في خطوة تعزز مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، أعلنت قطر عن اكتشاف ضخم في حقل الشمال، وهو أكبر اكتشاف غاز في عام 2024، ويشكل هذا الاكتشاف إضافة هائلة للاحتياطيات الوطنية، مما يعزز قدرة الدولة على تلبية جزء كبير من الطلب العالمي على الطاقة بأسعار ميسورة، ويعزز من استراتيجيتها لزيادة الإنتاج من الغاز المسال بشكل ملحوظ في السنوات القادمة.

وفقًا لتقارير قطر للطاقة، فإن اكتشاف الغاز في حقل الشمال رفع احتياطيات الحقل إلى 240 تريليون قدم مكعبة، ما ساهم في رفع إجمالي احتياطي الغاز في قطر إلى 2000 تريليون قدم مكعبة، وتعد هذه الزيادة بمثابة تأكيد على القدرة الاستكشافية والابتكارية التي تمتلكها قطر في استغلال ثرواتها الغازية.

مشروع توسعة حقل الشمال

يتزامن هذا الاكتشاف مع التقدم الكبير في مشروع توسعة حقل الشمال الذي تنفذه قطر للطاقة. يهدف المشروع إلى رفع قدرة الإنتاج من 77 مليون طن من الغاز المسال سنويًا إلى 126 مليون طن بحلول عام 2027، وصولاً إلى 142 مليون طن سنويًا قبل نهاية العقد الحالي، وتبلغ هذه الزيادة الطموحة 85% عن مستويات الإنتاج الحالية، ما يعزز من دور قطر في سوق الطاقة العالمي.

إنتاج الغاز المسال

كشف وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، في تصريحات سابقة، أن الدراسات الأخيرة أظهرت أن حقل الشمال يحتوي على كميات إضافية ضخمة من الغاز، إلى جانب مكثفات تقدر بنحو 70 إلى 80 مليار برميل، بالإضافة إلى كميات كبيرة من غاز النفط المسال، والإيثان، وغاز الهيليوم، وسيمهد هذا الاكتشاف الطريق لمشروع جديد لإنتاج الغاز المسال في منطقة راس لفان، مما يعزز قدرة قطر على تصدير الغاز إلى أسواق جديدة.

يعد حقل الشمال أكبر حقل غاز غير المصاحب في العالم، ويقع في منطقة بحرية تمتد عبر المياه الإقليمية القطرية والإيرانية. تبلغ مساحة الحقل نحو 9700 كيلومتر مربع، منها حوالي 6000 كيلومتر مربع داخل المياه القطرية. يطلق عليه في قطر اسم 'حقل غاز الشمال'، بينما تسميه إيران 'حقل بارس الجنوبي'. هذا الحقل يحتوي على كميات ضخمة من الغاز، وهو يشكل أهمية استراتيجية وجيوسياسية كبيرة، ليس فقط لدولة قطر، ولكن للمنطقة بأسرها.

تاريخ طويل من الاستكشاف والإنتاج

اكتُشف حقل الشمال لأول مرة في عام 1971، لكن العمليات التجارية لاستخراج الغاز منه لم تبدأ إلا في عام 1991. وبحسب التقديرات الرسمية، فإن الحقل يحتوي على أكثر من 900 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، مما يجعله أكبر حقل غاز غير مصاحب في العالم. كما يحتوي الحقل على نحو 50 مليار برميل من المكثفات، مما يضع قطر في صدارة الدول المالكة لأكبر احتياطيات من الغاز في العالم، إلى جانب روسيا وإيران.