"عودة ترامب" تضع جبهة "البوليساريو" في مأزق وسط مكاسب مغربية متزايدة - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

"عودة ترامب" تضع جبهة "البوليساريو" في مأزق وسط مكاسب مغربية متزايدة - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. في خضم التطورات المتلاحقة التي يشهدها ملف النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، تقف جبهة البوليساريو الانفصالية، حسب مهتمين، أمام مفترق طرق بين تصعيد مواقفها أو الانكفاء في صمت تكتيكي، خاصة مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أسس لاعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، إلى البيت الأبيض من جديد، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة توجهات الجبهة في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه أطروحتها على الساحة الدبلوماسية العالمية.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

ويؤكدون متتبعون لقضية الصحراء ممن تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية في هذا الشأن، أن الجبهة متوجسة من عودة ترامب الذي أبانت سياستها عن براغماتية واضحة في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية، معتبرين أن هذا التوجس من إمكانية إقدام واشنطن على خطوات أكثر تقدما لتثبيت مواقفها الداعمة للسيادة المغربية على الصحراء سيدفع البوليساريو إلى تجنب التصعيد والابتعاد عن أي تحركات قد تعزز المواقف المؤيدة للمغرب، مع الرهان على عامل الزمن ريثما تتوارى “عاصفة ترامب”.

خمول سياسي وسرعة قصوى

مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مسؤول عسكري سابق في البوليساريو، قال إن “الجبهة ستتجه إلى انتهاج سياسة حذرة في الفترة المقبلة، خاصة مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ذلك أن قادة الجبهة يدركون جيدًا أنهم في وضع محرج يحتم عليهم الخمول السياسي وتجنب أي تصعيد قد يدفع الدول الداعمة للمغرب إلى تطوير مواقفها أكثر مما هي عليها الآن”.

وأضاف ولد سيدي مولود، في تصريح لهسبريس، أن “البوليساريو ستتوجه خاصة في السنتين المقبلتين إلى نوع من الهدوء غير المعلن كي لا تمنح حجة لواشنطن، صاحبة القلم في مجلس الأمن الدولي، من أجل تطوير موقفها من قضية الصحراء لصالح المملكة المغربية”، موردا أن “الأمر يتعلق بتكتيك سياسي لتجاوز المرحلة الحالية وامتصاص بريق المكاسب الدبلوماسية التي حققها المغرب، عبر عامل الوقت”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “البوليساريو لن تعلن عن أي موقف تصعيدي في الفترات القادمة رغم أنها لن تتخلى عن قرار العودة إلى حمل السلاح، غير أنها لن تقدم على ما من شأنه أن يسلط الضوء عليها، وتفضل في الوقت الحالي أن ينساها العالم إلى حين تجاوز هذه المرحلة الحرجة في تاريخها”، مسجلاً أن “التصعيد المتوقع سيكون في سنة 2030 بمناسبة تنظيم المغرب بطولة كأس العالم في كرة القدم، إذ سترغب الجبهة في استغلال هذا الحدث العالمي للتعريف بقضيتها ولفت الأضواء إليها”.

وبين ولد سيدي مولود أن “المغرب يعي جيدًا أن خصومه في حالة ضعف، ولذلك يسير بسرعة قصوى في اتجاه مراكمة الاعترافات والمكاسب الدبلوماسية”، مبرزًا على صعيد آخر أن “الجزائر بدورها في حاجة إلى إبقاء النزاع في الصحراء وتصعيد حربها الإعلامية ضد الرباط وتسويق نظرية العدو الخارجي التي تمنحها متنفسًا لتمرير سياسات معينة على المستوى الداخلي”.

ردود فعل وبراغماتية أمريكية

من جهته، أوضح محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن الجبهة الانفصالية “تبدو عاجزة عن مواكبة التطورات التي شهدتها قضية الصحراء، إذ تكتفي بردود فعل إزاء الانتصارات التي يراكمها المغرب، حتى إن دورها أصبح متجاوزًا مقابل بروز دور الجزائر التي باتت مدعوة بموجب قرارات مجلس الأمن للمشاركة الفعلية في عملية التسوية السياسية لهذا النزاع”.

وتابع عبد الفتاح بأن “مواقف الجبهة إزاء الإدارة الأمريكية تبدو متناقضة؛ إذ تحاول إعطاء تطمينات حول التزامها بالوساطة الأممية وتستقبل المبعوث الأممي، لكنها في الوقت نفسه تتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتروج لدعاية حربية مزيفة”، مشددا على أن “الجبهة تتوجس من الإدارة الأمريكية الجديدة لترامب الذي اعترف بمغربية الصحراء وتعهد بافتتاح قنصلية بمدينة الداخلة”.

وشدد المصرح لجريدة هسبريس الإلكترونية على أن “ما يطبع الإدارة الأمريكية في عهد ترامب هو التحلي بالبراغماتية والعقلانية السياسية في التعاطي مع الأزمات الدولية، الأمر الذي يحيل على تعاطي إيجابي من طرف ترامب مع واقع السيادة المغربية على الصحراء وإمكانية توطيد هذا الاعتراف الأمريكي من خلال خطوات عملية تروم التموقع ضمن هذا الإشعاع الاقتصادي والتنموي الذي تحققه المملكة في أقاليمها الجنوبية، مقابل تجاوز دور الجبهة التي فقدت كل أوراق الضغط التي كانت بحوزتها”.

وخلص رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن “ما طبع سياسة الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس العائد إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، هو التعاطي بنوع من الصرامة والحزم مع تجاوزات الدول المارقة القريبة من البوليساريو مثل فنزويلا وإيران، وهذا قد ينعكس على تعامل واشنطن مع البوليساريو نفسها، خاصة أن الأخيرة تصطدم مع الشرعية الدولية من خلال تصعيدها السياسي وعرقلة المساعي الأممية لطي هذا النزاع الذي يقوض استمرار المصالح الأمريكية في المنطقة”.

كُنا قد تحدثنا في خبر "عودة ترامب" تضع جبهة "البوليساريو" في مأزق وسط مكاسب مغربية متزايدة - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق