على ضرورة محاربتها بعنف باعتبارها منافية للفطرة وللشرائع السماوية.
ولكن لا يمكن إنكار أن هذا المجتمع أصبح حقيقة واضحة تماما، وهو من علامات انتهاء الحياة على الأرض وقيام الساعة التي يؤمن بها المسلمون والمسيحيون واليهود، فانتشار الفساد من أبرز تلك العلامات.
لكن هل هذا يعني أن نترك لها الساحة دون معارضة وإلا يكون مصيرنا مثلها من المنع والملاحقة؟؟
في الواقع، فقد أثبت المنع على مدى العصور فشله الذريع في إيقاف انتشار أي فكرة على الإطلاق، فالممنوع دائما ما يكون مرغوبا بشدة، فقد خرج آدم من الجنة لاشتهائه الشيء الوحيد الممنوع منه وسط جنة وارفة لأنه غاب عنه السبب من المنع، وكانت محاولات منع الأنبياء والرسل بالعنف والقوة من أهم ما جعل تلك الرسائل تنتشر.
ونجد أن محاولات الدول الغربية لمنع انتشار الإسلام لم تؤدي إلا إلى زيادة قوّته والاقتناع به.
وأنا هنا لا أقارن على الإطلاق بين المثلية وبين انتشار الرسالات السماوية وتعاليم الأنبياء، ولكن أركز فقط على فشل فكرة المنع والمحاربة بالقوة في تحقيق الاستجابة المطلوبة من البشر.
إن موافقتنا على منع المثلية بالقوة لن تؤدي إلى قمعها على الإطلاق، بل ستزيد من انتشارها وهي حقيقة يجب أن نتقبلها جميعا.
وهذا لا يعني أيضا هذا أن نوافق عليها ونحترمها وندعو للعدالة الاجتماعية من أجلها، فعلى الأقل أنا عن نفسي لن أتمكّن من هذا ولا أدعو إليه..
ولكن من ناحية أخرى أرغب بشدة في اتباع سياسات الأمر بالحسنى والنصح وتوعية الأجيال المقبلة دون تشدد ومغالاة في الأمر، وأن يكون الهدف بالفعل هو محاربة الفساد بالطرق الصحيحة التي تؤدي إلى اضمحلاله وليس نشره.
فكل إنسان في النهاية مُحاسب عن أفعاله، وليس علينا إلا التوعية والإرشاد وتوضيح أسباب المنع والتحريم، أما فيما يتعلق بمنع أمريكا للمسلمين وللطوائف المختلفة عنها، فلا أعتقد أن الأمر سيؤدي إلا إلى المزيد من الوعي بأهمية تلك الطوائف وزيادة تسليط الضوء عليها، فالتنوع هو القانون الإلهي الذي اختاره الله تعالى لنا، وهو موجود للأبد بكل الفساد والطيبة والصلاح والشرّ، وعلينا أن نتقبل هذا ولا نرفضه.
كُنا قد تحدثنا في خبر ترامب يبدأ بحظر المثلية.. فهل يكون المسلمون والسود هدفه التالي؟ من هم أعداءه؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق