قارة إفريقيا تنقسم لشطرين، لماذا؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

قارة إفريقيا تنقسم لشطرين، لماذا؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. عن السبب الذي يجعل الأرض لغزًا كونيًا، وجدليات أخرى تثير أزمة وجودية.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

إن الأرض لاتنقسم إلى نصفين، بل إنها تتفكك ببطء.

قد ندوس الأرض بقوة، لكنها ليست أرضًا صلبة كما تبدو، إننا نعيش جميعًا على شبكة معقدة من القطع المتشابكة دائمة التحرك، ويعود ذلك إلى مركز الأرض الساخن واللزج، ما يؤدي إلى حدوث الزلازل وتشكل الجبال وتباعد القارات، وهو ما يحدث في إفريقيا حاليًا.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الانفصال الزلزالي ليس ما يجب القلق بشأنه، وربما ليس حدثًا سيستطيع نوعنا البشري العيش بما يكفي لرؤيته.

من المرجح أن يستغرق الانفصال الكبير عشرات الملايين من السنين قبل رؤية جغرافيا جديدة كليًا، إلا أن التغيير قد يكون حدثًا استثنائيًا تمامًا.

يرتبط الشق الناشئ بنظام صدع شرق إفريقيا (EARS)، وهو أحد أكبر الصدوع في العالم، إذ يمتد باتجاه العمق، ويمتد أفقيًا لآلاف الكيلومترات عبر العديد من دول إفريقيا، والتي تشمل إثيوبيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا، ورواندا، وبوروندي، وزامبيا، وتنزانيا، ومالاوي وموزمبيق.

سيؤدي انفصال الصدع إلى انفصال الصفيحة الصومالية الأصغر عن الصفيحة النوبية الأكبر على أنه جزء من عملية شديدة البطء، التي بدأت بالفعل منذ نحو 25 مليون سنة وباستمرار.

لقد أثار الصدع الدراماتيكي في الوادي المتصدع في كينيا عام 2018 اهتمامًا كبيرًا على الإنترنت، وذلك بشأن مفهوم الانفصال القاري.

لقد كان صدعًا مثيرًا للدهشة، ولكن ربما لم يكن له علاقة تُذكر بالمستقبل الجيولوجي لإفريقيا، إذ اقترح البعض أنه حدثَ على الأرجح نتيجةً لتآكل التربة، ومع ذلك، فإن حالته تثير الفضول.

وكتبت لوسيا بيريز دياز وهي باحثة سابقة ما بعد الدكتوراه في مجموعة أبحاث ديناميكيات الصدوع في جامعة رويال هولواي في لندن: «ما تزال هناك تساؤلات حول سبب تشكلها في ذلك الموقع، وما إذا كان ظهورها مرتبطًا كليًا بالصدع المستمر في شرق إفريقيا. فعلى سبيل المثال، قد يكون الشق نتيجةً لتآكل التربة الطرية التي تملأ شقًا قديمًا مرتبطًا بالصدع الحالي».

ستكون عملية فقدان القارة الإفريقية العظيمة لكتفها الشرقي بطيئةً وتدريجيةً، وليس انقسامًا مفاجئًا يشبه الرسوم المتحركة، وعندما يحدث ذلك في النهاية، فمن المتوقع أن يفصل بحر شاسع بين الصفيحتين.

إنها فكرة صادمة بالنسبة للإنسان العاقل في العصر الحالي، ولكنها قصة روتها الأرض مرارًا وتكرارًا.

تُشكل الأرض في وضعها الحالي تطورًا حديثًا فيما يتعلق بتاريخ الكوكب، ففي حقبة تاريخية سحيقة، كانت كل القارات متحدة في قارة واحدة تسمى بانجيا، ولكن حركة الصفائح التكتونية أدت إلى تباعدها عن بعضها، ما أدى إلى تكوّن قارات متباعدة سوف تتحد على نحو مثالي مثل قطع الأحجية (البازل) وذلك إذا جُمعت حوافها.

إن لم يستطع الإنسان الاقتناع بطبيعة القارات التي تشبه قطع الأحجية، فهناك العديد من الأدلة الأحفورية التي تُظهر أنواعًا قديمة تعيش في أماكن منفصلة جغرافيًا في عصرنا الحالي، وذلك ينطبق على أحفورة الميزوسورس، وهي جنس منقرض من الزواحف عمره نحو 290 مليون سنة، وقد عُثر على حفريات لها في أميركا الجنوبية وإفريقيا، وذلك وفقًا للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي.

إنه انفصال زلزالي يصعب استيعابه، ويُظن أن القارات اجتمعت وانفصلت ثلاث مرات على مدار تاريخ الأرض، مع المزيد من الاحتمالات والانفصالات في الطريق، وإن كان ببطءٍ شديدٍ جدًا.

يبدو أن انفصال شرق إفريقيا هو الحدث التالي، ولكنه سيكون مجرد خطوة تالية في دورة الأحداث الجيولوجية العملاقة هذه.

فهل سيبقى جنسنا البشري على قيد الحياة ليشهد ذلك؟

حسنًا، تلك قصة أخرى.

اقرأ أيضًا:

إفريقيا سوف تنقسم إلى قارتين بعد نحو عشر ملايين سنة

بحيرة خطرة في إفريقيا مهددة بالانفجار وقتل آلاف البشر والحيوانات

ترجمة: سليمان عبد المنعم

تدقيق: نور حمود

مراجعة: باسل حميدي

المصدر

كُنا قد تحدثنا في خبر قارة إفريقيا تنقسم لشطرين، لماذا؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق