غاية التعليمية يكتُب.. في ليالي الشتاء الباردة يحلم الرجال الطبيعيون أحلاماً دافئة ومريحة، في حين أن آخر أحلامي كان عبارة عن مجلس صغير بحجمه، غريب بضيوفه من شخصيات لا يجمع بينها أي رابط سوى مخدتي، فهناك يجلس كرامة مرسال محتضناً عوده وبجانبه محمد بن لعبون، ثم وحيد سيف، يليه معمر القذافي، وبينهما الفرزدق، وبعدهم مارادونا بجانب غورباتشوف، الذي يتبادل التحايا والذكريات مع شخص آخر لم أستطع معرفته بسبب كثرة دخان البخور الرخيص، الذي كانت تطوف به علينا طوال الحلم السيدة الفاضلة ميريل ستريب، متقمصة شخصية هياتم وبحنجرة نعيمة الصغير، أما بالخلفية فصوت أم كلثوم يشدو مكرراً مقطع «أين مني مجلسٌ أنت به...» فقط، ومع مثل هذه المجموعة العشوائية من رفاق الحلم، من الطبيعي ألا يكون هناك جدول أعمال أو موضوع مشترك للحديث عنه، فدار الكلام عن دورة الخليج، ورقصة ثنيان العميري التي حاول غورباتشوف تقليدها أمامنا، إلى سقوط دمشق، وآخر أجزاء «باب الحارة»، وصولاً إلى عدد زيجات محرم فؤاد ودوافعها الخفية، متخللاً كل ذلك ضحكات راقية من السيدة الفاضلة ميريل بإدارة هياتم، ومما أستذكره أن كرامة مرسال دندن ليطربنا بصوته المميز «حبي لها رغم الظروف القاسية رغم المحن...»، لكن المفارقة أن كرامة كان لا يعرف الكلام إلا باللغة الإيطالية بينما يغني بالعدني، عندها وجّه معمر القذافي سؤاله للفرزدق عن رأيه فيما جرى له فرد عليه «الأرض لله ولاها خليفته... وصاحب الأرض فيها غير مغلوب»، فلم يفهم القذافي قصده ولا أنا، فعلق محذراً أو مهدداً لا ندري «كلكم جايكم الدور»، ليكمل الحوار غورباتشوف بالروسي ولم نفهم منه إلا مصطلح «بريسترويكا»، الذي انبرى وحيد سيف لشرحه لنا، ليكمل غورباتشوف بعدها حديثه باللهجة البحرينية متسائلاً «هل أخطأت بقبولي معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى؟!»، فيسأله مارادونا بالمناسبة «وهل كان بالإمكان اعتبار ربيع سعد ونعيم سعد من أسلحة الردع؟»، فرد بن لعبون موجهاً كلامه لغورباتشوف «يا عبيد من قصت يمينه شماله... يشوف فعله عدل ولو مال»، وكرامة يكمل غناءه «أحببتها والسل فيها والجرب مالي البدن...»، فيعلق القذافي «هذي آخرتها؟!»، ليرد عليه الفرزدق «وفي الأرض عن ذي الجور منأى ومذهب... وكل بلاد أوطنت كبلادي»، ليقفز بعدها وحيد سيف من فوق الطاولة الصغيرة صارخاً «إيه الناس الغريبة دي؟!»، فحتى هذا المسكين مستغرب من حلمي أكثر مني، في هذه الأثناء سمعنا أصوات قرقعة وتكسير، فإذا بالحجاج بن يوسف الثقفي، وكان يجسد شخصيته بالحلم الفنان القدير عابد فهد، يقتحم علينا خلوتنا لينفض السامر وينجلي الدخان ويختفي الضيوف، وأصحو مفزوعاً تتردد في أذني ضحكة هياتم مع صوت الست تعيد وتكرر ذات المقطع، ولم يبقَ معي سوى قلق عميق يساورني حول مصير الفرزدق فقط لا غير...

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

خير... اللهم اجعله خير.