مدير الإيسيسكو: مصر بلد ذات ثقل إبداعى وثقافى.. وترطنا شراكة عبر تنفيذ مشاريع ومبادرات(حوار) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. قال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة: تجمع الإيسيسكو ومصر شراكة قوية وعلاقات متميزة تتجسد بكل وضوح في التعاون الوثيق بين الجانبين،عبر تنفيذ عدد من البرامج والمشاريع والمبادرات، فمصر تتولى حاليا رئاسة المؤتمر العام للإيسيسكو، أعلى هيئة دستورية في هيئات المنظمة، مشيدا في حوار خاص للدستور باستضافة القاهرة الدورة الـ14 للمؤتمر العام، التي انعقدت في العاصمة الإدارية الجديدة خلال ديسمبر 2021، تحت رعاية الرئيس السيسي، ومشاركة الإيسيسكو بجناح خاص في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) بشرم الشيخ، وإلي نص الحوار
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
** ما أوجه الدعم التي تقدمها الإيسيسكو للمجال التربوي بفلسطين فيما يتعلق بالطلاب المتضررين من العدوان الإسرائيلي؟
= تعمل الإيسيسكو على تقديم كل أوجه الدعم في المجال التربوي بدولة فلسطين، من خلال تنفيذ عدد من البرامج والأنشطة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، بهدف تطوير المؤسسات التربوية الفلسطينية والنهوض بها، عبر دعمها ماديا، وتوفير الأدوات والوسائط التربوية الضرورية لنجاح العملية التعلمية وضمان استمراريتها، بل وتطوير البرامج التربوية ومواءمتها مع متطلبات التنمية، وتعزيز قدرات المؤسسات التربوية، للارتقاء بدورها التربوي في مواجهة المعوقات التي تمارس عليها من الاحتلال.
وفيما يخص الطلاب المتضررين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أطلقت الإيسيسكو في 30 نوفمبر 2023، مبادرة لتقديم منحة مالية لأكثر من مائة شاب وشابة من الطلاب الفلسطينيين الدارسين بعدد من الجامعات المغربية، دعما لهم في ظل الظروف التي تتعرض لها أسرهم في فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وقدمت الإيسيسكو دعما ماليا لفائدة 500 طالب فلسطيني من الدارسين بالجامعات المصرية، في إطار برنامج دعم طلبة فلسطين الدارسين بالجامعات المصرية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم وسفارة فلسطين بالقاهرة، وقد تم تسليم الدعم المالي للمجموعة الأولى من الطلاب المستفيدين بمقر السفارة، مارس 2024، وتم توزيعه على دفعتين لفائدة 500 طالب وطالبة، بإجمالي 200 ألف دولار أمريكي.
** حدثنا عن أبرز مجالات التعاون بين الإيسيسكو ومصر؟
تجمع الإيسيسكو ومصرشراكة قوية وعلاقات متميزة تتجسد بكل وضوح في التعاون الوثيق بين الجانبين،عبر تنفيذ عدد من البرامج والمشاريع والمبادرات، فمصر تتولى حاليا رئاسة المؤتمر العام للإيسيسكو، أعلى هيئة دستورية في هيئات المنظمة، منذ استضافة القاهرة الدورة الـ14 للمؤتمر العام، التي انعقدت في العاصمة الإدارية الجديدة خلال ديسمبر 2021، تحت رعاية الرئيس السيسي.
وقد شهدت العاصمة الإدارية الجديدة في أكتوبر 2023، احتفالية دولية لإطلاق عام الإيسيسكو لشباب، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء نيابة عن الرئيس السيسي، ومشاركة عدد من الوزراء بالحكومة وكبار رجال الدولة ووزراء وسفراء ووفود شبابية من الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وخلال الاحتفالية جرى الإعلان عن إطلاق عدد من المبادرات، لتنفيذها في إطار عام الإيسيسكو للشباب، بالتنسيق بين الدول الأعضاء لتبني أفكار الشباب، وفي مقدمتها إنشاء مجلس لشباب العالم الإسلامي كمنصة لإعداد قيادات واعدة، والعمل على إيجاد فرص للشراكة بين الموهوبين وجهات التمويل، وتقديم منح رئاسية لشباب العالم الإسلامي لإعداد الكوادر النابغة، بالإضافة إلى إطلاق صندوق لدعم الموهوبين والمبتكرين، ورعاية وتمويل مشروعات لتنمية قدرات الشباب.
وعلى مستوى التعاون في المجال التربوي وإيمانا من الجانبين بالدور المحوري للمعلم في عملية تطوير التعليم وتحويله، تنفذ الإيسيسكو، واللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمصر، وجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، ومؤسسة صالح كامل الإنسانية، مشروع الشهادات الدولية المهنية في التدريس، لتدريب 2000 معلم ومعلمة في عدد من المحافظات المصرية، على مدى 3 سنوات، بهدف بناء نظام شامل لتطوير مهارات المعلمين وإكساب الممارسين التربويين الكفايات اللازمة التي يحتاجونها في تخصصاتهم ومجالاتهم المختلفة، ومن أبرز المخرجات النوعية للمشروع تمكين 100 ألف معلم خلال السنوات العشر المقبلة في الدول الأعضاء بمنظمة الإيسيسكو من الحصول على الشهادة الدولية في التدريس (PCT).
وقبل عامين جرى الاحتفاء بالقاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، وقد شهدت الاحتفالية على مدى عام كامل تنفيذ نحو 160 نشاطا متنوعا بين برامج ومبادرات سلطت الضوء على ما تتمتع به مدينة الألف مئذنة من مقومات ثقافية وحضارية متمثلة في غنى تراثها المادي وغير المادي والطبيعي، الذي جعلها وبحق متحفا مفتوحا للتراث العالمي، يضم العديد من المعالم القديمة، والحديثة، من مختلف الحقب الزمنية.
كما شاركت الإيسيسكو بجناح خاص في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) بشرم الشيخ، وشهد عروض متنوعة حول التراث والذكاء الاصطناعي وتأثير تغيرات المناخ على المواقع التراثية التراث وحقوق النساء، بالإضافة إلى إطلاق الإيسيسكو مبادرة دولية لإنشاء صندوق حماية مواقع التراث والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية، وتوقيع مذكرة تفاهم بين الإيسيسكو ووزارة السياحة والآثار المصرية ومنظمة اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز تحديث الصناعة في مصر، لدعم مشروع التحول الأخضر واستخدام الطاقة النظيفة، ممثلة في تحويل المواقع التراثية والمتاحف في مصر إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل مستدام لا يؤثر على البيئة ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
** ماذا عن التعاون بين الإيسيسكو والأزهر الشريف؟
تتلاقي الأهداف النبيلة لمؤسسة الأزهر الشريف ومنظمة الإيسيسكو، تسعى المؤسستان إلى إظهار الصورة الصحيحة لديننا الحنيف، ودعم قيم السلام والتعايش والحوار الحضاري وتعزيز مكانة اللغة العربية دوليا، وهو ما أفسح المجال أمام تعاون متميز وغير مسبوق بين الجانبين، تجلى هذا التوافق في الأهداف والتعاون على تحقيقها خلال لقائي مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي جرى يوم الأربعاء (31 أغسطس 2022) بمقر مشيخة الأزهر في القاهرة، وشهد تأكيد الحرص على بناء شراكة مثمرة بين المؤسستين، وتوقيع اتفاقية تعاون مبنية على برامج ومشاريع، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الحضور الدولي للغة العربية، والحفاظ على الهوية والتعريف بالثقافة والحضارة الإسلامية، في مواجهة التحديات المتزايدة في هذا السياق، وتوفير منح دراسية بجامعة الأزهر لطلاب من دول العالم الإسلامي.
وخلال زيارتي لمصر في مارس 2023، أوفى الإمام الطيب بوعده، وجرى توقيع اتفاقية تعاون بين الإيسيسكو ومركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب التابع للأزهر الشريف، بهدف دعم وتعزيز التعاون الأكاديمي والفني والتقني في المجالات التعليمية والثقافية بين الجانبين، والمنح الدراسية.
ونصت اتفاقية التعاون على إنشاء كرسي الإيسيسكو لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ونشر وتمكين تعليم الخط العربي في الدول الأعضاء بالمنظمة، والتنظيم المشترك للمؤتمرات والندوات والدورات التدريبية وورش العمل مشتركة، والإعداد لمناهج دراسية للتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام وثقافة وحضارة العالم الإسلامي، والاحتفاء بأعلامها والتعريف بإسهاماتهم، ودعم مشروعات ترجمة التراث والكتب الثقافية والدينية، وتعزيز دور الإعلام والاتصال في نشر ثقافة التوافق وقيم التسامح والوسطية.
** أدرجت الإيسيسكو عددا من المواقع الأثرية على قوائمها للتراث في العالم الإسلامي.. ما أبرز جهود المنظمة في مجال حفظ وتثمين التراث؟
حماية تراث العالم الإسلامي وحفظه وصونه وتثمينه على رأس أولويات الإيسيسكو، في ظل رؤيتها الجديدة وتوجهاتها الاستراتيجية، في ضوء تعاظم المخاطر التي تهدد التراث والمواقع التاريخية في الدول الأعضاء، وتتنوع هذه التهديدات بين مخاطر ناتجة عن التغييرات المناخية ومخاطر بسبب الصراعات والنزاعات، فضلا عن عدم تسجيل معظم هذه المواقع على قوائم التراث العالمية، الأمر الذي يتنافى مع الحجم الكبير من الآثار والمواقع التي يزخر بها العالم الإسلامي.
لذلك استحدثت المنظمة مركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، وأنشأت لجنة التراث في العالم الإسلامي، التي تعتمد الملفات المقدمة من جانب الدول لتسجيل تراثها المادي وغير المادي على قوائم الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، حيث نجحت المنظمة في تسجيل 724 موقعا تاريخيا وعنصرا ثقافيا في الدولة الأعضاء، ونسعى إلى بلوغ 1000 موقع وعنصر في 2025، كما تحرص الإيسيسكو على دعم جهود دولها الأعضاء في تدريب العاملين بمجال التراث على إعداد ملفات التسجيل على قوائم التراث العالمي، عبر عقد دورات تدريبية في المجال، بالإضافة إلى إطلاقها مبادرات لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في عملية حفظ وتثمين المواقع الأثرية والتراثية.
واحتفاء بما تزخر به مدن العالم الإسلامي من إرث حضاري وإشعاع ثقافي رفيع، يسعى برنامج الإيسيسكو للاحتفاء بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، والذي شهد تحديثا وتجديدا، إلى الاحتفال سنويا بعدد من العواصم الثقافية، بالتعاون مع الجهات المختصة في كل دولة، لإبراز المكانة الحضارية التي تتمتع بها المدن المختارة، وما تزخر به من موروث ثقافي مادي وغير مادي.
وقد اعتمد المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي عقدته الإيسيسكو واستضافته دولة قطر في شهر سبتمبر 2023، وثيقة الإيسيسكو حول استراتيجية مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، ووثيقة برنامج تثمين الكنوز البشرية الحية والمعارف التقليدية في العالم الإسلامي، وأدلة الإيسيسكو لحماية وصون وتثمين التراث في العالم الإسلامي، ومشروع الحفاظ على المآذن في العالم الإسلامي، وإعداد ملف لتسجيلها على قوائم التراث.
** كيف ترى استراتيجية مصر الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 لبناء قدرات الشباب؟
= في إطار رؤية الإيسيسكو توجهاتها الاستراتيجية تعمل المنظمة على دعم جهود دولها الأعضاء للارتقاء بمجالات التربية والعلوم والثقافة، وذلك من خلال تنظيم عدد من البرامج والمشاريع وتوفير الخبرات اللازمة بهدف دعم استراتيجيات دول العالم الإسلامي في مجالات اختصاص المنظمة، والمساهمة في جهود التنمية المستدامة لبناء مستقبل مزدهر لمجتمعات العالم الإسلامي.
وهنا أود أن أنوه بما تطمح إليه استراتيجية مصر الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، والمحاور الثلاثة الرئيسية والمتمثلة في: التنمية المستدامة، والجيل الرابع من التعليم العالي والبحث العلمي، وخطط التنمية الإقليمية، وأرى أن هذه الاستراتيجية خطوة مهمة من أجل بناء مستقبل واعد للشباب المصري، من خلال تحقيق مجموعة من الأهداف لتحسين بيئة البحث العلمي، وتشجيع الابتكار والإبداع، وبناء اقتصاد المعرفة وريادة الأعمال، وتهيئة الشباب لدخول سوق العمل المستقبلي ومهن الغد.
** هل هناك مشاريع مستقبلية جديدة بين الإيسيسكو والحكومة المصرية؟
= مصر بلد ذو ثقل في مجال الإبداع والثقافة، وتلعب دورا محوريا في تطوير مجالات التربية والعلوم والثقافة، ما يدفع الإيسيسكو إلى مواصلة العمل لترسيخ الشراكة المُتميزة مع مصر في مجالات اختصاصات المنظمة، من خلال تنفيذ برامج وأنشطة ذات نتائج ملموسة، وهناك تواصل لعدد من المشاريع ، منها مشروع الشهادات الدولية في التدريس، تحويل بعض المواقع التراثية إلى استخدام الطاقة النظيفة، وهناك مجموعة من البرامج المستقبلية للتعاون، خصوصا في إطار الاحتفاء بمدينة سيوة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2027، ضمن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، كما ستنظم الإيسيسكو، ممثلة في إدارة الإعلام والهوية المؤسسية، بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة وجامعة الأهرام الكندية، دورة تدريبية حول "التربية الإعلامية" لفائدة عدد من التلاميذ والطلاب، استكمالا لدورات سابقة نظمتها الإيسيسكو واللجنة الوطنية المصرية لبناء قدرات الصحفيين والإعلاميين بمجال استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي.
كُنا قد تحدثنا في خبر مدير الإيسيسكو: مصر بلد ذات ثقل إبداعى وثقافى.. وترطنا شراكة عبر تنفيذ مشاريع ومبادرات(حوار) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق