بوعجب يقارب إبداع الشعر العربي - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. عن دار الآن ناشرون وموزعون بالمملكة الأردنية، صدر للباحث المغربي حسن بوعجب كتاب نقدي موسوم بعنوان “التجديد في الشعر العربي الحديث بين الضرورة الإبداعية والاستلاب”.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ويحاول الكتاب، الواقع في 240 صفحة والمكون من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، الإجابة عن أسئلة إشكالية من قبيل: هل كل محاولات التجديد في الشعر العربي الحديث كانت حقا تجديدا خالصا وفق ما تتطلبه ضرورة الإبداع؟ وما مدى تحرر محاولات التجديد هذه من استلاب التراث واستلاب الثقافات الأجنبية؟ وما هو حجم الضرر الذي تلحقه أشكال الاستلاب بإبداعية التجديد الشعري وبوظيفته الفنية والإنسانية؟ وما هي الآفاق الممكنة لتجديد الشعر العربي مستقبلا خصوصا وهو ينشد العالمية ويعيش العصر الرقمي؟ ثم ما هي الحدود الجمالية التي لا يمكن لأي حركة تجديدية تخطيها؟
ووفق معطيات بخصوص الإصدار توصلت بها هسبريس، تناول الفصل الأول من الكتاب بالشرح والتحليل “المفاهيم الأساسية المعتمدة في الدراسة.. مفهوم التجديد ومفهوم الإبداع، ومفهوم الشعر الحديث، ومفهوم الاستلاب وعلاقته بمفاهيم كالمثاقفة والاستلهام؛ إضافة إلى محاولته تقصي بعض جذور التجديد في الشعر العربي. وعرض المؤلف في الفصل الثاني بالنقد والتحليل لمؤشرات الإبداع والاستلاب في أهم التجارب الشعرية التجديدية مركزا على بعض أشعار رواد الحركات التجديدية؛ كتجربة الإحياء، والتجربة الرومانسية، وحركة الشعر الحر، وحركة قصيدة النثر..
ويحاول الكاتب بوعجب في الفصل الثالث تبين العلاقات القائمة بين التجديد الشعري وسلطة النقد؛ بالإضافة إلى عرضه لمجموعة من الإشكالات والأزمات التي عرفها النقد العربي الحديث وهو يحاول مواكبة التجديد الشعري الحديث، لينتقل بعد ذلك إلى دراسة تلقي التجديد في الشعر العربي الحديث من لدن الجمهور، إذ بعد العرض النظري لتجليات وأسباب الكساد الشعري الحداثي قدم بشكل مفصل نتائج بحث ميداني أنجز في الموضوع.
كما يرنو الكاتب في الفصل الرابع والأخير، على ضوء ما عاشه الشعر العربي وما يعيشه، استشراف مستقبل هذا الشعر، خصوصا أنه قد صار يعتمد دعامات رقمية جديدة، ويشق طريقه إلى الجمهور في ظل شروط تلق جديدة، مستهدفا استكشاف بعض الآفاق الفنية العالمية التي يمكن أن ترتادها التجربة الشعرية الحديثة؛ وذلك بمحاولة الاهتداء لبعض إمكانيات التجديد الموسيقي في الشعر العربي، ثم محاولة الوقوف على بعض ملامح المشترك الشعري الذي يمكن المراهنة عليه للوصول إلى قصيدة حديثة عالمية لا معولمة..
وفي خاتمة الكتاب، يوصي المؤلف الشاعر الحديث وهو يحاول الإبداع بأن يتحرر ما أمكن من شتى صنوف الاستلاب، سواء تعلق الأمر باستلاب الثقافات المهيمنة أو استلاب التراث أو استلاب الموضة الشعرية السائدة.
كما يلح أيضا في الأخير على أن لا يؤدي أي تجديد شعري إلى المساس بالوظيفة الفطرية لفن الشعر قائلا: “إن الشاعر إذ يجدد ينبغي أن يكون على وعي بأن إنتاجه موجه لإنسان له عقل وله وجدان، وله الحق الطبيعي في الجمال وفي الوصول إلى المتعة أو الوصول إلى الفكرة، وهو الإنسان الذي لا بد أن يخفق في قلب الشاعر قبل أي شيء آخر، أي لا بد أن يكون هو من يحتل المرتبة الأولى عنده وليس ما ينظره المنظرون وما تمليه الموضة الشعرية السائدة، فإذا كان القارئ المثقف كما وقفنا على ذلك في الشق الميداني من هذا الكتاب لا يتفاعل إيجابا في كثير من الأحيان مع التجديد الشعري المعاصر، فكيف يمكن للإنسان العادي أن يكون له حظ ولو قليل من هذا الشعر. أما أن يقال إن الشعر الحديث لا يتوجه إليه ولا إلى الجمهور، فذلك تكبر وضرب صريح في قيم العدالة والمساواة والديمقراطية التي ينادي به الشاعر الحديث، إنه لا يمكن أن يقصي أغلبية القراء العاديين والمفتقرين ويبحث له عن أقلية مثقفة ليوجه لها شعره، فهنا تسقط الديمقراطية وتسقط المساواة ويرتفع صوت الطبقية الثقافية التي تدخل الشعر في مزيد من العزلة بعدما كان ديوان العرب وفنهم الأول”.
حري بالذكر أن الكاتب حسن بوعجب من مواليد مدينة إيموزار مرموشة سنة 1986، حاصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 2007 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، وعلى دبلوم المدرسة العليا للأساتذة بمكناس سنة 2008، وماستر “تفاعل الأدب والثقافة في العالم المتوسطي” من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2007، وسنة 2023 حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الحديث من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
كُنا قد تحدثنا في خبر بوعجب يقارب إبداع الشعر العربي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق