محمد العريان يكتب: 3 عوامل رئيسية تعيد تشكيل المشهد المالى - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. «حتى تتمكن بقية الأسواق العالمية من اللحاق بركب الأسواق الأمريكية، فإننا بحاجة إلى أن نرى إصلاحات تركز على النمو»
أثرت ثلاثة عوامل بشكل كبير على المشهد المالى خلال الـ12 شهراً الماضية، وهي: التفاؤل التكنولوجى المرتكز إلى الذكاء الاصطناعى، والارتقاء المأمول للأسواق، وارتفاع عوائد السندات الحكومية.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ويُتوقع أن تواصل هذه العوامل لعب دور خلال 2025، لكن بطريقة توحى بمزيد من التقلب، والحاجة لإعادة النظر فى الاستثمار، بما يشمل نطاقاً أكبر من الفرص فى الأسواق العامة والخاصة.
تفاؤل أكبر بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى
التفاؤل بشأن القدرات المعززة للإنتاجية عبر الابتكارات التكنولوجية المثيرة للحماس، يظهر فى قدرة حفنة من الشركات على قيادة قفزة مؤشر «إس آند بى 500» لعدة مستويات قياسية.
هذا التفاؤل له مبررات جيدة فى ضوء الطرق الكثيرة التى سيسهم بها الذكاء الاصطناعى فى تحسين ما نفعله وطريقة ذلك.
كما تبرره، أيضاً، السرعة التى يتقدم بها القطاع. فالأموال التى يجرى ضخها، ووتيرة التقدم تجعل بعض العاملين فيه يقرون دون جدال بعدم معرفتهم إلى أين ستصل التكنولوجيا خلال العامين المقبلين؟
وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يتضخم هذا التفاؤل، ليس فحسب من خلال اتساع النطاق التطبيقى للذكاء الاصطناعى التوليدى، الذى أفضل ما يوصف به هو أنه تكنولوجيا للأغراض العامة، وإنما أيضاً نتيجة التقدم فى مجالات أخرى من الذكاء الاصطناعي.
كما أنَّ هناك الوعد المثير للحماس المتعلق باستمرار العمل على الحوسبة الكمية وعلوم الحياة.
والسنوات القليلة المقبلة ستكون لها أهمية خاصة إذ سنرى التفاعلات بين الذكاء الاصطناعى العام والحوسبة الكمية وعلوم الحياة.
تزايد قفزة سوق الأسهم
القفزة التى حققتها سوق الأسهم شهدت تركز المكاسب فى أسهم معينة وهو ما أدى إلى العديد من الفروقات الأكبر من المعتاد فى التقييمات، منها بين قطاع التكنولوجيا وباقى السوق، وبين الأسهم الأمريكية قياساً إلى الأسهم خارجها، وعوائد الأسهم الأمريكية قياساً إلى عوائد السندات.
وبالتسبب فى العديد من الظواهر غير الاعتيادية، مثل علاوة المخاطر السالبة على الأسهم، فإنَّ تلك الفروقات دفعت البعض فى السوق لتوقع حدوث ارتقاء سواء داخل الولايات المتحدة أو على الصعيد العالمى.
ونرى انعكاس ذلك فى التدفق الكبير للأموال على مؤشرات الأسهم الأوسع نطاقاً وأسواق السندات وبوتيرة متزايدة فى الأسهم غير الأمريكية.
لكن التقارب المأمول بين الأسواق بعيد كل البعد عن الحدوث بطريقة تلقائية.
حتى تتمكن بقية الأسواق العالمية من اللحاق بركب الأسواق الأمريكية، فإننا بحاجة إلى أن نرى إصلاحات تركز على النمو تؤدى لتحسين العوامل الاقتصادية الأساسية فى أوروبا والصين والعديد من الاقتصادات الناشئة.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، يتطلب ذلك قيادة سياسية قوية لا سيما فى فرنسا وألمانيا اللتين تعانيان ضبابية سياسية.
يعتمد التقارب أيضاً على مناورة التدابير السياسية التى قد تؤدى لتفاقم معوقات النمو عالمياً.
ومن هنا ينبع هذا الاهتمام لدى الأسواق بمتابعة الإعلانات الصادرة فى الولايات المتحدة وتوجهات «الاحتياطى الفيدرالى».
مسيرة سندات الخزانة الأمريكية
ارتفعت بالفعل عوائد السندات الحكومية الأمريكية بفضل النشاط الاقتصادى الأقوى من المتوقع والتضخم العنيد نسبياً. وتزايد ذلك بعد إدراك أن «الفيدرالى» لن يستطيع خفض أسعار الفائدة بالقدر والسرعة التى كان الكثيرون يتوقعونها منذ أشهر قليلة.
الارتفاع غير المتوقع فى عوائد السندات الأمريكية أدى لارتفاع عائدات السندات فى اقتصادات متقدمة أخرى أيضاً، وخصوصاً بريطانيا الأكثر عرضة للمؤثرات الخارجية بسبب التحديات التى تواجهها داخلياً.
كما أثر على الاقتصادات الناشئة، بما فى ذلك الدول التى ظنت أنها أفسحت مجالاً كبيراً لخفض أسعار الفائدة.
هذه العوامل مجتمعة تعرقل المسار المنتظم للاقتصاد العالمي، إذ عادة ما تقلص الاقتصادات المتأخرة الفجوة بينها وبين الأداء الاستثنائى للاقتصاد الأمريكى بوتيرة تدريجية.
ولو استمرت تلك العوامل فقد يؤدى هذا الضعف إلى تقويض الاقتصاد الأمريكى نفسه.
كلما أمعنا النظر فى هذه السمات الثلاث البارزة للمشهد المالى خلال الاثنى عشر شهراً الماضية، وجدنا أن التحليل يشير إلى احتمال حدوث تقلبات كبيرة مستقبلاً.
فرغم كل شىء، الظروف التى من شأنها أن تضمن انتقالاً منظماً وداعماً للطرفين إلى الأسهم غير التكنولوجية والعالمية أبعد ما تكون عن التلقائية. هذه الديناميكيات المعقدة داخلياً بطبيعتها تتفاقم بسبب الضبابية السياسية والجيوسياسية.
فى هذه الأجواء، ينبغى للمستثمرين التحلى بالانفتاح على تطور مستمر لأساليب الاستثمار وعدم الميل ببساطة للتمركز استعداداً لحركة عكسية فى المتوسطات.
«ينبغى للمستثمرين التحلى بالانفتاح على تطور مستمر لأساليب الاستثمار وعدم الميل ببساطة للتمركز استعداداً لحركة عكسية»
بعبارة أخرى، الإضافة الكبيرة للقيمة التى حدثت فى الآونة الأخيرة نتيجة تبنى أسلوب يركز على فكرة معينة عند الانكشاف للسوق بصفة عامة، الذكاء الاصطناعى على وجه الخصوص، قد يتحول إلى قدر أكبر من التركيز على اختيار الأسماء.
هذا عالم يفضل الإدارة النشطة لا الاستراتيجيات السلبية المستندة إلى أداء المؤشرات.
ينبغى للمستثمرين محاولة الاستفادة من مجموعة أوسع من فرص الاستثمار، بما فى ذلك الاستثمار فى التغلب على إخفاقات كل من السوق والمؤسسات عبر تطبيق أساليب الأسواق المتقدمة على أسواق الائتمان الخاص فى الاقتصادات الناشئة.
ينبغى لهم أيضاً السعى لمزيد من المغامرة بالدخول فى مجالات تعتمد على اقتناص الفرص ولا تسير بالتوازى مع الاتجاه العام للأسواق مثل تمويل عمليات التقاضى.
بقلم: محمد العريان، رئيس كلية كوينز بجامعة كامبريدج
المصدر: وكالة أنباء بلومبرج
كُنا قد تحدثنا في خبر محمد العريان يكتب: 3 عوامل رئيسية تعيد تشكيل المشهد المالى - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق