رياح وأوتاد: العبرة من كورتيز ودونا مارينا - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. لا أدري لماذا كلما قرأت قرارات القمم الخليجية والعربية والإسلامية أتذكر ليلة الأحزان التي أبيد فيها شعب الأزتيك في أميركا الجنوبية بالقوة العسكرية على يد القائد الأوروبي كورتيز، ولم يكن التفوق العسكري هو العامل الوحيد الذي أدى إلى هزيمة الأزتيك، لأن كورتيز استعان أيضاً بامرأة أزتيكية تدعى دونا مارينا (La malinche)، وهي من أشهر النساء المعروفات بالخيانة على مدار التاريخ، لأنها خانت قومها وعملت مترجمة ووسيطاً ودليلاً لدى كورتيز، وأنجبت منه سفاحاً أول مولود بين أصل أوروبي وأصل أزتيكي.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
قرارات القمم الخليجية والعربية والإسلامية حلوة ومصاغة بأجمل الجمل والعبارات، وتعبّر عن حقوق ومطالب وأمنيات العرب والمسلمين، وأهمها قضية فلسطين وأحداث غزة، ولكنها مع الأسف تخلو من آليات القوة المطلوبة لتنفيذ هذه المطالب، وكما حصل للأزتيك في أميركا الجنوبية، حيث قتل الملايين وسُلبت الأراضي ومُسح تاريخهم واختفت حضارتهم إلى الأبد، يواجه شعب فلسطين مصيراً مشابهاً وقد يمتد إلى دول أخرى، مثل الأردن وأجزاء من السعودية وسورية ومصر، قال تعالى: «كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ...».
ومثل دونا مارينا التي طبّعت مع كورتيز، يوجد الآن مطبعون مع الصهاينة لم تردعهم آيات القرآن الكريم، ولم تؤثر فيهم العِبَر التاريخية ولا إعلانات حقوق الإنسان ولا حتى أحكام محكمة العدل الدولية التي حكمت بإدانة الصهاينة بجرائم انتهاك القوانين الدولية وجريمة الإبادة الجماعية، وانتهت إلى إعلان طلب القبض على نتنياهو ووزير حربه.
من غير المفهوم أن تتبنى هذه القمم المبادرة السعودية ـ العربية بالإجماع، وهي آخر أمل للفلسطينيين في دولة عاصمتها القدس، وفي نفس الوقت لا تأتي على مناقشة التطبيع الصهيوني وأثره، وأثر توقيع معاهدات تجارية وسياحية وثقافية مع الصهاينة.
إن مصداقية الدول الموقّعة على بيانات هذه القمم تتطلب الاستعداد بالقوة العسكرية واستخدام مختلف الوسائل المالية والتجارية والدبلوماسية بأمانة لتنفيذ المبادرة السعودية - العربية، ورفض أي علاقة مع الصهاينة حتى يستجيبوا لها، لأن صهاينة اليهود والمسيحيين والعرب لن يتكرموا بالتسليم لمقررات القمة ما لم تواجههم القوة والمصداقية، وكل الخشية أن يصحو العرب يوماً ليشهدوا اغتصاب الصهاينة للمزيد من دولهم وأراضيهم وتاريخهم، فيقول لسان حالهم: اغتُصبنا كما اغتصب مارينا وكورتيز أرض الأزتيك وحضارتهم.
كُنا قد تحدثنا في خبر رياح وأوتاد: العبرة من كورتيز ودونا مارينا - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق