غاية التعليمية يكتُب.. في وداع مؤثر، فقدت الساحة الفنية المصرية أحد أبرز رموز الغناء الشعبي، أحمد عدوية، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة فنية استمرت لأكثر من خمسة عقود. تميّز عدوية بصوته الفريد وأسلوبه الذي جمع بين الطرب الأصيل والنغمة الشعبية المحببة، ليصبح أيقونة أثرت في أجيال متعددة، وألهمت كثيرين من نجوم الغناء الشعبي.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وفي تصريحات صحفية على هامش الجنازة والعزاء، كشفت وردة الابنة الصغرى لأحمد عدوية، عدداً من الأسرار التي شهدتها حياتها، أبرزها لقاؤه مع الشيخ محمد متولي الشعراوي.

رفض الشعراوي أن يبني عدوية مسجداً

كشفت ابنة ملك الغناء الشعبي، عن موقف إنساني جمع والدها بالشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث أعرب الأخير عن تقديره الكبير لمسيرة عدوية.

وأوضحت في تصريحات صحفية للقاهرة 24، أن والدها طلب من الشيخ الشعراوي النصيحة حول بناء مسجد، إلا أن الشيخ أكد له: "أنت عامل الأعظم من بناء المسجد" وواصل بحسب تصريحات ابنة عدوية وقاله له: "لامم لحمك".

اللحظات الأخيرة في حياة أحمد عدوية

تحدثت ابنة عدوية أيضاً عن الأيام الأخيرة في حياة والدها، مؤكدة أنه لم يكن يعاني من الزهايمر كما أشيع، بل كان يتمتع بوعي تام حتى انقطع عن تناول الطعام والشراب قبل وفاته.

وأضافت أن والدها كان يوصيهم دائماً بالبقاء مترابطين وعدم الانشغال بهموم الدنيا. وأكدت أيضاً أن أحمد عدوية توفي بسلام في منزل ابنه، متأثراً بأعراض الشيخوخة دون أي معاناة كبيرة.

وفاة أحمد عدوية دون علمه بوفاة زوجته

عاشت ونيسة أحمد عاطف، زوجة أحمد عدوية، معه رحلة مليئة بالتحديات استمرت 48 عاماً، وكانت الداعم الأكبر له في مسيرته، وعندما وافتها المنية قبل سبعة أشهر من رحيله، قررت الأسرة إخفاء خبر وفاتها عنه خوفاً من تأثير ذلك على حالته الصحية.

وبحسب مصادر مقربة، حاولوا إقناعه بأنها في مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، إلا أن شعوره بفقدانها كان واضحاً، ورغم كل المحاولات لطمأنته، رحل عدوية عن عالمنا، دون أن يعرف بوفاتها.

قصة حب وزواج استمرت 48 عاماً

اشتهرت حياة أحمد عدوية بقصة حب مميزة جمعته بزوجته ونيسة أحمد عاطف. بدأت القصة عندما رآها عدوية أثناء خروجها من مدرستها، وقرر التقدم لخطبتها على الفور.

عاش الزوجان حياة مليئة بالحب والتفاهم، ورُزقا بطفلين هما محمد ووردة، ظلت ونيسة شريكة حياة أحمد وداعمة له حتى وفاتها قبل رحيله بسبعة أشهر، دون أن يعلم بخبر وفاتها تجنباً لتدهور حالته الصحية.

حادثة غيرت مسار حياته

خلال فترة شبابه، تعرض أحمد عدوية لحادث أليم كاد أن يضع حداً لمسيرته الفنية، وروت زوجته الراحلة ونيسة أن تلك اللحظة كانت الأصعب في حياتها، حيث استقبلته في المستشفى، وظنت أنه قد فارق الحياة.

ولكن بفضل عناية الله، عاد عدوية إلى الحياة، واستعاد قدرته على الكلام والغناء بعد رحلة علاجية طويلة في باريس استمرت أربع سنوات، وكان الأطباء قد نصحوه بمواصلة الغناء كجزء من برنامجه العلاجي لاستعادة ذاكرته.

إرث فني تجاوز نصف قرن

بدأت مسيرة أحمد عدوية الفنية في السبعينيات، وامتدت لأكثر من 55 عاماً، حيث استطاع أن يكون رائداً في ثورة الغناء الشعبي بمص، تميزت أغانيه بكلماتها البسيطة التي لامست وجدان الشعب، ليصبح الأب الروحي لجيل جديد من الفنانين الشعبيين مثل حكيم.

ورغم الانتقادات التي واجهها في بداية مشواره، حظي عدوية بدعم شخصيات بارزة مثل الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أبدى إعجابه بصوت عدوية وأغانيه التي حملت طابعاً مميزاً.