ترامب يزيد متاعب رئيس وزراء كندا - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. عندما تولى السلطة عام 2015، تلقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إشادات لكونه أيقونة تقدمية ويساري يتمتع بالجاذبية، ويحظى بمظهر مشابه للنجوم السينمائيين، فهو الذي تعهد بإصلاح الانتخابات ومواجهة التغير المناخي وتشريع الماريخوانا. وقد أصبح سريعا واحدا من أبرز الرموز السياسية المعروفة في العالم، الذي يعرف بالسياسات الليبرالية والتقاط الصور الذاتية “السيلفي” مع المعجبين والغاضبين.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وقالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن دوان برات، المتخصص في العلوم السياسية في جامعة مونت رويال في مدينة كالجاري قال: “كان يُنظر لترودو على أنه نجم روك كندي”.
وبعد تسعة أعوام، فقد ترودو شعبيته بصورة كبيرة في الداخل، ويكافح من أجل منصبه في ظل تزايد الدعوات المطالبة باستقالته.
ويحمل الناخبون ترودو مسؤولية تعثر الاقتصاد الكندي وأزمة الإسكان والهجرة التي وصلت إلى مستويات تقترب من القياسية. ولأشهر الآن، تظهر استطلاعات الرأي أنه من غير المرجح بصورة كبيرة أن يتمكن من قيادة حزبه الليبرالي إلى الفوز في الانتخابات المقبلة، المقررة في 20 أكتوبر من العام المقبل.
وقد زاد انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا الأمور سوءا بالنسبة لترودو.
ويؤكد المحافظون وحتى أعضاء من حزبه الليبرالي أنه لا يقوم بما يكفي لمواجهة ترامب، الذي هدد بفرض رسوم كبيرة على الواردات من كندا، وقام بالسخرية منه خلال الأسابيع الماضية بتكرار وصفه بـ “حاكم” الولاية الأمريكية الـ51.
واستقالت وزيرة المالية، كريستيا فريلاند، أحد أقوى حلفاء ترودو، بصورة مفاجأة هذا الأسبوع بسبب خلافها مع توجه ترودو تجاه ترامب.
وبلهجة شديدة، اتهمت فريلاند في خطاب استقالتها ترودو بتبني “حيل سياسية مكلفة” بدلا من مواجهة الرئيس الأمريكي مباشرة، وتغليب مصلحته على مصلحة الكنديين.
ووضعت استقالة فريلاند، التي تعد جزءا من الهجرة الجماعية الأخيرة لأعضاء مجلس الوزراء، حكومة ترودو في حالة فوضي، وعجلت بمطالب جديدة من حزبه وحلفائه بالاستقالة.
وفي الوقت نفسه، تطالب ثلاثة أحزاب معارضة في كندا أن يدعو ترودو لإجراء انتخابات جديدة.
وقال بيير بويليفير، زعيم حزب المحافظين، إن “كل شيء يخرج عن السيطرة”، مضيفا: “ببساطة لا يمكن أن نستمر هكذا”.
وتبرز الأزمة التي تواجه ترودو الفوضى الجيو-سياسية التي أحدثها ترامب منذ انتخابه، قبل أسابيع من عودته الرسمية إلى البيت الأبيض.
وقال برات: “كل شيء كان يبدو مشرقا ومنعشا بشأن ترودو خلال عام 2015، أصبح الآن يبدو باليا ومرهقا”.
وترودو هو الابن الأكبر لرئيس الوزراء الراحل بيير ترودو، الذي قاد كندا لمدة 15 عاما منذ بداية 1968.
وعمل ترودو الأصغر مدرسا قبل أن يدخل عالم السياسة. وكان يبلغ من العمر 43 عاما فقط عندما أطاح بحكومة رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر من خلال حشد جحافل من الناخبين الشباب، الذين تحمسوا تجاه وعده بإعادة الليبرالية الاجتماعية.
وعندما تولى منصب رئيس الوزراء، قنن ترودو الماريخوانا وفرض ضريبة وطنية على الكربون، يقول المسؤولون إنها ستقلص الانبعاثات بواقع الثلث بحلول نهاية هذا العقد. كما أصبح ثقلا ليبراليا بارزا موازننا لترامب، الذي تم انتخابه أول مرة عام 2016.
فعندما حظر ترامب السفر إلى الولايات المتحدة من دول عدة ذات أغلبية مسلمة خلال عام 2017، أعلن ترودو أن أبواب كندا مفتوحة.
وكتب عبر منصة “إكس”: “إلى الذين يفرون من الاضطهاد والفزع والحرب، كندا ترحب بكم، بغض النظر عن ديانتكم”.
وحظي ترودو بالإشادة لقيادة البلاد خلال إعادة مفاوضات ناجحة لاتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا-المكسيك-كندا، وهي العملية التي ترأستها فريلاند.
ولكن فيروس كورونا مثل تحديا آخر لترودو، حيث كان التعافي الاقتصادي للبلاد أبطأ من التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ومؤخرا، تعرض ترودو لانتقادات للسماح لمهاجرين، يقترب عددهم من القياسي، بدخول كندا خلال جائحة كورونا وبعدها، بهدف إنعاش النمو الاقتصادي.
وأدى تدفق العمال المؤقتين والطلاب الدوليين واللاجئين لزيادة تعداد السكان من 38 مليونا إلى 41 مليون نسمة خلال ثلاثة أعوام. ويقول المنتقدون إن هذا التدفق عزز من المنافسة الموجودة بالفعل على الإسكان والرعاية الصحية والتعليم.
واستمرت شعبية ترودو في الانخفاض. وحينئذ تمت إعادة انتخاب ترامب.
وأعلن ترامب أنه يعتزم أن يفرض في أول يوم من توليه منصبه رسميا رسوما بنسبة 25% على السلع القادمة من كندا والمكسيك، ما لم تقلص الدولتان من تدفق المهاجرين غير القانونيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن الكثير من المحللين يعتقدون أن ترامب ربما يستخدم تهديد الرسوم كأسلوب تفاوضي قبل أن يعود إلى البيت الأبيض، إلا أن هذه القضية أثارت قلقا عميقا في كندا.
كما أثارت جدلا بشأن ما هي أذكي استراتيجية بالنسبة لكندا للتعامل مع الزعيم الأمريكي الشرس: التراجع أم تبني توجه أكثر تصالحا؟
ويبدو أن ترودو اختار الخيار الثاني. فخلال الشهر الماضي، توجه إلى منطقة مار ايه لاجو الخاصة بترامب في فلوريدا للعشاء مع الرئيس المنتخب. بعد ذلك، في محاولة واضحة لاسترضاء ترامب، أعلنت حكومة ترودو عن خطة لتعزيز الأمن على طول الحدود الأمريكية.
ويقول المحللون إن هناك نتائج عدة محتملة للأزمة السياسية الحالية.
فقد يتم إجبار ترودو من جانب حزبه على التنحي عن زعامة الليبراليين، الذين سيختارون زعيما جديدا. وتعد فريلاند مرشحا محتملا. وفي النهاية سيدعو الليبراليين لإجراء انتخابات جديدة، ولكن أملهم أن يساعد الزعيم الجديد في تقليص خسائرهم المرجحة لصالح المحافظين، الذين تظهر استطلاعات الرأي تقدمهم بهامش كبير.
وبدلا من ذلك، يمكن أن يدعو ترودو لإجراء انتخابات، ويقود الليبراليين في الانتخابات بنفسه. وهذا ما قال إنه يعتزم القيام به.
كُنا قد تحدثنا في خبر ترامب يزيد متاعب رئيس وزراء كندا - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق