طريق النجاح.. "الدستور" ترصد قصص حرفيين أعادوا الحياة للموروث المصرى - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. بين أروقة معرض «تراثنا» للحرف اليدوية والتراثية تتجلى قصص استثنائية لحرفيين استطاعوا أن يحولوا أحلامهم إلى مشاريع ناجحة، إذ صنعوا قطعًا فنية تمزج بين التراث والحاضر.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وتأتى الدورة السادسة من «تراثنا لتؤكد نجاح الفكرة، وأن مصر مليئة بالفنانين أصحاب الأفكار الفريدة والإرادة القوية».
ويحرص جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر على إقامة معرض تراثنا سنويًا، وتأتى النسخة الجديدة بمشاركة ما يزيد على ١١٠٠ عارض، ونحو ٢٥ جهة حكومية وأهلية، بجانب شركاء الجهاز من المنظمات الدولية التنموية.
وتحضر النسخة الحالية وفود من ٨ دول مختلفة، فى إطار سعى جهاز تنمية المشروعات لتسويق أعمال الفنانين المصريين فى الخارج.
هانى حمادة: ترك الهندسة وتفرغ لصناعة الدمى ووفر فرص عمل للمعيلات
بين مجموعة من الدمى الجميلة، يقف هانى حمادة مبتسمًا بعد أن حقق حلمه، بتصنيع دمى بأعلى نسبة مكون محلى ممكنة.
«هانى»، ابن محافظة الدقهلية، الذى بدأ التفكير فى المشروع حينما كان طالبًا فى كلية الهندسة، رأى أن السير فى الطريق التقليدى فى الحياة لن يكون الاختيار الصحيح، وأصر على أن المحاولة أفضل من اليأس.
يقول «هانى»: «بدأت فى تنفيذ فكرة مصنع الدمى عام ٢٠١٩، قبل تفشى جائحة كورونا بأشهر، واشتريت المعدات والخامات، ثم بدأت الجائحة، وكنت أمام خيارين، إما أن أبيع كل شىء وأتوقف، أو أن أكمل طريقى وأنتظر.. وقررت ألا أتراجع وأن أناضل حتى أصل للنجاح».
وأضاف: «لم يكن الطريق سهلًا؛ فالسوق المصرية كانت مليئة بمنتجات مستوردة ذات جودة عالية، بينما لم تكن منتجاتى قد وصلت إلى المستوى المطلوب بعد، فبدأت فى التركيز على التفاصيل الدقيقة التى تميز المنتجات، ونجحت فى صناعة عينات صغيرة، وكان هدفى أن تكون هذه الدمى قادرة على منافسة المنتجات المستوردة من حيث الجودة والتصميم، وكنت أعمل على كل عينة حتى أصل لمستوى أرضى عنه تمامًا، ولم أتخذ خطوة الافتتاح إلا بعد أن شعرت بالثقة فى المنتج الذى أحمله بين يدى».
وأكد: «أحلم أن يكون المنتج مصريًا بنسبة ١٠٠٪، لكن لا أزال أستخدم بعض الخامات المستوردة، وسأحقق حلمى يومًا ما، حينما أجد الخامات الباقية مصنوعة فى مصر».
وأشار إلى أنه ساعد السيدات المعيلات من محافظة الدقهلية، عبر تدريبهن فى المصنع لمدة أسبوع، ثم وزع عليهن ماكينات خياطة لتعمل كل منهن من منزلها، وهو ما مكن السيدات من تحقيق دخل كبير دون الحاجة لمغادرة المنزل: «ظروفهن لم تكن تسمح بالعمل التقليدى، فوفرنا لهن التدريب والعمل المرن، واليوم أصبح لديهن مصدر دخل ثابت يعينهن على أعباء الحياة».
وبمرور الوقت، استطاع «هانى» أن يوسع نشاطه ويفتح أسواقًا جديدة داخل مصر، وبدأ بتوزيع منتجاته فى القاهرة والإسكندرية ومدن الصعيد، حتى وصل إلى أكبر الأسواق التجارية فى الموسكى، والآن بمساعدة جهاز تنمية المشروعات، سيتمكن من التصدير للخارج.
علاء أنس: حولنا البامبو لمصدر دخل مستدام لذوى الهمم
لفت علاء أنس أنظار زوار معرض «تراثنا» إليه، بإبداعه فى استخدام خامة البامبو فى صنع منتجات حديثة وقابلة للاستخدام مع كونها تحمل طابعًا تراثيًا متميزًا.
وأوضح «علاء» أن البامبو يعد مادة طبيعية مرنة يتم استخدامها فى صناعة العديد من الأشياء، من الحقائب اليدوية إلى أدوات المكتب والمعلقات الجدارية، موضحًا أن معرض هذا العام يضم منتجات جديدة، مثل المجسمات البارزة للحيوانات، مثل الزراف والغزال والأفيال، والتى زودت بمصابيح مضيئة لتتحول إلى أباجورات تجمع بين التراث والجمال العصرى. وأعرب «علاء» عن فخره بدوره فى دعم ذوى الهمم، بعد قيامه بتدريب فريق كبير منهم على هذه الصنعة، وقال: «أحرص على تأهيل وتدريب ذوى الهمم ليصبحوا حرفيين مميزين، فهم يمتلكون طاقة وإصرارًا كبيرين، ومن خلال مشاركتهم فى المعارض والمهرجانات تزداد ثقتهم بأنفسهم، كما تسهم صناعاتهم فى إدخال البهجة عليهم وتوفير عائد مادى مستدام لهم». وأكد أن أعمال ذوى الهمم تتمتع بجودة عالية وتسوق فى العديد من الأماكن، ما يعكس قدراتهم الفريدة ودورهم الفاعل فى المجتمع.
سلمان أبواليزيد: ورثنا الفخار القناوى من الفراعنة.. والمعرض يزيد الوعى بأهميته
من محافظة قنا، جاء سلمان أبواليزيد حاملًا معه تراث أجداده من صناعة الفخار القناوى، وفى مكان متميز داخل المعرض، جلس بجانب «الدولاب» الخاص بتشكيل الفخار، وبدأ فى إبداع وتشكيل الأوانى المختلفة من طمى النيل الأصيل. ومن بين عشرات الزوار الذين تجمعوا حوله لمراقبة عمله بذهول وانبهار أو لالتقاط الصور والفيديوهات، بدأ «سلمان» يروى قصة الفخار الذى يعتبره «أصل الصناعة المصرية منذ عهد الفراعنة».
وقال: «نبدأ بالطين العادى ثم نضيف البرام، وهو الطين الأحمر، الذى يجعل الأوانى أكثر صلابة لتحمل درجات الحرارة العالية، كما أنه آمن وصحى بنسبة ١٠٠٪ للاستخدام فى حفظ الطعام والشراب».
وعن الأدوات المستخدمة فى صناعة الفخار، قال: «فى البداية كانت تستخدم الأحجار، ثم بدأ استخدام الدولاب الخشبى، وحاليًا أصبح الدولاب يعمل بالكهرباء، ما أسهم فى تسهيل وتسريع الإنتاج، مع الحفاظ على الجودة والتراث».
وعن مشاركته فى معرض «تراثنا»، اعتبر «سلمان» أنها فرصة ذهبية لتعريف الجمهور بمراحل صناعة الفخار وضمان جودته، قائلًا: «المعرض يزيد من وعى الزوار بأهمية هذه الحرف التقليدية، ويفتح أمامنا أبوابًا جديدة لتسويق منتجاتنا».
كُنا قد تحدثنا في خبر طريق النجاح.. "الدستور" ترصد قصص حرفيين أعادوا الحياة للموروث المصرى - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق