عزة أبو النجاة تكتب: دور وسائل التواصل الاجتماعى فى التمكين للغة العربية - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. قد تبدو لفظة "التمكين" بالنسبة لتاريخ اللغة العربية، وتراثها النادر العميق غريبة، ولكن مع قليل من التأمل الممزوج باستعراض واقع اللغة العربية اليوم أجد أنه من واجب كل محب للعربية، حريص عليها السعى إلى التمكين لها فى أوطانها ما وجد إلى ذلك سبيلا، والسبل التي سلكها الدارسون في عالمنا الواقعي التقليدي كثيرة ومعروفة، ويبقى أن لدينا عالما افتراضيا، أو هكذا أطلق عليه لم نُعِر العربية فيه كبير اهتمام، بل عده بعضنا ملهاة أحيانا، ومَبْكى أحيانا أخرى، واعتنى بعض المنتسبين إليه بكل شيء يريدون أن يطرحوه من قلوبهم إلى المساحة البيضاء الخالية عدا الاهتمام باللغة المكتوبة بها منشوراتهم؛ فوجدنا كل عجيب وغريب بدءا من الأحرف اللاتينية التي تكتب بها العامية المصرية بشكل يسيء إلى الذات العلية (wallahy)، وإلى المقدسات، وإلى اللهجة العامية نفسها قبل إساءته للفصحى، ومرورا بكتابة العامية كتابة صوتية مدهشة ومضحكة يحار في تحقيقها القارئ؛ فمثلا بالنظر إلى حرف القاف الذي ينطق في العامية همزة نجد الأمثلة الآتية:
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
- "قلم" تكتب "ألم" على اعتبار نطق القاف همزة في العامية، الأمر الذي يؤدي إلى انحراف المعنى إلى شيء لم يقصده الكاتب.
- "بقى" تكتب "بأه" بالهمزة أيضا، وهو الأمر الذي يحار في معناه القارئ لولا نظرية السياق.
- "أودة" العامية الدخيلة وتعني حجرة تجدها مكتوبة بالقاف "قودة" ظنا من صاحبها أن الكلمة عربية وأن الهمزة صحتها القاف.
- قايل للسقوط في موضع آيل للسقوط ظنا من الكاتب أن الهمزة عامية.
وبالنظر إلى حرف القاف الذي ينطق في العامية "كافا" أحيانا، وحرف الضاد الذي ينطق دالا أحيانا نجد العجب في كتابة "الراقدون" على النحو الآتي "الراكضون"، الأمر الذي يشوه المعنى، أو يقلبه إلى الضد، أو إلى الفحش فى أحيان أخرى.
وهذا غيض من فيض ما تمتلئ به وسائل التواصل الاجتماعي من عدم اكتراث باللغة المكتوبة، ولا بقارئها والعلة واضحة: أن هذا عالم افتراضي للتسلية ، والمتعة ، وإفراغ مافي القلب بغية حصد التفاعلات المختلفة ، والتعليقات الكثيرة الأمر الذي أدى إلى فوضى لغوية عارمة تكاد تعصف عصفا باللغة العربية وينذر بكارثة وشيكة نتيجة التعامل المستمر مع هذه الوسائل، على مستوى كتابة المنشورات، ومشاركة ما ينقله الآخرون تحت أسماء لامعة، ذائعة الصيت كالإمام علي بن أبي طالب، وعمرَ بن الخطاب، ونجيب محفوظ ، ونزار قباني، ومصطفى محمود ... إلى آخر القائمة التي ينسب لها أقوال هم منها برءاء؛ ففضلا عن الأخطاء اللغوية الموجودة فإن روح المنقول وأسلوبه، وصياغته لاتتفق مع الشخصية المنقول عنها ، وكل ذلك يمر مر الكرام عند المتعلمين ، وأنصاف المتعلمين دون تدقيق أو تحقيق.
فإذا كانت نظرتنا إلى العوالم الافتراضية هذه النظرة التي لا تعتني بتدقيق ما نكتب، وما نشارك نشره فضلا عن تحقيقه، فيجب ألا تستمر مع دخول هذه العوالم حياتنا التعليمية وخصوصا تطبيق الواتسآب الذي يستخدم استخداما واسعا في نقل كل التعليمات ، ومعظم المواد التعليمية؛ فالملاحظ أن آفة عدم الاعتناء بما يكتب عبر وسائل التواصل في العالم الافتراضي امتدت إلى ما يكتب وينشر بغية التحصيل العلمي ، ولكل منا أن يراجع المحادثات الخاصة ، والمجموعات المفتوحة ، وأسئلة المتعلمين ليرى الانهيار التام في اللغة المكتوبة إملاء ، ونحوا، وصرفا، وأسلوبا، ومزجا لأحرف عربية بغيرها من أحرف لاتينية .... مما لايصح السكوت عنه والتعلل بأننا نكتب عبر وسائلَ افتراضية ليس مطلوبا فيها تدقيق أو تحقيق يستوي في هذه النظرة المتعلمون وغير المتعلمين.
وقد كتبت على صفحتي الشخصية على فيس بوك منذ فترة ليست بالقصيرة مجموعة مقالات بعنوان "يوميات متصفح" عطلني عن إكمالها بعض المسئوليات ألقيت فيها الضوء على الانهيار غير المسبوق في لغة الكتابة عبر وسائل التواصل، وأظهرت قدرة المتعلمين على إذاعة الكتابة بالفصحى الميسرة دون إغراب ، أو تعقيد ، وأبنت ميل القارئ إلى تلك اللغة العذبة الرقراقة حين تنساب من بين أصابع بعض الأعلام الذين يكتبون شعرا ، ونثرا من فيض ثقافة تراثية عميقة امتزجت بحداثة ليس بينها وبين التراث تلك القطيعة المعرفية الوافدة علينا من البعض ، والمستغربة.
إن هؤلاء النفر من الناس يجدون إقبالا غير عادي على ما يكتبون، وميلا إلى استحسان كل مايكتبون رغم اختلاف وجهات النظر أحيانا ، وافتقادا لكتاباتهم إذا شغلتهم شواغل الحياة عن المتابعة ، والكتابة تبدو في رسائل الافتقاد على الخاص ، وفي الارتياح لاستئناف الكتابة.
وهذه الفئة قد لا يكون منهم الكتاب، والشعراء بالأصالة وإنما أناس يحسنون الكتابة بالفصحى، ويجيدون التعبير، وينتخبون من جيد الشعر والنثر ما يستحق حقا أن ينشر ويذاع، وحين يكتبون في الوسيلة الأشهر الواتس آب تجد مراجعة منهم لكل سطر يكتبونه، ولكل فقرة يرسلونها، حتى علامات الترقيم يعتنون بإبرازها في نصوصهم المكتوبة.
إن المتمكنين من اللغة العربية نطقا وكتابة يقع عليهم عبء هائل في ضرورة نشر مايكتبون في كل شيء يعن لهم بالفصحى السليمة رغبة في نشرها من جانب ، وتحبيبا للجمهور التواق إلى معرفة لغته ، والمتلهف لمعرفة شعرها ونثرها عبر الوسائل المتاحة بين يديه طوال الوقت ، وليس عبر وسائل تقليدية اعتيادية كالكتاب الذي لايشتريه ، ولايرغب في شرائه ، ولعل الناشرين الذين يشكون من انخفاض مبيعات الورقيات عموما كل عام بنسبة ملحوظة حوال 25% يحدثوننا خير حديث عن خسارتهم الفادحة أمام الهجمة الإلكترونية الشرسة ، وسيطرة التكنولوجيا على واقعنا كله.
وبعد فهذه رسالتى إلى كل محب للعربية أن يجتهد في نشرها قدر استطاعته عبر كتاباته هو ، وعبر ما ينشره لغيره ؛ فلايكتب إلا بها ، ولايستهين بالأخطاء، ولاينشر إلا ماكان في نشره تحقيق للصحة اللغوية ، وإمتاع للوجدان.
وإذا كانت وسائل الإعلام التقليدية قد تقاعست في هذا الجانب المهم ، وقد كنا ننظر إليها منقذا للغة الجميلة من التردي ، والانحدار فخيبت آمالنا ، فإننا نطمح إلى أن تكون وسائل التواصل البديل المناسب في نشر اللغة ، والتمكين لها ، وعدم مسايرة العاميات المختلفة ، وغير العاميات التي توشك أن تسيطر على وسائل التواصل فتفقدنا مجالا مهما لإنقاذ لغتنا والتمكين لها.
عزة أبو النجاةالتفاصيل من المصدر - اضغط هنا
مشاهدة عزة أبو النجاة تكتب دور وسائل التواصل الاجتماعى فى التمكين للغة العربية
يذكر بـأن الموضوع التابع لـ عزة أبو النجاة تكتب دور وسائل التواصل الاجتماعى فى التمكين للغة العربية قد تم نشرة ومتواجد على اليوم السابع وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
وختاما نتمنى ان نكون قد قدمنا لكم من موقع Pressbee تفاصيل ومعلومات، عزة أبو النجاة تكتب: دور وسائل التواصل الاجتماعى فى التمكين للغة العربية.
في الموقع ايضا :
كُنا قد تحدثنا في خبر عزة أبو النجاة تكتب: دور وسائل التواصل الاجتماعى فى التمكين للغة العربية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق