ما قل ودل: وزير إسرائيلي يعترف بأن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة لأميركا - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. تابعتُ حواراً نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم السبت الماضي مع وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة إسرائيل، يعترف فيه باعترافات خطيرة عن العلاقة العميقة بين أميركا وإسرائيل بكل فخر وزهو واعتزاز في العلن وعلى السطح، ودون مواربة أو تهرب من الإجابة أو التفاف حولها كما يفعل المسؤولون في بلادنا حتى في مجالسهم الخاصة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
كما تابعت أحداث كوريا الجنوبية وسقوط رئيسها يون سوك يول وعزله بقرار من برلمان بلده، بسبب إعلانه الأحكام العرفية، والتظاهرات التي اندلعت في الشوارع احتجاحا على ذلك، وتابعت أيضا سقوط رئيس وزراء فرنسا بقرار سحب ثقة من البرلمان الفرنسي، فضلا عن سقوط الائتلاف الحاكم في ألمانيا بقرار من البرلمان، سقط الاثنان لأسباب سياسية وليس بسبب فساد أو طغيان على شعبيهما.
يحدث هذا في قارة آسيا وقارة إفريقيا، ولا يذرف أحد دمعة واحدة على حكم يسقط هنا أو هناك، فالسيادة للأمة والشعب في هذه البلاد، ولا سيادة للحاكم والسياسة العامة للدول في هذه البلاد، لا تتغير بسقوط حزب أو فرد أو حكومة، كل شيء يسير فيها وفق ثوابت أساسية، تتداول فيها السلطة وفقا لأحكام الدستور.
تأملت ذلك كله وأنا أتابع مقالات وتحليلات الكتاب العرب في مصر وغيرها وقد وصف د. نصر محمد عارف، في مقال له على صفحات «الأهرام»، الأسبوع الماضي، تحت عنوان «سورية... الخاسرون والأخسرون»، والذي وصف فيه سقوط حكم الأسد بالسقوط المحزن، ومع تقديري وإعجابي الكامل بتحليله السياسي على المستوى القريب والمتوسط والبعيد، وعلى المستويين الإقليمي والعالمي، إلا أن ما يؤخذ على هذا المقال أن كاتبنا الأكاديمي والمحلل السياسي القدير هو وصف سقوط نظام الأسد بالمحزن، وكان يمكن أن يقول السقوط المخزي أو المبلل بالعار وسفك دماء شعبه وسجن واعتقال الأحرار من شعبه في سجون متعددة الطوابق تحت الأرض ودفنهم أحياء في مقابر جماعية.
ولكنه لم يقل كلمة واحدة عن فظائع وطغيان حكم الأسد والملايين التي شردها من بلاده التي أصبحت في عهده قواعد عسكرية للشرق والغرب، ولميليشيات تابعة لجماعات متطرفة تآمرت كلها على ثورة الربيع العربي في سورية، لكننا نتباكي على جيش سورية الذي حطمت إسرائيل 80% من مقدراته العسكرية التي لا تستطيع سورية تعويضها لعقود من الزمن، يصاحبه سؤال مشروع: ماذا كان يفعل هنا الجيش في عهد الأسد سوى حمايته؟ كما أن التباكي على احتمال تقسيم سورية إلى دويلات يصاحبه سؤال مشروع: هل كانت أرض سورية موحدة في عهد الطاغية؟ إن الحرص على وحدة سورية في فهم الباكين على احتمال انقسامها لم يدفعه الباكون على سقوط حكم الأسد، بل دفعه الشعب السوري في السجون والمعتقلات وفي الشتات وفي المقابر الجماعية.
حوار الوزير الإسرائيلي
ولكن وقفت كثيرا عند اعترافات الوزير الإسرائيلي الحالي في حكومة اليمين المتطرف التي تحكم البلاد، رون ديرمر، متأملاً جرأته وشجاعته وصراحته وجرأة وشجاعة صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية والحرية المتاحة للصحافة في أميركا حتى في وصف حكومتها ونظامها بما يشين أميركا التي تحكم العالم كله بالخزي والعار، ولم أسمع أن هناك تحقيقا سيُجرى في إسرائيل، سواء على المستوى الحكومي أو على مستوى «الكنيست» أو أن تحقيقا سيجرى في أميركا مع الصحيفة المذكورة بسبب نشر هذا الحوار، أو أن تظاهرات خرجت في الشوارع للتنديد بتلك الصحافة وأن حجارة ألقيت على مقرها.
والواقع أن الوزير الإسرائيلي قد أنصف الحقيقة من الكيان الصهيوني التابع للإمبريالية العالمية وأداتها في الأعمال القذرة والإبادة الجماعية وترويع الشعوب والأمم والدول وإرهابها في الاعترافات التالية:
1 - أن إسرائيل تقوم باستمرار بالأعمال القذرة لأميركا بتكلفة باهظة.
2 - أن الحرب ضد «حماس» وحزب الله ليست صراعا إقليميا على أرض متنازع عليها، بل هي نتيجة حرب باردة عالمية بين تحالف من الديموقراطيات الرأسمالية واتحاد من الدكتاتوريات الاشتراكية المناهضة لأميركا، وأن هذا تحالف تقوده الولايات المتحدة الأميركية بشكل سيئ في الوقت الحالي.
3 - وأن من يعتقدون أن أميركا مكروهة بسبب إسرائيل يخطئون، لأن إسرائيل هي المكروهة بسبب الولايات المتحدة الأميركية.
4 - أن إسرائيل هي الحليف القادر على الدفاع عن نفسه بنفسه، ولا يتعين على أميركا إرسال قوات لحمايته لتمتعها (أي إسرائيل) بقدرات استخباراتية هائلة وسيبرانية وجميع أشكال الحرب، وقادرة على تطوير أسلحة جديدة.
5 - أهمية قوة الردع في العلاقات الدولية، وأنه لا توجد دولة أخرى من دول العالم تستطيع ما استطاعته إسرائيل من استعادة القدرة على الردع التي فقدتها في 7 أكتوبر.
6 - نعت الولايات المتحدة بضعف قدرتها على الردع أو تخليها عنه (الانسحاب من أفغانستان) والتردد في إثارة غضب بوتين بالسماح لأوكرانيا بالهجوم والتردد في التعامل مع معركة إسرائيل ضد «حماس» لأسباب سياسية بحتة وعدم القدرة الظاهرية حتى على حراسة حدود جنوب البلاد (المكسيك)، ويورد استثناء على ذلك عقب أحداث سبتمبر 2001، فقد امتلكت أميركا الدهاء والجرأة المطلقة لتنفيذ العديد من المغامرات ضد أعدائها.
7 - أن إسرائيل باختصار لا تكتفي بتأثير اللوبي (جماعات المصالح المؤيدة لها في دوائر الحكم في واشنطن)، بل تقوم دائما بالتسويق لنفسها في سوق الإعلام والرأي العام ومراكز الفكر في الولايات وتطوير رؤيتها لنفسها ولدورها في المنطقة بالتشبيك مع القيم والمصالح الأميركية أو على الأقل الترويج لذلك.
8 - إن الحليف الذي يختاره أي رئيس أميركي لو فكر أن يكون حليفا وحيدا لأميركا لمدة نصف قرن لا بد أن يكون إسرائيل، ويرى في هذا السياق أن الأولوية لإسرائيل على بريطانيا، لأن إسرائيل لديها جيش نظامي أكبر من بريطانيا.
(الحوار مصدره صحيفة الأهرام في عددها الصادر في 18 الجاري د. محمد كمال)
ولست فيما وقفت عنده من اعترافات للوزير الإسرائيلي معجبا بشجاعته أو صراحته أو صفاقته أو الغرور والاستعلاء والغطرسة التي ترزأ بها اعترافته، فهو يتباهي ويفخر بقوة الردع التي استعادتها بعد السابع من أكتوبر ضد شعب أعزل! وبضعة آلاف من المقاومة الفلسطينية (حماس) صمدوا حتى الآن أمام الترسانة العسكرية الإسرائيلية - الأميركية، وأمام دعم غير محدود ماليا من الإمبراطورية الاستعمارية الجديدة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها والسماء العربية المفتوحة لطائرات إسرائيل التي تدمر الحياة على الأرض الفلسطينية. لقد لقنت غزة و»حماس» إسرائيل درسا لا ينسى في مقاييس البطولة والشجاعة والإيمان بالقضية الفلسطينية والوطن.
ومن الجدير بالذكر أن الوزير الإسرائيلي رون ديرمر هو مواطن أميركي أصلا، ولد في أميركا وحصل على الجنسية الإسرائيلية عام 1997، ولم يتخل عن جنسيته الأميركية إلا في سنة 2005، فهو يصدق عليه القول المأثور «وشهد شاهد من أهلها» من الناحيتين، أميركا وإسرائيل.
كُنا قد تحدثنا في خبر ما قل ودل: وزير إسرائيلي يعترف بأن إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة لأميركا - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق