ناسا تبدأ بإعداد بديل عن محطة الفضاء الدولية التي ستدمَّر عام 2030 - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

ناسا تبدأ بإعداد بديل عن محطة الفضاء الدولية التي ستدمَّر عام 2030 - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. تعمل ناسا على خطة لاستبدال محطة الفضاء، ولكن الوقت ينفد لأن الكونغرس تعامل مع البرنامج وكأنه مزحة في البداية. فالعام القادم حاسم لمستقبل ناسا وخططها لتمديد النشاط البشري في المدار المنخفض حول الأرض. ولأول مرة منذ عقود، تواجه وكالة الفضاء الأمريكية احتمالًا بفشل وجود أحد أفرادها يدور حول الكوكب.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

ستضع ناسا استراتيجية لعملياتها في المدار المنخفض حول الأرض بعد عام 2030، مانحةً عقودًا لشركات خاصة لتطوير محطات فضائية صغيرة. لكن تبقى عدة أسئلة مطروحة، أبرزها هو تحديد حاجة ناسا إلى الاستمرار باستيطان المدار المنخفض حول الأرض تمامًا، خاصة مع تركيزها على القمر في برنامج أرتميس.

لدى النظر إلى ضرورة البحث في الجاذبية الصغرى، تكون إجابة هذا السؤال هي نعم حتميًا، وذلك بحسب بام ميلروي نائب مدير ناسا. فالعلاقة بين المدار المنخفض حول الأرض وأرتميس، ومن القمر إلى المريخ، واستكشاف البشر في المستقبل، مهمة جدًا. تأمل ميلروي في مساعدة الناس على فهم أهمية التقدم في هذا الاتجاه.

في السنوات الأخيرة، ومع قدرة ناسا على دعم طاقم من أربعة رواد فضاء في وقت واحد على محطة الفضاء، بدأت الوكالة بتعزيز الإمكانات العلمية للمختبر المداري. يشمل ذلك البحث في الجاذبية الصغرى ودراسة التأثيرات الصحية طويلة الأجل على البشر في الفضاء.

وأوضحت ميلروي أن البحث في الجاذبية الصغرى ما زال مستمرًا، إذ يحتاج العلماء إلى فهم الحلول المناسبة لمهام طويلة الأمد مثل الرحلات إلى المريخ. ينطبق هذا أيضًا على دعم الحياة، المعروف في مصطلحات ناسا باسم ECLSS، فتعمل ناسا على تحسين كفاءة إعادة تدوير المياه والتقنيات الحيوية لتصل إلى 100%. ونشرت وكالة الفضاء أيضًا مسودة (استراتيجية الجاذبية الصغرى) لتحديد أهداف البحث والتطوير التكنولوجي في المدار المنخفض حول الأرض في الثلاثينات وما بعدها. ومن المتوقع أن تكتمل النسخة النهائية من هذا المستند بحلول نهاية 2024 بعد جمع التعليقات.

هل يمكن لأيٍ كان بالفعل بناء محطة فضائية تجارية؟

ومن جهة أخرى، بدأت ناسا أيضًا برنامجًا لتطوير محطات فضائية تجارية بمنح عقود بقيمة تتراوح بين 125 و160 مليون دولار لشركات مثل بلو أوريجين، نانوراكس، ونورثروب غرومان. تواجه هذه الشركات تحديات كبيرة، ومنها عقبات مالية وتأجيلات في جداول الإطلاق.

يعتمد نجاح برنامج CLD على طلبات التمويل المستقبلية لناسا. قد تنضم أيضًا بعض الشركات مثل Vast Space وSpaceX. تواجه أكسيوم تحديات مالية، وبلو أوريجين تبدو غير ملتزمة. فوياجر لديها شراكات دولية ولكنها غير مثبتة بعد. وسبيس إكس تعمل على ستارشيب باستعمالات متعددة وبرنامج CLD ليس أولوية لها.

أقرت ميلروي بأن وكالة الفضاء تطلب الكثير من مقدمي الخدمات التجارية، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تطلب ناسا عمليات أساسية في عام 2030 قبل السعي للحصول على مجموعة أوسع من الخدمات من المحطات الفضائية الخاصة لاحقًا. وأضافت، «قد يستغرق هذا وقتًا أطول للوصول إلى الوجهة النهائية. ربما نحصل على منتج قابل للبقاء في عام 2030، لكن متطلباتنا ستستغرق بعض الوقت. بوسعنا اتخاذ نهج متدرج».

فهل تهتم ناسا حقًا بهذا؟ لتقييم أولوية ناسا لبرنامج CLD والدعم المقدم له في الكونغرس، يمكن النظر في الميزانيات التي طلبها البيت الأبيض والتمويل الذي خصصه الكونغرس منذ إنشائه في السنة المالية 2019، فبين عامي 2019 و2026، كانت ميزانية ناسا للمحطات الفضائية التجارية تتزايد تدريجيًا، ومع تخصيص مزيد من الأموال في السنوات الأخيرة. تراوحت المبالغ المخصصة من 40 مليون دولار في 2019 إلى 228.4 مليون دولار في 2024 و403.4 مليون دولار مطلوبة في 2026.

في البداية على مدار السنوات الثلاث الأولى، تعامل الكونغرس مع برنامج CLD كأنه مزحة، مع سنوات من التمويل الضئيل. ولكن مع اقتراب محطة الفضاء الدولية من نهاية حياتها في عام 2030، أصبح الكونغرس أكثر تقبلًا للبرنامج. وضح دريير: «لكن يبقى أن نرى إن كانت ناسا ملتزمة حقًا». إذ تسعى ناسا للحفاظ على وجودها في المدار الأرضي المنخفض، ولكنها لم تطرح بعد الأسباب التي تجعل ذلك ضروريًا. من جهة أخرى، الجغرافيا السياسية تؤدي دورًا أيضًا؛ فإذا أزالت الولايات المتحدة محطة الفضاء الدولية في 2030، ستظل الصين تمتلك محطة فضائية مدارية. ومع ذلك، يبدو أن ناسا تتعامل مع برنامج CLD كأنه تجربة بدلًا من التزام كامل. وقد تتطلب المحطات الفضائية التجارية مليارات الدولارات من التمويل والتزامًا من ناسا بأن تكون عميلًا رئيسيًا لسنوات. حتى الآن، لم تتصرف ناسا بهذه الطريقة في طلبات ميزانيتها.

وقال كيسي دريير: «إنها تجربة تستحق المحاولة، إذ أُنفقَ 650 مليون دولار فقط خلال السنوات الخمس الماضية على هذا… ولكن هل توجد أولوية وطنية حقيقية للحفاظ على وجود في المدار الأرضي المنخفض؟ إن كان الوضع كذلك، فنحن لا نتعامل معه بهذه الطريقة».

هل الفجوة حقًا سيئة لهذه الدرجة؟

عندما تتحدث مع الأشخاص المطلعين في ناسا وصناعة الفضاء التجارية، تجد شعورًا عامًا بأننا سنكون محظوظين إذا حصلنا على خيار واحد فقط لمحطة فضائية تجارية بحلول نهاية عام 2030، من المقرر حينها أن تقود مركبة دراجون غير المأهولة من سبيس إكس محطة الفضاء الدولية إلى المحيط الهادئ.

اقترح بعض الأشخاص استمرار ناسا في تشغيل محطة الفضاء لفترة أطول، ولكن ذلك يسبب مشكلات أخرى، فأولًا الشراكة الإشكالية مع روسيا التي أصبح من الصعب الحفاظ عليها مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وثانيًا، بحلول ذلك الوقت ستكون أجزاء من المحطة أكثر من 30 عامًا، وقد تتفاقم مشكلات التشقق، ولن ننسَ أيضًا مسألة الميزانية، فتشغيل المحطة ودعمها يكلف ناسا نحو 3 مليارات دولار سنويًا، ويمكنها على الأرجح خفض ذلك بمقدار الثلثين مع بديل لمحطة خاصة.

من الجدير بالذكر أن تأجيل إنهاء عمر محطة الفضاء الدولية يضعف الأسس التجارية لمشغلي المحطات الفضائية الخاصة. وبالنسبة لشركات مثل أكسيوم وفوياجر، عدم اليقين في نهاية عمر المحطة يجعل جمع الأموال أكثر صعوبة، إذ يريد المستثمرون أن يتأكدوا أن ناسا ستحتاج حقًا إلى محطات خاصة.

من المحتمل أن تنهي ناسا عمر محطة الفضاء بعد حوالي ست سنوات من الآن. فيل ماكاليستر، أحد المسؤولين الرئيسيين في وكالة الفضاء عن الفضاء التجاري، قال: «سيكون ذلك سيئًا، ولا أريد وجود فجوة. ولكن إذا لم تكن محطات الفضاء التجارية جاهزة، فقد نحصل على فجوة. شخصيًا، لا أظن أن ذلك سيكون كارثيًا، لن يكون غير قابل للإصلاح، خاصة إذا كان قصير الأمد نسبيًا. قد يؤثر في بعض البحوث، ولكن يوسعنا الاستفادة من كرو دراجون وستارلاينر لتقليل تأثير الفجوة».

وقاد ماكاليستر برنامج محطات الفضاء التجارية حتى هذا الصيف الماضي، وفي ذلك الوقت انتقل إلى منصب استشاري رفيع في الوكالة. لكن وضوحًا قبول الفجوة ليس الموقف الرسمي لناسا.

هل يُعد مشروع محطات الفضاء التجارية ناجعًا ومستدامًا؟

توجد شكوك حول هذا الموضوع، ففي 2017، وجد تقرير أن الطلب ربما لا يتجاوز رواد الفضاء الحكوميين، فالتحدي هو عدم وجود تطبيق مربح للبشر في الفضاء.

إذ ترغب ناسا في الانتقال من كونها العميل الرئيسي إلى واحدة من عدة عملاء، لكن من هم العملاء الآخرون؟

قد ترسل بعض الدول أفرادًا لنيل الاحترام فقط، ومن المحتمل وجود بعض السياح الفضائيين، لكن لا أحد يعلم مقدار الطلب الحقيقي.

يوجد قلق أيضًا من سيطرة التصنيع الآلي في المدار الأرضي المنخفض على الأنشطة البشرية المحتملة في الفضاء. فقد أثبتت فاردا مثلًا قدرتها على إجراء أبحاث دوائية في المدار بتكلفة أقل.

ولدينا أيضًا سبيس إكس بمركبتها ستارشيب، فقد لا تكون الشركة جاهزة للتقدم لبرنامج CLD الرسمي التابع لناسا، لكن إذا بدأت ستارشيب في الطيران بانتظام، فليس من الصعب رؤية الإمكانية لرحلات مدارية قصيرة المدة لعشرات العملاء في الثلاثينات. قد يوفر هذا خيارًا أكثر جاذبية وأقل تكلفة للسياح الفضائيين، أولئك الذين قد يهتمون بقضاء بعض الوقت على واحدة من المحطات الفضائية الخاصة لولا ستارشيب.

في النهاية، إذا قررت ناسا أنها تحتاج إلى نجاح المحطات الفضائية الخاصة، يجب عليها الالتزام بدعم الشركات الخاصة، فمحطات الفضاء مشكلات كبيرة وصعبة ومكلفة، ولا تبحث ناسا عن محطة فضاء دولية أخرى، إذ استغرقت تلك أكثر من عقد و100 مليار دولار لبنائها، لكنها تحتاج إلى مساكن آمنة وعملية، وهذا لن يكون رخيصًا والوقت يمر.

اقرأ أيضًا:

ناسا تتمكن أخيرًا من تأكيد وجود مجال الأرض الكهربائي

ناسا تلغي مهمة بملايين الدولارات للتنقيب عن الجليد على سطح القمر

ترجمة: زين العابدين بدور

تدقيق: محمد حسان عجك

مراجعة: لبنى حمزة

المصدر

كُنا قد تحدثنا في خبر ناسا تبدأ بإعداد بديل عن محطة الفضاء الدولية التي ستدمَّر عام 2030 - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق