أكاديميون يتدارسون التاريخ المغربي على الصعيدين المتوسطي والأمريكي - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

أكاديميون يتدارسون التاريخ المغربي على الصعيدين المتوسطي والأمريكي - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. نتف مهمة من الأحداث والوقائع التي طبعت “التاريخ العالمي” للمملكة، تطرق إليها أكاديميون وأساتذة مغاربة في التاريخ، أمس الخميس، بمقر المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالرباط، مؤكدين أن “البلد سعى دائما إلى التموقع في الفضاء المتوسطي من خلال آليات عديدة كان من أبرزها الوساطات التي قادها بقيادة سلطانية وبتنفيذ من لدن سفراء بارزين في التاريخ الوطني، من بينهم ابن عثمان المكناسي، خلال حقبة سيدي محمد بن عبد الله”.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وخلال الجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي، “التاريخ العالمي للمغرب”، تطرق المصدر نفسه إلى “مراحل قوة وقطيعة شابت العلاقات المغربية الأمريكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين”، مبرزا “الدور المغربي في الحضور الأمريكي بالفضاء المتوسطي، الذي أعقبته خلافات بين الجانبين كان سببها أساسا الرفض المغربي لحرب أمريكا بليبيا مطلع القرن التاسع عشر”.

رحلات تخدم التموقع

مليكة الزاهدي، أستاذة التاريخ الحديث بكلية الآداب المحمدية، مهتمة بالتاريخ الدبلوماسي، استحضرت حقيقة تاريخية تتمثل في أن “البحر شكل دائما جزءا مهما حاضرا في تاريخ المغرب والمغاربة”، مبرزة أن “السلطان سيدي محمد بن عبد الله، حينما تمت مبايعته سنة 1757، وجد البلاد أمام وضع داخلي صعب وعجز مالي بسبب تراجع التجارة مع إفريقيا جنوب الصحراء؛ ما دفعه إلى أن يوليَ وجهه صوب البحر”.

وأوردت الزاهدي، خلال تطرقها “لآليات تعزيز الحضور المغربي في الفضاء المتوسطي من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الله.. رحلات السفير ابن عثمان المكناسي نموذجا”، أن السلطان تبنى “آليات متعددة للاستفادة من البحر بواجهتيه، إذ كان يقوم بحملات تفقدية عديدة للسواحل، وجدد وبنى الأسطول البحري من خلال اتفاقيات مع الدول الأوروبية من قبيل السويد والدانمارك”، مبرزة أنه “اهتم بالمحيط الأطلسي، خصوصا مع تأسيس مدينة الصويرة؛ إلا أن ذلك لم يُلغِ حرصه على الفضاء المذكور”.

وتطرقت الأستاذة الجامعية، ضمن “الآليات كذلك، إلى الاعتماد على نخبة محيطة وخبرة التجار بالبحر واليهود المغاربة”، مع “قيادته حراكا دبلوماسيا تمثل في بعث سفراء عديدين إلى دول الواجهة الشمالية للمتوسط؛ كالمهدي الغزالي إلى إسبانيا، والطاهر عبد الحق فنيش، ومحمد الحافي السلاوي إلخ”، ذاكرة أن “أشهر هؤلاء السفراء والمبعوثين هو محمد ابن عثمان المكناسي”.

وتوقفت المتحدثة نفسها عند بعض رحلات ابن عثمان التي كان لها دور في تعزيز حضور المغرب بالفضاء المتوسطي، بعد توليته منذ سنة 1779 مجالا حساسا بالنسبة للسلطان يتعلق بالدبلوماسية، مبرزة أن “الرحلة الأولى، التي تمت بين عامي 1779 1780، كان هدفها تبديد الوحشة التي خيمت على العلاقات المغربية الإسبانية بعد إخفاق مهمة السفير أحمد بن الغزال”.

وأكدت أنه “بفعل كثرة تفاوض المكناسي ووصوله إلى الصداقة مع الوزير الإسباني دوفي ردبلانكا توجت مهمته بتوقيع اتفاقية مهمة بالنسبة للمغرب، هي “أراب ويست” في ماي 1780″، مبرزة أن “السلطان كان واعيا بأهمية بعض الصداقات في العلاقات الدولية”.

وأشارت إلى أن سفارات المكناسي كانت تندرج أيضا ضمن مساعي المغرب للوساطة في قضايا الأسرى، التي وظفها “السلطان بشكل كبير لزيادة حضور المغرب بالفضاء المتوسطي”.

واستحضرت “سفارات ابن عثمان المكناسي إلى السلطان عبد الحميد، التي جاءت على خلفية القلاقل التي كانت تثيرها الجزائر على الحدود المغربية، واشتكاء المغرب من السلوك غير الدبلوماسي للسفير التركي إسماعيل أفندي”.

المغرب وأمريكا

خديجة القباقبي اليعقوبي، أستاذة التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش، توقفت عند علاقة الحضور الأمريكي في حوض البحر الأبيض المتوسط بالمغرب، موردة انه “غداة إعلان استقلال أمريكا سنة 1776، قامت بريطانيا بسحب جوازات السفن الأمريكية، لتجد الولايات المتحدة نفسه مضطرة إلى حماية هذه السفن بالمنطقة من القراصنة والغارات”.

وشرحت اليعقوبي، وهي تقارب “”المغرب والولايات المتحدة الأمريكية من خلال الأرشيف المخزني 1786- 1912 كجزء من تاريخ العالم”، أن “فرنسا رفضت طلب الأخيرة حماية سفنها، لكنها تعهدت بالمقابل التوسط لدى حكام الإيالات العثمانية والمغرب”، مبرزة أن “السلطان محمدا بن عبد الله قام آنذاك بفتح الموانئ المغربية بالمتوسط أمام الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأوردت الأستاذة الجامعية أن “علاقة البلدين استقرت إثر ذلك؛ إلا أنها ستهتز مع أول خلاف بينهم سنة 1801 بسبب الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وطرابلس في السنة ذاتها”، كاشفة أن “المغرب ساند الأخيرة من باب التضامن مع حكامها الذين وإن كانوا موالين للعثمانيين، ربطتهم علاقات مع البلد، وكذلك لتعاطف السلطان مع باقي دول شمال إفريقيا”.

وأوضحت أن “الحرب المذكورة مثلت نقطة تحول للسياسات الخارجية الأمريكية، وحددت معالمها، لا سيما دبلوماسية البحر 100 الأمريكية، وكذا ما يعرف اليوم بسياسة العصا والجزرة”، مفيدة بأنها “كانت سببا مباشرا لبناء البحرية الأمريكية، ووجود الأسطول الخامس في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى هذا اليوم”.

منتقلة إلى التطرق لشق “مشاكل التمثيل الأمريكي بالمغرب وبشمال إفريقيا خلال مطلع القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين”، ودائما بالاستناد إلى وثائق الأرشيف المخزني، أكدت المتحدث نفسها أن “هذا التمثيل تلقى انتقادات عديدة، لعدم خضوعه لمعايير معينة وتوجيه محكم”، كاشفة أنه “كان ينظر إلى تعيين القناصلة الأمريكيين كقرار سياسي؛ أي مكافأة على الخدمات التي قام بها أو كمقابل دعم سخي للأحزاب”. وزادت: “ذلك فتح الباب أمام الهواة لممارسة العمل الدبلوماسي”.

كما أظهرت وثائق الأرشيف المخزني، وفق الأستاذة الجامعية نفسها، أن “الولايات المتحدة ساهمت من خلال قناصلها في مشاكل مغرب القرن التاسع عشر”، مشيرة إلى أن “جهل القناصلة وقلة تجربتهم ودرايتهم بأساليب التعامل مع المخزن ساهما في توجيه سلسلة من الضربات القوية إلى العلاقات بين البلدين، خاصة أمام جهل المغرب بكيفية التعامل مع النظام الأمريكي”. وأكدت أن “ذلك لم تتم الإشارة إليه في كل الدراسات الأمريكية التي تناولت هذه العلاقات”.

كُنا قد تحدثنا في خبر أكاديميون يتدارسون التاريخ المغربي على الصعيدين المتوسطي والأمريكي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق