عبدالمقصود عبدالكريم: أسرار المرضى مقدسة أقرب ما تكون إلى الاعتراف الكنسي (خاص) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. أعادت القضية التي فجرتها المحامية الجزائرية، فاطمة بن براهم، ضد الكاتب الفرنسي من أصل جزائري، كمال داود، الجدل والنقاش حول حق جواز استخدام المبدع الكاتب، حقائق ومعلومات حقيقية عن شخصيات تعيش في محيطه.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
كمال داود في روايته "الحوريات" التي فاز عنها بجائزة الجونكور الفرانكوفونية عن العام 2024، أثارت القضية من جديد، خاصة في ظل اتهام المواطنة الجزائرية "سعادة عربان" لـ"كمال داود"، أنه استغل معلومات شخصية وطبية عنها، سربتها إليه زوجته الطبيبة النفسية التي تعالج "عربان".
عبدالمقصود عبدالكريم: يجوز ولكن
وفي هذا الصدد، قال المترجم والشاعر والطبيب النفسي عبدالمقصود عبدالكريم، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": إذا أردْتُ الإجابة بكلمة واحدة فهي "يجوز"، على أن تتبعها "ولكن"، ووراء "لكن" هذه تكمن كل التفاصيل، وفي التفاصيل، كما يقال، تكمن كل الشياطين، وتكمن أيضًا كل الملائكة.نعود إلى "لكن"، وأركز هنا على مجال عملي طبيبًا نفسيًّا:
1- علينا أن نتذكر دائمًا أن أسرار المرضى أسرار مقدسة، أقرب ما تكون إلى الاعتراف الكنسي، ولا يجوز البوح بها للغير إلا بموافقة المريض، أو لتفادي وقوع ضرر جسيم.
2- خبرة الطبيب، المبدع أيضًا في هذه الحالة، خبرة مركبة: خبرة عملية وعلمية وشخصية وإنسانية، ومن العبث أن تضيع هذه الخبرة هباء، ولكن بشرط عدم تجاهل قدسية أسرار المرضى.
3- من الفقرة (1) والفقرة (2)، ومن توافق عبقري بينهما، يمكن للطبيب المبدع الاستفادة من خبرته مع المرضى أو مع مريض معين، في إنتاج عمل إبداعي بشـرط أن يبقى المرضى مجهلين، بمعنى عدم ذكر أي شيء يشير إليهم بوضوح، وبالطبع عدم ذكر هويتهم. ويتوقف حجم الاستفادة وإخفاء الشخصية المستفاد منها على موهبة المبدع وخبرته ومجال إبداعه.
4- الاستفادة العلمية موضوع آخر، لا أظن أن هذا موضعه المناسب.
5- أظن أن في الأدب، المحلي والعالمي، نماذج كثيرة، ذكرها يحتاج إلى دراسات منفصلة.
يشار إلي أن “كمال داود”، كان قد فاز بجائزة جونكور للعام الجاري 2024، والتي أعلنت في نوفمبر الماضي، وتعد من أبرز الجوائز الأدبية الفرنكفونية، عن روايته الصادرة عن دار جاليمار باللغة الفرنسية تحت عنوان "الحوريات" والتي ترصد ما مرت به الجزائر من حرب أهلية خلال عقدين من الزمن، تحديدا تسعينيات القرن المنصرم، أو ما اصطلح علي تسميتها بـ"العشرية السوداء".
وفي حواره الحصري مع "حرف"، والمنشور أمس الأربعاء، وحول الحملة التي وجهت ضده وأسبابها، قال كمال داود: هذه المرّة، مثل مرّات سابقة، إنّها هجمات منظمة وتعرف هدفها. لماذا؟ لأن الجزائر ومنذ عقود لم يكن هناك مشروع مجتمع، عدا تكرار سردية الحرب المتخيّلة ضد فرنسا. يجد الكتّاب أنفسهم في وسط حقل من الأوهام، بين فرنسا متخيّلة وجزائر لا تتخيّل مستقبلها. ثم هناك الفراغ الثقافي. صديق جزائري سألني: «إذا لم يهاجمونك هذا الشّهر، ماذا سنفعل؟ سوف نشعر بالملل لأنه لا توجد قاعات سينما ولا مسارح ولا حياة حرّة في تمضية الوقت. عندما يهاجمونك نملأ وقت فراغنا». ثم نحن الكتّاب نشبه كرة بلياردو بين الجزائر وفرنسا، بين الغرب والعالم العربي. كلّ واحد يصفي حساباته مع الآخر على ظهر الكتّاب: النّظام السّياسي الذي يعيش في فراغ، الإسلاميون الذين يرغبون في هدّم كلّ قيادة التي تخرج عن نخبهم السّياسية وعن خطاباتهم، وكذلك نخب سياسية أخرى لا تريد الحديث سوى عن حرب واحدة: حرب التّحرير. «تلك هي الحرب الحقيقة»، كما يقولون في تهكّم. عندما يقتل عربي عربيا آخر، نقول ضحية أو ميت، وليس شهيدا. عندما الغربي يقتل عربيا يصير شهيدا. ويصير هو الميت الذي يستحق الخلود. برأيي، أن بلدا يقضي وقته في الحديث عن المُستعمر القديم ليس بلدا مستقلًا، بل تابعا.
كُنا قد تحدثنا في خبر عبدالمقصود عبدالكريم: أسرار المرضى مقدسة أقرب ما تكون إلى الاعتراف الكنسي (خاص) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق